استلهمت الحكاية من طفلتها ووظفت مهاراتها للتوعية بالشلل الدماغي

لينا أبو سمحة: «سنطير إلى البيت» رحلة إبداع وعلاج

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حين نستقي من أوجاعنا طاقة خلاقة لمواجهة الواقع، ليتحول هذا الوجع إلى إبداع من طراز فريد، فهذا ما يصنع الإلهام، ومع الطفلة الأردنية ميريانا (4 سنوات) المصابة بالشلل الدماغي، جاء الإلهام على هيئة قصة أبدعتها أمها لينا أبو سمحة، وأسمتها «سنطير إلى البيت»، كتبت من خلالها حكاية ابنتها مع الشلل الدماغي، بهدف توعية الناس بمثل هذه الحالات، ولجمع تكاليف العملية الجراحية التي يتوجب على ابنتها القيام بها وتكلف حوالي 100 ألف دولار، من خلال مبيعات القصة.

«البيان» تواصلت مع لينا أبو سمحة، التي أكدت أن واقع قصص الأطفال الخالي من التوعية بأبطال من أصحاب الهمم، واقع مستفز، سعت لمواجهته من خلال قصتها «سنطير إلى البيت».

بداية الحكاية

وعن حكاية ميريانا قالت والدتها لينا: رزقني الله بتوأمي ميريانا وجعفر بعد 4 سنوات من الزواج، وقبل أن يكملا السنة، بدأت ألاحظ أن ميريانا مختلفة عن أخيها في ما يتعلق بالوقوف والجلوس وطريقة الإمساك بالألعاب، وساورني القلق حول تطورها الحركي، فبدأت أتردد على الأطباء الذين أكدوا لي أنها لا تعاني من أي مشكلة، وحين أكملت السنة ولم تقف على قدميها، استشرت طبيباً نصحني باصطحابها لطبيب أعصاب، وبالفعل، تم تشخيص حالتها بإصابتها بشلل دماغي، ولم أفهم وقتها ماذا يعني بذلك، حتى بدأت رحلة العلاج الطبيعي مع ميريانا.

وأشارت لينا إلى أن ابنتها تعاني شللاً دماغياً من النوع التشنجي في الأطراف السفلية، ما يجعل أطرافها مشدودة باستمرار، وهو ما يعيقها عن الوقوف والسير وحدها، إضافةً إلى تأثر يدها اليمنى بعض الشيء.

وعي قاصر

وعن فكرة كتابة قصة سنطير إلى البيت، قالت لينا: بينما كنت أقرأ لأبنائي قصة كان بطلها يركض في إحدى الصفحات، فوجئت بشقيق ميريانا يقول إنه يستطيع الركض مثل البطل على عكس شقيقته، لترد هي بكل عزة نفس: ولكني أمتلك مشاية تساعدني على الوقوف والمشي، ومن هنا شعرت بأننا نفتقد لكتب تزيد وعي الأطفال بغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقررت وقتها أن أبدأ هذا المشوار، وأن أكتب قصة ميريانا بهدف التوعية، ولجمع تكاليف العملية التي تحتاجها ابنتي.

وفعلاً كتبت لينا القصة، ووجدت دعماً كبيراً من قِبل المحيطين بها، إذ ساعدها صديق والدها على تدقيقها لغوياً، كما تولت إحدى الصديقات رسم الشخصيات، وساندتها قريبتها في إنشاء صفحة خاصة بالقصة على فيسبوك، حتى نُشرت بجودة عالية، وبدأ توزيعها بالتعاون مع منافذ متخصصة تفاعَل أصحابها بشكل رائع مع ميريانا، لتصل القصة إلى كل من يرغب في الحصول عليها.

عمل جاد

واستغرق العمل على كتابة القصة 6 أشهر، وطبعت لينا أول 1000 نسخة، وباعتها لتسخِّر المبلغ الذي جمعته في طباعة 3000 نسخة أخرى، وهكذا.

وذكرت لينا أن سنطير إلى البيت تلقى إقبالاً من الجمهور، وقالت: سعيدة بالأصداء التي أحدثتها القصة، رغم علمي التام بأن 80% يشترونها بغرض دعم ميريانا، و20% لمحتوى القصة الهادف والجميل، وأتمنى أن تصل القصة للجميع لتميز مضمونها.

ولفتت لينا إلى أنها لن تتوقف عن نشر القصص الهادفة حتى بعد إجراء العملية لابنتها، وقالت: سأكمل في طريق نشر القصص التوعوية الهادفة للأطفال، فنحن بحاجة ماسة لذلك حتى نجنب الأطفال من أصحاب الهمم نظرات الآخرين الجارحة وتساؤلاتهم الكثيرة.

الحلم الأكبر

وبعد إجراء العملية الجراحية، تحتاج ميريانا لممارسة العلاج الطبيعي لمدة سنة ونصف، وهو ما يساعدها على تحدي التشنج الزائد، ما يساعدها على الوقوف والجلوس والتنقل الحركي من وضعية لأخرى، ووضع وزن أكبر على قدميها لتزداد قوتها العضلية، وهو ما يساعدها في نهاية المطاف على تحقيق الحلم الأكبر وهو المشي وحدها من دون الحاجة لأي مساعدة.

Email