القوات العراقية تعلن تأمين طريق الإمداد بين بغداد والرمادي

واشنطن تحسمها: الموصل لن تتحرر في 2016

عراقيون ينزحون من مدينة الرمادي | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

واشنطن، بغداد- البيان والوكالات

رحّلت الولايات المتحدة، موعد إطلاق معركة تحرير الموصل إلى ما بعد عام 2016، وهو سيناريو التأجيل الذي يتكرر سنوياً منذ سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدينة في يونيو 2014، في وقت أعلنت قيادة عمليات الأنبار عن تأمين الطريق الرابط بين الرمادي وقضاء الخالدية، الواصل إلى العاصمة بغداد، عن طريق نشر نقاط عسكرية، وهو الطريق الرئيس لنقل التعزيزات العسكرية إلى مناطق القتال.

وقال مدير المخابرات العسكرية الأميركية، اللفتنانت جنرال فنسنت ستيوارت للكونغرس، إن من المستبعد، تنفيذ عملية بقيادة العراق، لاستعادة مدينة الموصل معقل تنظيم داعش في 2016.

جاءت تصريحات اللفتنانت جنرال ستيوارت، أكثر تشاؤماً من توقعات مسؤولين أميركيين وعراقيين في الآونة الأخيرة، بشأن الحملة ضد التنظيم. وقال ستيورات أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: «عملية الموصل ستكون عملية معقدة... لست متفائلاً بأننا سنقدر على تنفيذ ذلك في الأجل القريب.. في رأيي.. ليس هذا العام بالتأكيد».

لا توقعات قريبة

وأضاف: «ربما يمكننا بدء الحملة والقيام ببعض العمليات حول الموصل... لكن تأمين الموصل أو السيطرة عليها عملية موسعة... وهي شيء لا أتوقعه في العام المقبل أو نحو ذلك».

واستعادت القوات العراقية، مدعومة بضربات جوية أميركية، مدينة الرمادي في أواخر ديسمبر الماضي. لكن الموصل مدينة أكبر كثيراً، ويتشكل سكانها من طوائف عديدة. وحتى في الرمادي، لا تزال القوات العراقية تعمل على تأمين المدينة وضواحيها.

وقال ستيورات إنه فضلاً عن تأمين الرمادي، يتعين على القوات العراقية تأمين وادي نهر الفرات بين مدينتي هيت وحديثة، قبل التحول لتطويق الموصل.

ويعتقد مسؤولون أميركيون آخرون، أن عملية تحرير الموصل ليست وشيكة، لكنها لا تزال ممكنة قبل نهاية فترة ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما. ويقولون إن النقطة الرئيسة، تتمثل في أن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتدريب قوات عراقية إضافية.

وأشار مسؤولون عراقيون كبار في الآونة الأخيرة، إلى أن تحرير الموصل سيكون هذا العام. وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر الشهر الماضي: «أعدكم بعد الرمادي... شاهدوا ما يحدث الآن في الرقة بسوريا، وما يحدث في الموصل بحلول نهاية هذا العام».

تأمين طريق الإمداد

إلى ذلك، قال قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، في تصريح صحافي، إن القوات الأمنية من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب ومقاتلي العشائر، تمكنوا من تطهير الطريق البري الرابط بين مدينة الرمادي وقضاء الخالدية.

وأضاف المحلاوي، أن القوات الأمنية أمنت الطريق بالكامل، عن طريق نشر عدد من المفارز العسكرية، مشيراً إلى أن الطريق سيستخدم لنقل التعزيزات العسكرية من الرمادي والخالدية، إلى مناطق العمليات العسكرية الأخرى، وكذلك لإعادة العوائل النازحة خلال الفترة المقبلة. والطريق الذي أعلنت خلية الإعلام الحربي تحريره، يربط مدينة الرمادي، مروراً بجزيرة الخالدية بناحية عامرية الفلوجة ومعبر بزيبز، ومن ثم إلى العاصمة بغداد.

الوضع المالي الصعب يؤخّر جهود إعادة بناء الرمادي

بغداد- رويترز

يؤخر الضغط على ميزانية العراق، بفعل تراجع أسعار النفط، إزالة متفجرات زرعها تنظيم داعش في الرمادي، واستعادة الخدمات الأساسية اللازمة لعودة المدنيين النازحين إلى المدينة. وكانت استعادة الرمادي في ديسمبر الماضي، أول انتصار كبير للقوات التي دربتها الولايات المتحدة منذ انهارت في مواجهة هجوم شنه المتشددون عام 2014. وأعطت استعادة الرمادي، دفعة لمسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي لإخراج متشددي داعش من الموصل، كبرى مدن شمالي العراق، في وقت لاحق هذا العام. لكن مئات الآلاف من سكان الرمادي لن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم لحين إزالة القنابل وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرت في القتال الذي استمر لستة شهور. وتحتاج هذه العمليات إلى عشرات ملايين الدولارات التي لا يمكن لبغداد تحملها.

9 شهور

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالعراق، ليز غراند: «نعرف أن الحكومة في وضع مالي صعب. من أجل تحقيق استقرار المناطق ومساعدة الأسر النازحة على العودة علينا بذل المزيد».

وقالت غراند إنه ما لم تتوفر أموال إضافية، فإن الأمر قد يستغرق تسعة شهور لتطهير منطقة تميم وحدها، وهي منطقة كبيرة بجنوبي الرمادي، ستشهد المرحلة الأولى من جهود الأمم المتحدة.

وتعتزم الأمم المتحدة أيضاً، إصلاح البنية التحتية لقطاعي الصحة والطاقة في الرمادي، والتي دمر معظمها في القتال الذي شمل تفجيرات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية، وضربات جوية مدمرة شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقالت غراند: «مستوى الدمار في الرمادي سيئ، مثل أي شيء شاهدناه في أي مكان في العراق... يجب إعادة بناء آلاف المنازل، ويجب إعادة بناء آلاف المباني. التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار في الرمادي هائلة».

مصاعب التمويل

ويواجه العراق الذي يعتمد بشكل شبه كامل في دخله على صادرات النفط، صعوبات في سداد الفواتير، في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية. وقال محافظ الأنبار، صهيب الراوي، إن حكومة المحافظة لم تتلق حصتها من الميزانية الاتحادية منذ نحو شهرين. وقال الراوي للصحافيين في بغداد، إن ديون الحكومة المحلية تراكمت من العام الماضي، وسيتم سدادها من هذه الميزانية، وامتنع عن تحديد حجم الديون. وإلى جانب الأنشطة التي تمولها الأمم المتحدة، قال الراوي إن الجهود المبذولة لإعداد الرمادي لعودة المدنيين، يجري تمويلها بجهود محلية من سلطات المحافظة، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.

ويعزز التقدم الذي حققته القوات العراقية في الرمادي، جهود الحكومة لتضييق الخناق على مدينة الفلوجة، معقل تنظيم داعش الواقعة بين الرمادي وبغداد، والتي يحاصرها الجيش وجماعات شيعية مسلحة مدعومة من إيران.

تحصن

استغرق إخراج المتشددين من المشارف الشرقية الريفية لمدينة الرمادي أكثر من شهر.

وذكرت مصادر أمنية أن المتشددين ما زالوا متحصنين في بعض المناطق الريفية الشمالية المتاخمة للطريق السريع الرئيس بين الشرق والغرب.

Email