في استطلاع اجرته «البيان » عن مفاهيم الشباب لاكتشاف قدراتهم ونجاح مستقبلهم

الكتب الملهمة مطلب القارئ العربي في الألفية الجديدة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«عاطفي.. انفعالي. تحكمه ردود الفعل»، صفات رددها المثقفون العرب وغيرهم في القرن الماضي، لدى قراءتهم لمشهد الأمة العربية، غير أن ما مر به عالمنا في القرن الواحد والعشرين، بالتزامن مع الثورة الرقمية الرابعة، التي كسرت حصار انتقال المعلومة بين أصقاع الأرض في زمن قياسي، بدأ بتشكيل مفاهيم جديدة لدى الأفراد.

وفي مقدمها الشباب واليافعين، حيث توسعت آفاق عوالمهم، وبالتالي، زيادة تعطشهم للمعرفة، وفهم ذاتهم ومحيطهم وسبل تطوير مداركهم، سواء على الصعيد الإنساني أو المهني.

ويتجلى في الاستطلاع الذي أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني ومواقع تواصلها الأخرى، كالفيس بوك والتويتر، حول نوعية الكتب التي ينتقيها القراء لزيادة معرفتهم، هذا التحول الموضوعي، حيث تراوحت نسبة القراء الذي يختارون الكتب المعنية بالتاريخ وتطوير الذات ما بين 78 إلى 67 %، مقارنة بنسبة تتراوح ما بين 22 إلى 33 % لمن اختاروا الرواية والسيرة الذاتية مصدراً لمعارفهم.

وتبيّن هذه النسب، أن الرواية لم تعد تحتل الصدارة في قائمة الكتب الأعلى مبيعاً أو رواجاً، كما في القرن الماضي، أو السنوات الخمس الأولى من الألفية، ويعكس هذا إدراك الإنسان العربي حاجته إلى بناء نفسه وفكره وقدراته لكي يواكب العصر، ويصبح قادراً على اتخاذ قراراته، سواء المهنية أو المصيرية بموضوعية ووعي، والتفاعل مع مجتمع بفكر ناضج بعيد عن الانفعالية والتعصب والتعنت بالرأي.

التحدي والنجاح

ويقول لـ «البيان» الشاب عمر البوسعيدي، الذي أصدر العام الماضي كتابه المعني بتطوير الذات «لأجل القراءة»، والذي يمتلك خبرة في ميدان العمل وقطاع الشركات حول نتائج الاستفتاء: «قراءة التاريخ أو تطوير الذات، يعني التعرف إلى تاريخ العديد من التجارب الناجحة، سواء لأفراد أو شركات أو اقتصاد ونهضة بلدان. والتاريخ عادة معني بدقة التفاصيل وتوثيق التجارب.

مثل هذه الكتب تمنحنا الإلهام وتلمس مسار دربنا نحو النجاح، وفي الوقت نفسه، كيفية تحدي الصعوبات وتجاوزها، وعدم الاستسلام أمام الضغوطات أو تكرار أخطاء غيرنا. والإمارات بفضل حكمة ووعي قياداتها الرشيدة، استفادت من هذه المعارف، سواء على مستوى الاقتصاد أو الأفراد.

حيث حرصت على تنوع موارد اقتصادها ومواكبة تقدم التكنولوجيا لتحقق تجربة ريادية في هذه المجالات، وفي الوقت نفسه، تخفيض نسبة المخاطر وكيفية إداراتها لتحولها إلى نجاح أكبر، وبنسبة أعلى من الاستدامة في مشاريعها».

الأكثر مبيعاً

ونجد لدى البحث في قوائم الكتب الأكثر مبيعاً للمواقع الإلكترونية المعنية ببيع الكتاب العربية، العديد من الأمثلة في مجالات اختيار كتب المعرفة المعنية بالأدب الواقعي، منها الكتاب المترجم «الهدوء –قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام» للباحثة والأستاذة الجامعية سوزان كين من موقع «جملون». وتسلط سوزان في كتابها الضوء على مواهب الانطوائيين الذين يشكلون نصف المجتمع.

وتشير قائمة الكتب العربية العشرة الأعلى مبيعاً في مكتبة «كينوكونيا» بدبي مول خلال شهر نوفمبر، إلى أن ثلثي القائمة، كتب تعنى بتطوير الذات والعلوم والحياة، مثل كتاب «حدثني فقال» للدكتورة سمية الناصر المتخصصة في مجال الإبداع والذكاء العاطفي، والذي تتناول فيه الكثير من القضايا اليومية في حياة أي شخص، مثل: الحب والعلاقات والمال والنجاح والتنوير والوعي والسلام.

Email