إثراء للمشهد الإبداعي وساحة مثالية للقاء المواهب الإماراتية بنخب المبدعين

مبادرات «براند دبي» رسالة خير وسلام إلى العالم

جدارية «زايد وراشد» في سد حتّا تحتفي بذكرى قائدين سيذكرهما التاريخ بكل إجلال | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

مسيرة التنمية التي بدأتها دبي منذ نحو أربعة عقود شهدت العديد من قصص الإبداع الذي كان حاضراً بقوة في مختلف الإنجازات والنجاحات المتحققة، حيث أسهمت حالة التعايش والثراء الثقافي التي يشهدها مجتمع الإمارة الذي يضم نحو 200 جنسية في تعزيز مفاهيم وممارسات الإبداع وتكريس وجوده كجزء أصيل في المجتمع وأسلوب لحياة أفراده.

وفي رحابة فضاءات الإبداع، وجد «براند دبي»، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، ضالته المنشودة، ليتخذ منه وسيلة وغاية في آن واحد، يمكن من خلالها إبراز هذا القاسم المشترك في أغلب قصص النجاح التي سطرتها دبي على مدار سنوات من العمل الجاد الذي أثمر إنجازات اعتلت بها منصات التكريم وتصدرت معها مؤشرات التنمية في مختلف القطاعات... ألا وهو الإبداع الذي تجسّد في هذا الفكر الخلاق الذي كان دائماً سبباً في تميز دبي ومنذ فترة مبكرة في رحلتها مع التنمية.

ومع استعراض مبادرات «براند دبي»، التي تمتد على مدار العام، وتهدف في جوهرها لنقل رسالة الإمارات إلى العالم وهي رسالة حب ومودة وتعاون وسلام، نجد أنها لا تعمد فقط إلى إبراز جماليات نهضة في دولتنا بطرق مبتكرة ولكنها تستهدف أيضاً إثراء المشهد الإبداعي في دبي مع العمل على تحقيق أقصى مردود إيجابي في هذا الشأن بالمساهمة في إعداد أجيال جديدة من المواهب المبدعة، إذ تشكل مبادرات ومشاريع «براند دبي» ساحة مثالية للقاء المواهب الإماراتية الصاعدة بنخب المبدعين من مختلف أنحاء العالم، للحوار والنقاش واكتساب مهارات وأفكار جديدة.

حديقة الأعلام، و«جدارية سد حتّا»، وملحمة «الفارس»، و«متحف دبي الفني»، ومهرجان «دبي كانْفَس للرسم ثلاثي الأبعاد» وغيرها من المبادرات والمشاريع تكشف عن جوهر استراتيجية «براند دبي» وما يسعى إلى تحقيقه من أهداف، علاوة على الرسائل الإيجابية التي يرمي إلى نشرها.

 

تكامل الأهداف

منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي أكدت أن ما يسعى براند دبي إلى إنجازه من مشاريع ومبادرات يتكامل مع باقي الأهداف الاستراتيجية التي يعمل المكتب الإعلامي على تحقيقها والتي تصب في اتجاه نقل رسالة دولة الإمارات ودبي إلى العالم وهي رسالة خير وسلام تتجلى ملامحها في ما تحمله تلك المبادرات من فكرة تفعيل دور الإبداع كجسر يربط بين الناس ويعينهم على إيجاد مساقات إنسانية مشتركة تخدم في تعميق أسس التعايش والتناغم في المجتمعات وبين الشعوب، وهي الفكرة التي لطالما عملت دولة الإمارات إلى جعلها واقعاً معاشاً ونجحت في تحقيقه على أرضها.

منى المرّي: برامج تعكس دور الإبداع في تعايش وتناغم المجتمعات

 

وعن أسلوب عمل براند دبي، تقول منى المرّي: إنه يرتبط في صميمه بالإبداع، لذا كان من المهم الاستعانة بعنصر الشباب للاستفادة من فكره المتطور الذي يتجه في أغلب الأحيان إلى التجديد والابتكار والابتعاد عن الأطر التقليدية، وبما علينا من التزام تجاه جيل الشباب الذي طالما أكدت قيادتنا الرشيدة أهمية منحه الفرصة لإثبات ذاته ليبرهن قدرته على أنه رقم إيجابي في معادلة التقدم والبناء، مشيرة إلى أن براند دبي يضم مجموعة متميزة من الشابات الإماراتيات اللاتي نجحن في إثبات جدارتهن بما قدمن من أفكار ومبادرات كان لها صداها الطيب.

