استبيان «البيان » أكد على دورها الفاعل في كشف المواهب

وسائل التواصل الاجتماعي نوافذ مشرعة على الإبداع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من منصات التواصل الاجتماعي، وعبر منابرها المتعددة، أطلت علينا وجوه كثيرة لطالما بحثت لنفسها عن نوافذ تطل من خلالها، لتنهال بكل إبداعاتها شعراً ونثراً ولوحات فنية، ولقطات تصويرية محترفة، وأصوات واعدة، ومواهب إعلامية مميزة، وغيرها من مجالات صافح أصحابها الجمهور، ونجحوا في التسلل إلى قلبه وعقله بما يمتلكونه من طاقات وإمكانات، فأصبحوا مشاهير يتتبع الآلاف والملايين خطواتهم بشغف وترقب.

هذا ما فعلته وسائل التواصل الاجتماعي، التي كشفت منذ انطلاقها عن مبدعين جدد، وساهمت بدور فاعل وحقيقي في الكشف عن كثيرين يستحقون أن تسلط عليهم الأضواء، وهو ما أكده الاستبيان الذي أجرته «البيان» عبر موقعها الإلكتروني وحسابها على «تويتر» على مدى أسبوع، لينحاز ما نسبته 70% من الأصوات على “تويتر “إلى التأكيد على أن دور وسائل التواصل كان إيجابياً، وهو ما يشير إلى تفاعل مرتادي هذه المواقع مع الموهوبين الذين نجحوا في توصيل رسالتهم بأجمل وأرقى صورة.

ساحة للجميع

وفي المقابل، انحاز ما نسبته 16% من الأصوات إلى الخيار القائل بأن دور وسائل التواصل كان سلبياً، لا سيما وأنه ساحة مفتوحة للجميع، ما أتاح المجال للفوضى، ومنح كثيرين ممن لا يمتلكون مواهب حقيقية فرصاً لا يستحقونها، وشهرة لا يجب أن تُمنح لهم، كون ما يقدمونه لا يضيف شيئاً للفكر أو الروح، أو لا يمت للإبداع بأي صلة.وأجمعت نسبة بسيطة وصلت إلى 14% من الأصوات على أن دور وسائل التواصل لم يكن مؤثراً بالقدر الذي يستحق الوقوف عنده، على اعتبار أن المواهب الحقيقية هي التي تظهر من خلال برامج المواهب المتخصصة، أو يكتشفها أصحاب الاختصاص والمحترفون في المجالات المختلفة، في إشارة إلى أن المبدعين الذين كشفت عنهم وسائل التواصل ما هم إلا فقاعات هواء لن تترك أثراً، ولن تلبث أن تختفي بعد ظهورها السريع والمفاجئ.

وتقاربت النسب بين تويتر والموقع الالكتروني، الذي انحاز فيه 71% الى التأكيد على الدور الايجابي لوسائل التواصل، و12% الى الدور السلبي، مقابل 17% أكدوا ان دورها غير مؤثر.«البيان» تواصلت مع إحسان بنعلوش التي حققت جماهيرية واسعة على مواقع التواصل، ووصل عدد متتبعيها إلى قرابة الـ 800 ألف، لغنى المضمون الذي تقدمه، لتؤكد بأن هذه الوسائل كشفت عن مواهبها الإعلامية، ومهارتها في انتقاء العبارات والقصص الملهمة، وقالت: من خلال وسائل التواصل، أصبحت أكثر جرأة على مواجهة خجلي، حتى حققت اسماً مميزاً في مجال الإعلام، وتم اختياري للمشاركة في أكثر من ملتقى ثقافي واجتماعي خارج بلدي المغرب.

وفي المقابل، أكد د. أحمد طقش عميد كلية الإعلام في جامعة لاهاي للعلوم التطبيقية، أن الشهرة القائمة على «اللايكات» دون محتوى علمي عملي، هي شهرة سلبية غير حقيقية يستطيع الوصول إليها أي إنسان وهمي غير حقيقي في عالم افتراضي خالٍ من الدسم، مؤكداً أن وسائل التواصل أتاحت الفرصة لبعض الأشخاص بأن يظهروا كإعلاميين رغم أنهم لا يستحقون مهمة تنظيف الاستوديو.

معارض فنية

وبجولة على مواقع التواصل، لا بد أن تستوقفك صفحات فنية عدة تنهمر إبداعاً كالمطر، بما تقدمه من تمازج وتناغم لوني مبتكر، لتكشف عن موهبة صاحبها في الرسم والتشكيل، ويتحول «انستغرام» إلى معرض فني أنيق، ما خلق حالة من الإبداع وتبادل الفكر الفني بين مجموعة من الفنانين الذين كونوا قاعدة جماهيرية كبيرة، بعد أن كانوا يكتفون بالرسم في محيطهم الضيق.

مشاهير وملتقيات

وفي عوالم الشعر والكتابات الإبداعية أبحر الكثيرون، فقدموا أبياتاً جميلة، تفاعل معها الجمهور، كما برزت حرفية الكثيرين في انتقاء العبارات والقصص الملهمة، قدموها بأسلوب متميز لفت الأنظار، فأصبحوا أصحاب وجوه مألوفة عبر «يوتيوب» الذي ضاعف شعبيتهم، وصاروا من مشاهير التواصل الاجتماعي، الذين تستضيفهم الملتقيات والمنتديات الشبابية على أرض الواقع.

وفي مجال الغناء والموسيقى، استثمر الكثيرون من أصحاب الأصوات الجميلة وموهبة العزف على الآلات المختلفة وسائل التواصل الاجتماعي في إبراز مواهبهم الصوتية وذائقتهم الموسيقية العالية، ونجحوا في كسب قلوب الجمهور، وحصْد نسبة إعجاب عالية، زادت أعداد متتبعيهم. وفي مجال التصوير، برز الكثيرون ممن يمتلكون نظرة خاصة تمتاز بالحرفية، وعيناً راصدة لأجمل اللقطات وأكثرها تميزاً.

في المقابل، لا يمكن لأحد إنكار الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، ولأنها سلاح ذو حدين، فقد أساء البعض استخدامها، ونشر من خلالها صوراً ومقاطع تفتقر لأي قيمة، ورسائل غير هادفة بأساليب تفتقر لأي إبداع، ولا تكشف إلا عن رغبة في الشهرة دون امتلاك أي مقومات.

Email