منصة في دبي تقرب عالمنا العربي من منابع الإبداع ومهارات الاكتشاف

«متحف نوبل» تجارب مُبدعين غيروا العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

على نهج بناء مجتمعات مستنيرة بالمعرفة والطموح والتفاؤل بمستقبل واعد بتقدم الإنسانية والسلام، أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم صباح أمس خلال مؤتمر صحافي أقيم في مبنى أنيكس ببرج خليفة، عن افتتاح «متحف نوبل» النوعي بقيمته وفكرته ورسالته الذي تستضيفه دبي للمرة الأولى على مستوى المنطقة بمفهومة وشعاره «أفكار تغير العالم»، بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبرعاية الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس المؤسسة.

وتحدث عن خصوصية وأهداف وتوجهات «متحف نوبل» في المؤتمر الذي حضره عدد كبير من الإعلاميين، كل من جمال بن حويرب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم والدكتور لارس هيكينستين رئيس مجلس إدارة المتحف والدكتور أولوف أميلين مدير المتحف.

رسالة المتحف

وتحمل رسالة «متحف نوبل» في دبي الذي يستمر حتى نهاية شهر أبريل المقبل محورين، أولهما تسليط الضوء على أهمية ومكانة جائزة نوبل العريقة والوصول إلى مختلف فئات المجتمعات، وثانيهما إلهام الأجيال الشابة للسير على خطى المبدعين من العلماء والمفكرين والأدباء، لبناء مجتمع محلي وعربي قائم على المعرفة والابتكار والإبداع.

وأشار بن حويرب في كلمته قائلاً: «يجسد متحف نوبل منصة تقرب عالمنا العربي من منابع الإبداع ومهارات الاكتشاف، والتعرف على الإنجازات البشرية التي ساهمت في تغيير العالم وتحسين حياة الأفراد على مر العقود. ويساهم هذا المتحف بما فيه من معروضات ملهمة ونماذج لعقول أثرت البشرية باختراعاتها واكتشافاتها، في تحفيز شبابنا على الابتكار والنظر للأمور بعين المبدع المستكشف، وشحذ الطاقات لطرح الحلول والأفكار».

لخدمة الإنسان

كما دعا بن حويرب في كلمته الجميع وفي مقدمتهم العائلات والمؤسسات التعليمية لاستثمار فرصة قيام هذا الحدث الاستثنائي على أرض إمارة دبي وزيارته، قائلاً: «سيدرك الزائر أن في كل ركن من أركان المتحف قيمة للعمل وللجهد والتفكير خارج الصندوق وفضل تسخير العلم لخدمة الإنسان، كما سيتمكن من التعرف على سيرة شخصيات وعقول مبدعة ليكونوا القدوة والنموذج لشبابنا، كما هو الحال في أديبنا العربي نجيب محفوظ وعالمنا أحمد زويل والطبيب اللبناني بيتر مدور، وغيرهم من المبدعين العرب الذين تألقوا ضمن قائمة الحاصلين على جائزة نوبل».

تكريم الإنسانية

وتحدث الدكتور لارس هيكينستين عن تطلعاته الخاصة بهذه المبادرة النوعية قائلاً: «انطلق المتحف قبل 20 عاماً بهدف التعريف بقيمة هذه الجائزة ودورها الإنساني في تكريم مساهمات من ارتقوا بالمجتمعات وساهموا بابتكاراتهم وأفكارهم وإبداعاتهم في الارتقاء بحياة الإنسان والمجتمعات على مختلف الصعد من جهة، ومن جهة أخرى التعريف بحياة وإنجازات المهندس والمخترع والكيميائي ألفريد نوبل (1833 - 1896) الرجل القائم على هذه الجائزة، الذي اهتم بالإنسانية وفلسفة الحياة كما اهتم باختراع الديناميت وغيره من الاختراعات».