وأضافت المري: «لم يكن من الممكن تحقيق أغلب تلك المبادرات والمشاريع التي قام المكتب الإعلامي لحكومة دبي ممثلا في «براند دبي» بتنفيذها في معزل عن دعم وتعاون العديد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص»، هذا ما تؤكده منى المرّي، التي نوهت بمدى التعاون الكبير الذي يلقاه براند دبي من قبل المجتمع سواء على المستوى الحكومي أو من جانب القطاع شبه الحكومي والخاص، موجهة الشكر لكل من ساند مشروع أو مبادرة أو فكرة أقدم براند دبي على تنفيذها، لافتة إلى أن هذا الدعم والتعاون يعكسان مدى تطور وعي المجتمع بقيمة الإبداع وضرورة رعايته والاهتمام به كمطلب حيوي من متطلبات النهضة الحضارية في دولتنا.

وحول تركيز «براند دبي» في أغلب مبادراته على الأعمال الفنية وهو ما يتضح بصورة كبيرة في أحد أهم إسهامات براند دبي وهو مهرجان «دبي كانْفَس» للرسم ثلاثي الأبعاد، الذي تعقد خلال أيام دورته السنوية الرابعة في «لا مير» بمنطقة جميرا 1 بمشاركة أكثر من 30 فنان عالمي، توضح منى المري أن الفن منذ زمن بعيد يعتبر من أهم أدوات التواصل وأكثرها قدرة على تجاوز المسافات بين الثقافات والشعوب لاسيما إن كان هذا الفن لا يعتمد على لغة بذاتها، كما هي الحال في الفنون البصرية والتشكيلية، وهو بذلك يعد من القوى الناعمة ذات التأثير الكبير في تحقيق التفاهم بين الناس، فالعمل الفني الواحد يلتف حوله متابعون من مختلف الجنسيات وتصلهم جميعاً رسالة واحدة، وتلك ميزة كبيرة يتفرد بها الفن في قدرته على التأثير المباشر في المتلقي بغض النظر عن لغته أو ثقافته.

وعن قيمة المشاركة العالمية في المبادرات التي ينظمها «براند دبي» والأثر المرجو منها، ترى منى المري أنه إضافة إلى إثراء مهارات ومواهب مبدعينا المحليين ومنحهم فرصة معايشة مجموعة من أهم رموز الفن العالميين، فإن الفنانين المشاركين في تلك المبادرات عندما يعودون إلى بلدانهم في شرق العالم وغربه سوف يتحدثون إلى أهلهم وأصدقائهم وحتى متابعيهم حول العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي عن تلك المدينة النابضة بالحياة على ضفاف الخليج العربي التي وجدوا فيها أصالة التاريخ تمتزج بحداثة المعاصرة... سيتحدثون عن دبي التي لم تكتف بمكانتها كمركز عالمي للمال والأعمال بل حرصت أن تكون كذلك حاضرة الإبداع وإحدى أهم مراكز دعمه في هذا الجزء من العالم، ويشاركون معهم ما لمسوه فيها من حرص أصيل وغير مفتعل على بناء جسور تواصل حقيقية مع مختلف شعوب العالم.

عام زايد

ففي إطار المشاركة في الاحتفاء بالمناسبات الوطنية الغالية والتعبير عن مضمونها بأفكار مبدعة وروح عصرية مبتكرة، أطلق براند دبي مبادرة «حديقة الأعلام»، وهي فعالية واظب على تنظيمها سنوياً على مدار السنوات الأربع الماضية في شاطئ منطقة جميرا، مع تقديم إضافات مميزة كل عام تزامنا مع احتفالات الدولة بيوم العلم واليوم الوطني، حيث ضمت الحديقة في العام 2017 أكثر من 4000 عَلَم كونت معاً صورة المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تزامناً مع الاحتفال بـ«عام زايد» ليعبر «براند دبي» من خلال هذه المبادرة بأسلوب غير تقليدي عن روح هذه المناسبة الوطنية العزيزة.

وفي ذات الإطار قام الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي بالتعاون مع مركز دبي المالي العالمي بتنفيذ عمل إبداعي ضم صورتين الأولى للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والثانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على واجهة مبنى البوابة في صدارة المركز وذلك في إطار احتفالات اليوم الوطني السادس والأربعين لدولة الإمارات ومبادرة عام زايد، إذ يأتي هذا المشروع المميز تأكيداً على استمرار مسيرة التنمية والرخاء التي بدأها مؤسس دولة الاتحاد، وبما يرمز إليه المركز من قيمة مع تصنيفه بين أهم عشرة مراكز مالية في العالم.

