عكست حضوراً متنوعاً في فعالياته التي تختتم مساء اليوم

المرأة الإماراتية روح التقاليد وحارسة المـــــــــوروث في مهرجان قصر الحصن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يغفل مهرجان قصر الحصن عن دور المرأة الإماراتية، الذي قامت منذ القديم به إلى جانب الرجل، وتجلى هذا الدور بمهارتها في إنجاز العديد من الصناعات اليدوية، التي استعادت طرق إنجازها في الأجنحة المختلفة التي تشكل المهرجان، وهو ما يؤكد مكانة المرأة الإماراتية في كل الأزمنة بكل ما تقدم به من أعمال لمساندة أسرتها، فتجلت حارسة للموروث عكست روح التقاليد.

لا بد لزوار مهرجان قصر الحصن، الذي تختتم فعالياته مساء اليوم »السبت«، أن ينتبهوا إلى وجود المرأة الإماراتية كعنصر أساسي من تقاليد المهرجان، بعضهن يجلسن ليحولن بمهارة (الخوص) إلى أطباق وسلال..

بينما نجدهن في ممارسات أخرى يخطن الملابس النسائية، ويصنعن »التلي« بواسطة »الكاجوجة«، والتلي هو التطريز بواسطة الخيوط المصنوعة من الذهب، والذي زين العباءات النسائية. ولا يزال يزين بعضها لغاية الآن.

وفي ركن آخر تقوم بعض النسوة، بتقديم الأطباق المحلية للزوار، بعد أن يتعرفوا إلى مراحل صنعها، مثل الهريس واللقيمات، والخبيص، وغيرها من الأصناف التي تشد بطعمها المقيمين مثلما تشد الإماراتيين.

منتجات أصيلة

بينما تبرع سيدات عدة في مكان آخر، في صناعة الخوص، من سعف النخيل، وتنتج أدوات يحتاجها الإنسان الآن مثل صندوق المناديل الورقية، أو سلة المهملات، أو علب مزخرفة تستخدم لحفظ الحاجيات الشخصية، وحافظات الهواتف المتحركة، بأحجام مختلفة، وأباجورات للإضاءة، وغير ذلك الكثير من الأدوات التي كثيراً ما تجذب الأجانب أيضاً إلى شرائها.

أما رحلة صناعة هذه المنتجات الجميلة، فتبدأ كما قالت أم محمد: منذ فصل أوراق النخيل الخضراء عن جذع الشجرة، ومن ثم تجفف بوضعها معرضة لأشعة الشمس مدة تصل إلى أربعة أيام، ومن ثم تنظف وتقطع إلى أربعة أجزاء، أما لمن رغب بوضع الألوان عليها فيتم هذا بطريقة وضعها في قدر يحتوي على الماء المغلي مع أحد الملونات المطلوبة، ومن ثم تجفف من جديد، إلى أن يتم استخدامها.

مهن شعبية

أتاح المهرجان الفرصة لزواره لتذوق أصناف من المأكولات الإماراتية، والتعرف إلى طرق إعدادها، كما عرضت السيدات طرقا توضح فيها الخطوات المتبعة للحصول على الألبان من أنواع الحليب المختلفة، كحليب الماعز والإبل والبقر، وذلك عبر خطوات عدة، أولها وضع الحليب في »السقا«،..

وهو إناء مغلق بإحكام مصنوع من الجلد، يستخدم لخض الحليب من أجل الحصول على الدهن والزبد واللبن، فبعد خضه يوضع على النار حتى يصل لمرحلة الغلي، ومن ثم يترك ليبرد وبعدها يضاف الملح ويترك لمدة يوم يتحول من بعدها الحليب إلى روب بعد أن يذهب منه الماء، ويظهر ما يسمى بالجامي.

حياكة البرقع

وفي مكان آخر تجلس أم زايد لتصنع »البرقع« وهو إحدى القطع التي تستخدم كغطاء للوجه، ورغم قلة استخدامه الآن إلا أنه لا يزال سائداً، أما ما يدفع هذه السيدة للمشاركة في المهرجان فهو كما قالت: تعريف الشابات بالمهن والحرف الشعبية، التي كانت منتشرة. وأوضحت يمكن للزائرات أن يطلعن على صناعة البرقع وأجزائه المؤلفة من قماش »الشيل« السميك..

والذي يشبه الورق المصقول اللامع، ويعد هذا القماش هو الأساس في حياكة البرقع. وأضافت: »تتوسط البرقع »السف«، وهي قطعة خشبية صغيرة تستقر على الأنف، أما البطانة فهي عبارة عن قماش قطني يساهم في امتصاص العرق، والحفاظ بالتالي على رونق البريع. أما المشاخص فهي النجوم والحلقات التي تزينه«.

وقالت: إن البرقع يغطي معظم أجزاء الوجه، باستثناء العينين، حيث توجد فتحتان كبيرتان تتيحان الرؤية ويفصل بينهما »السف« الذي يربط الجزء العلوي المحيط بالجبهة بالجزء السفلي. وأوضحت أم زايد: يحاك البرقع عادة بواسطة خيوط من حرير باللونين الفضي أو الذهبي.

Email