سُجلت على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي الإنساني غير المادي

عناصر التراث الإماراتي تنبض في مهرجـــان قصر الحصن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

التراث ينبض في مهرجان قصر الحصن المستمر حتى 13 فبراير الجاري، من خلال 7 عناصر للتراث الثقافي الإماراتي، سجلتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافة «اليونسكو» ضمن قائمتها للتراث الثقافي الإنساني غير المادي، وتعرف إليها الإعلاميون، عن قرب من خلال جولة نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أول من أمس، في أرجاء المهرجان انتهت بعرض ضوئي في قصر الحصن عن تاريخ نشوء أبوظبي.

تقاليد

الجولة بدأت من ركن القهوة التي تعد واحدة من عناصر التراث الأساسية في المجتمع الإماراتي، إلى جانب الرزفة والصقارة والتغرودة والعيالة والسدو، حيث أشار المسؤول عن ركن القهوة إلى أن القهوة الإماراتية الأصيلة موجودة في المجالس، والمحافل والبيوت، قائلاً: لا نكتمل إلا بالقهوة..

ونقدمها للضيف وفق تقاليد معينة، كأن لا تقدم باردة، لأن الشخص الذي قدمها حينها سيتعرض للإهانة، لذا يحرص الجميع على أن تبقى القهوة بشكل دائم على الحطب، لا سيما وأنها تصنع أصلاً على مزاج الشخص، فهناك من يرغب في إضافة الزعفران أو الهيل أو الاثنين معاً لها. أما عن كيفية تقديم القهوة، فقال: «عندما يتواجد الشيوخ في المجلس تقدم القهوة لهم في البداية.

ومن ثم كبار السن، وفي حال كان المجلس عادياً. يبدأ تقديم القهوة من اليمين. والمجلس الذي تقدم فيه القهوة، يعتبر أيضاً واحداً من عناصر التراث على قائمة اليونسكو، إذ يعد أحد التقاليد الشعبية المهمة في المجتمع الإماراتي..

لا سيما أنه يوفر مساحة مفتوحة للاجتماع، وتبادل الآراء والخبرات واللقاءات في المناسبات. ويعتبر المجلس نموذجاً للحوار الثقافي والتواصل والروابط الاجتماعية القوية، ويقوم بدور حيوي في نقل التراث الشفهي.

فنون

بعد ركن القهوة كان عرض «الرزفة» و«العيالة» إذ قدم المشاركون في المهرجان، لوحة من فن»العيالة«التي تعكس أصالة التقاليد الفنية الشعبية، ويؤدي هذا الفن صفان متقابلان من الرجال يحملون عصي بأيديهم، وينشدون الشعر في حركات إيقاعية مشتركة على أنغام الطبول.

وترمز»العيالة«إلى قيم الولاء للدولة والقوة والفروسية، فضلاً عن أنها تعتبر فناً أصيلاً يقدم في كافة الاحتفالات الوطنية والأعراس. أما»الرزفة«فهي تعكس أيضاً الفن الشعبي الأصيل الذي يجمع بين الموسيقى والشعر والحركات الجماعية الإيقاعية، والذي يتم تقديمه في الأعياد والاحتفالات لتكريم قيم الشجاعة والشهامة.

في المقابل، جلست نساء عدة في إحدى الخيم الموجودة في ساحة المهرجان، وقد انشغلن بحياكة»السدو«باستخدام خيوط الصوف، ويعد»السدو«أحد فنون النسيج التقليدي الذي برعت فيه المرأة في المجتمعات البدوية في الإمارات، ويتم استخدام منتجاته في الأثاث والإكسسوارات، ويتألف من خطوط وأنماط هندسية بألوان حية وجميلة.

وكانت اليونسكو قد سجلت»السدو«على قائمتها للتراث الثقافي الإنساني غير المادي، وفي ذلك قال عمر الكعبي، باحث مبان تاريخية في إدارة البيئة التاريخية في قطاع الثقافة: هناك الكثير من الممارسات والعناصر الثقافية مثل الموسيقى والشعر وفنون الأداء، التي عادة تحظى بأهمية تراثية ومعنوية كبيرة، تحتاج للعمل على حمايتها.

وأضاف: تتضمن القائمة عناصر للتراث الثقافي غير المادي، وهي التقاليد والممارسات الثقافية وفنون الأداء الشعبي التي تناقلتها الأجيال عبر التاريخ. وتسهم قائمة التراث الإنساني في تعزيز الوعي العالمي بأهمية هذه العناصر، وضرورة صون تقاليدها.

قالت ريم المنصوري، من قسم البرامج المجتمعية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة:»يعكس مهرجان قصر الحصن الجهود المبذولة للمحافظة على تراثنا الأصيل وثقافتنا العريقة. وتتكامل المبادرات المستمرة لترميم الحصن ومبنى المجمع الثقافي مع برامج إحياء عناصر التراث الثقافي غير المادي، وتسليط الضوء على هذه الممارسات والفنون الحية، ونقل تقاليدها الشعبية إلى الأجيال الجديدة التي ستحمل هذا الإرث المستدام إلى المستقبل«.

Email