وصية نوبل

وأضاف هيكينستن: «وكان نوبل قد أوصى عام 1895، أن يخصص الجزء الأكبر من شركته لجائزة نوبل التي تمنح سنوياً بهدف تشجيع البحث عن المعرف وتنوير الفكر لجعل العالم بحال أفضل».

ويقدم مقاربة بين تحديات المرحلة التي عاش فيها ألفريد نوبل وبين الزمن المعاصر قائلاً: «تتشابه المرحلتين الزمنيتين في الكثير من الجوانب على صعيد نمو التجارة والتحديات التي تواجهها المجتمعات في عدم الاستقرار والبيئة وغيرها. وعليه نجد من الضروري في هذه المرحلة تقديم إضاءات ملهمة للشباب وتحفيزهم على العلم والابتكار ونشر المعرفة».

برامج ملهمة

واستعرض الدكتور أولوف أميلين في كلمته الجانب اللوجستي من برنامج «متحف نوبل» في دبي وخارجها قائلاً: «نأمل من خلال برنامج ورش العمل الخاصة بطلبة الجامعات والمدارس تحفيزهم وإلهامهم في التركيز على التعليم والعلوم ومساعدتنا في متابعة رسالة مؤسسة هذه الجائزة».

وانتقل إلى محور آخر قائلاً: «يعود تواصلنا مع القائمين على مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لسنوات خلت، ليثمر هذا التواصل عن إقامة هذا المتحف المعني بأفكار تغير العالم، بجوار برج خليفة الذي يعتبر نموذجاً لإبداع وابتكارات المهندسين الذين تحدوا الواقع والمتخيل».

وتبع المؤتمر جولة في أروقة المتحف رافق خلالها المتحدثون الثلاثة الإعلاميين ليبادروا بالإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم حول مقتنيات المتحف.

جائزة نوبل

في عام 1901 وبعد مضي خمس سنوات على وفاة ألفريد نوبل مؤسس جائزة نوبل العالمية التي مقرها في السويد، أخذت الجائزة مكانتها ودورها لتشمل في البداية خمسة فروع في الكيمياء والفيزياء وعلوم الطب والأدب والسلام.

ليضاف إليها ابتداءً من عام 1968 بمبادرة من المصرف المركزي بمناسبة مرور 300 عام على وفاة نوبل، فرع جديد في علوم الاقتصاد. وبالمجمل تتجاوز القيمة المالية التي تمحنها الجائزة للفائز المليون دولار أميركي.

الورشات شرارة إبداع ورحلة إلهام لتحقيق الأحلام بالابتكار

 

 

تنظم المؤسسة مع القائمين على متحف نوبل ثلاث ورش عمل متخصصة يقدمها خبراء من المتحف.

إلى جانب ورشة عمل حول التمويل المالي الصغير بتاريخ 19 أبريل، يقدمها البروفيسور محمد يونس، صاحب فكرة بنك الفقراء والحاصل على جائزة نوبل للسلام 2006 تقديراً لجهوده في خلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لصالح الملايين من الناس في بلده بنغلاديش والعديد من البلدان الأخرى، حيث جعل محمد يونس من مفهوم القروض الصغيرة أداة فاعلة في مكافحة الفقر.

تحمل الورشة الأولى عنوان «شرارة الإبداع» تقدم رحلة إلهام لتحقيق الأحلام بالابتكار، وتقام بتاريخ 5 أبريل ويقدمها توبياس ديجسيل، منسق متحف نوبل والذي بدأ عام 2010 بتطوير مفهوم يدعى «شرارة الإبداع» للمتخصصين في مجال الأعمال. ويسافر منذ ذلك الحين إلى مختلف أنحاء العالم لتسليط الضوء حول قوة وتأثير الإبداع.

وتقام الورشة الثانية بعنوان «تأثيرات جائزة نوبل» بتاريخ 12 أبريل، ويقدمها الدكتور غوستاف كالستراند، كبير أمناء متحف نوبل الحاصل على شهادة الماجستير في التاريخ وتاريخ الأفكار من جامعة استكهولم في عام 2007.