صورتا زايد ومحمد بن راشد على واجهة مركز دبي المالي ترمزان إلى تاريخ مشرق وحاضر مزدهر

 

جدارية «زايد وراشد»

واستهلالاً للمرحلة الثانية من مشاريع «متحف دبي الفني»، نفذ «براند دبي» بالتعاون مع بلدية دبي جدارية على «سد حتّا» تعد من بين الجداريات الأكبر عالمياً، تحمل صورتي المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وجاء تنفيذ الجدارية احتفاءً بذكرى القائدين اللذين ولدت دولة الإمارات على أيديهما، بينما يأتي المشروع ضمن خطة التنمية الشاملة التي أطلقتها حكومة دبي لتطوير منطقة حتا.

ملحمة غنائية تبرزقيماً

ففي مطلع العام 2016، وضمن مسعى لتقديم رؤية إبداعية متميزة وإبراز البعد الإنساني والإبداعي الغني وراء قصة نجاح دبي التنموية، قام «براند دبي» بالتعاون مع «الرحباني للإنتاج» بتقديم «الفارس»، وهي ملحمة غنائية مستوحاة من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وتعد الملحمة الغنائية «الفارس» عملاً من أعمال «الفنتازيا» التخيلية كونه يبتعد عن الحدود المتعارف عليها للزمان والمكان، ويعمل على إلقاء الضوء على مجموعة كبيرة من القيم النبيلة التي ترمز لها شخصية «فارس» التي تم استقاؤها من أكثر من 30 قصيدة وقع عليها الاختيار من بين ما يناهز 150 قصيدة من قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،.

شارك في إعداد العمل الكبير فريق عالمي يضم أكثر من 800 فنان وعارض وخيّال وموسيقي وتقني يمثلون ما يزيد على 30 جنسية مختلفة.

متحف دبي الفني

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، باشر «براند دبي» وبالشراكة مع بلدية دبي العمل على مشروع «متحف دبي الفني» ويهدف إلى نشر أعمال فنية إبداعية وجداريات مستلهمة من تاريخ الإمارات في مختلف أرجاء الإمارة، وتم تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في شارع الثاني من ديسمبر بمشاركة مجموعة من أهم وأشهر رسامي الجداريات في الإمارات والعالم قاموا بتنفيذ 16 جدارية مستلهمة من تاريخ الإمارات وتراثها الثقافي والاجتماعي.

حديقة الأعلام نجحت في جذب الزوار من مختلف أنحاء الدولة

 

لوحة إبداعية سنوية

يترجم مهرجان «دبي كانفس»، الذي عقدت أولى دوراته في العام 2015، هدف «براند دبي» في تقريب الفنون الإبداعية المعاصرة إلى المجتمع وعلى مستوى جماهيري خارج قاعات المتاحف. ويعد «دبي كانفس» أول مهرجان مخصص للرسم ثلاثي الأبعاد والفنون الإبداعية الحديثة في المنطقة، ويعقد سنوياً بمشاركة نخبة من أهم وأشهر الفنانين العالميين والإماراتيين المنتمين لمدارس وتيارات مختلفة الذين يقدمون أشكالاً فنية كلاسيكية وحديثة تحمل جميعها صفة مشتركة واحدة كونها تعتمد في جوهرها على المقاربة الإبداعية لبث رسائل ضمنية للمتلقي عن أهمية التفكير الإبداعي في حياة الأفراد.

ومع إعلان «براند دبي» انطلاق الدورة الرابعة من المهرجان المقرر تنظيمها من 1-7 مارس القادم بالشراكة مع «مِراس» للعام الثالث على التوالي في «لا مير» الوجهة الشاطئية ذات الطابع المميز، يتطلع الجمهور والمهتمين بالفنون الإبداعية لاسيما الرسم المجسم إلى جولة جديدة من الإبداع بمشاركة نخبة من الفنانين العالميين والإماراتيين في الحدث الذي أصبح من المكونات الأساسية لأجندة دبي الإبداعية.

«مِراس» شريك الإبداع

على مدار الدورات السابقة لمهرجان «دبي كانفس» ترسخت دعائم شراكة قوية بين «براند دبي»، و«مِراس»، الشركة الوطنية الرائدة التي تنشط في تطوير وتشغيل الوجهات الحضرية الحديثة بجانب قطاعات عدة تشمل السياحة والترفيه، والصحة، والتعليم، والتقنية، ما يعكس التوافق الشديد بينهما والرغبة المشتركة للمساهمة في إثراء المشهد الإبداعي في دبي.

وخلال هذه الشراكة ساهمت الوجهات المميزة التابعة لـ«مِراس» عبر استضافتها للمهرجان خلال عامي 2016 و2017 في إضفاء طابع جمالي خاص نظراً لما تتسم به من مقومات وخصائص فريدة وأسلوب معماري مميز أضافت للحدث أبعاداً عززت قيمته وأثرت مضمونه بشكل عام.

Email