أما الورشة الأخيرة فعنوانها «التطور الطبي بفضل اختراعات نوبل» وتقام بتاريخ 26 أبريل وتتحدث فيها الدكتورة كاترينا نوردكفيست، مديرة الأبحاث في متحف نوبل، والتي تمتلك خبرة طويلة في مجال البحث والابتكار.

أولوف أميلين: المتحف بارقة أمل للأجيال الشابة

 

 

التقت «البيان» على هامش المؤتمر الصحافي الخاص بمتحف نوبل الدكتور أولوف أميلين مدير متحف نوبل لمعرفة نشاطات المتحف الأخيرة وخططه المستقبلية. ويقول أميلين: «سنتوجه بالمعرض بعد دبي إلى واشنطن دي سي ومن ثم مينيابوليس، كما نتوقع أن تثمر النقاشات والمباحثات التي أجريناها في طوكيو قبل أسابيع عن معرض مقبل فيها.

أما الهدف من تأسيس المتحف والأنشطة الخاصة به، فهي إلى جانب التعريف بالجائزة ومؤسسها إيجاد رد فعل إيجابي يتطلع إليه الشباب والصغار ليكون بمثابة منارة أو قدوة لهم، خاصة وأننا نعيش في مرحلة يحيطنا الإعلام بكل ما هو محبط للإنسانية من حروب وقتل ودمار دون بارقة أمل. وتمثل جائزة نوبل دافعاً للتفاؤل وحافزاً لتغيير المستقبل».

وأشار فيما يتعلق بالإضاءة الزرقاء الخافتة الخاصة بالمتحف قائلاً: «نحرص في كل معارض المتحف على إحضار إضاءتنا معنا، وهي تخضع لمعايير محددة تعتمد فيها حماية المعروضات من التلف بسبب شدة الحرارة وغيرها إلى جانب معايير أخرى مثل ثبات درجة الحرارة ومعدل الرطوبة والبيئة المحيطة».

وابتسم لدى سؤاله عن ظاهرة المراهنة على المرشحين للفوز بجائزة نوبل كل عام خاصة في ما يتعلق بجائزة نوبل للآداب وقال: «هذا الظاهرة طريفة وغريبة خاصة وأن المراهنات عادة مقتصرة على رياضات محددة، وقد بدأت حديثاً قبل ما يقارب من 5 سنوات».

إنجازات

5 أجنحة لاكتشافات غيرت ملامح المستقبل

يضم متحف نوبل في دبي خمسة أجنحة مختلفة يركز كل منها على موضوع منفصل، حيث يُعرّف الجناح الأول الزوار بجائزة نوبل وتاريخها ومجالاتها المتخصصة، فيما يسلط الجناح الثاني الضوء على شخصية وسيرة حياة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل.

ومن خلال الجناح الثالث يتم تقديم لمحة تاريخية عن الجائزة والفائزين فيها وإنجازاتهم. ويستعرض الجناح الرابع ارتباط إنجازات واكتشافات الفائزين بحياتنا المعاصرة وأهمية هذه الإنجازات في خدمة البشرية. ويلقي الجناح الخامس الضوء على دور الاكتشافات التي غيرت ملامح المستقبل.

رواد

فائزون عرب يضيئون المشهد

فاز عدد من الرواد العرب بجائزة نوبل، وحصلت مصر على النصيب الأكبر في المنطقة العربية بداية بالرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عام 1978، والدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية الفائز بجائزة نوبل للسلام والأديب المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب والدكتور أحمد زويل المصري الأصل على جائزة نوبل في الكيمياء.

كما حاز على جائزة نوبل للسلام الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1994. أما المرأة العربية الأولى التي فازت بهذه الجائزة في فئة السلام فهي الناشطة توكل كرمان عام 2011.

ومن عرب المهجر حصل كل من بيتر مدور على جائزة نوبل في الطب عام 1960 وإلياس جيمس خوري على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1990، وهما من أصول لبنانية.

Email