يُعري الشخصيات المثالية ظاهرياً مُحلِّقاً في سماء العبث

النيادي: «نادي البطيخ» طقوس تستفز خطايا الماضي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

6 حكايات مستفزة تتفتح معها الجراح، وتتكشف من بين ثناياها بعض الخطايا، وتنبثق من زواياها مشاعر وانفعالات وأفكار مغزولة بالألم، تؤججها طقوس صيفية، تناجي ماضي أصحابها الصادم، وذكرياتهم التي آثروا نسيانها يوماً ما، بعد أن وجدوا أنفسهم فجأة في «نادي البطيخ».

هذه تفاصيل المغامرة الجديدة التي يخوضها المخرج السينمائي ياسر النيادي في فيلمه الجديد، محلقاً في سماء العبث التي حلَّق من خلالها سابقاً في فيلمه «روبيان»، في حضرة قضايا اجتماعية وُجدت ضمن الإطار النظامي، وفقاً لكل حكاية وما تحتمله من ظروف وفرضيات.

«البيان» تواصلت مع ياسر النيادي، ليتحدث عن «نادي البطيخ»، الذي سعى من خلاله جاهداً لتعرية بعض الشخصيات المثالية ظاهرياً، راصداً حجم الألم والعوامل التي شكلتها، أثناء سبره لأغوار النفس البشرية.

ديكتاتورية وسلطوية

عن قصة الفيلم قال: يروي «نادي البطيخ» قصة 6 رجال يجتمعون في إحدى ليالي الصيف في مزرعة، يمارسون فيها طقوساً معينة بجو تسوده بعض الديكتاتورية والسلطوية، لتكشف هذه الطقوس ماضيهم الصادم وتعرضه بشكل غرائبي، يأتي بعضها على هيئة خطايا أو ظلم مجتمعي تعرضوا له، أو أفكار سيطرت عليهم، أو أحداث ومواقف مروا بها، ليسرد كل شخص ما حصل له في الماضي رغبة في التحرر أو الخلاص من ذلك الهم، ويأتي هذا السرد إما على هيئة أحلام أو خيالات أو كوابيس، ليصل من خلاله إلى قمة الألم، ويجد نفسه -بعد ذلك- في المزرعة مرة أخرى.

وذكر ياسر النيادي أن الرمز بطل الحكايات المعروضة بعيداً عن المباشرة، وهذه الرمزية تثير فضول المُشاهد للاستكشاف أكثر.

وعن سيناريو الفيلم قال: هناك سيناريو مكتوب، وتسلسل حاضر للمَشاهد، ولكن ليس هناك ما يروى بالمعنى الكلاسيكي للقصة، أي بوجود بداية وحبكة ونهاية وما يتخلله من عقد وتصاعدات.

أسماء مميزة

ويضم الفيلم 25 ممثلاً من جنسيات مختلفة، منهم المحترف والواعد والموهوب، ويستند في طرحه على 6 شخصيات رئيسة، وعن أبطال العمل قال ياسر النيادي: لدينا أسماء مميزة، أبرزها الفنانة هدى الغانم، ومحمد صالح، وخالد النعيمي، وسعيد الظاهري، وعيسى عرب، وسلطان الشامسي، وإبراهيم استادي، والعماني خالد المعني وغيرهم، كما إن المفاجأة الجميلة تكمن في أن الأدوار الصغيرة يؤديها فنانون كبار، وافقوا على تقديمها ثقة بي وبعملي ولإيمانهم بأهمية الدور حتى ولو كان صغيراً.

وأشار النيادي إلى أن مدة الفيلم تصل إلى 40 دقيقة، لافتاً إلى أن الصورة فيها الكثير من الهدوء والتأمل، واللقطات البعيدة عن الصخب، وهو ما فرضته الحاجة البصرية التي تستدعيها المواقف، مشيداً بحرفية علي بن مطر مدير التصوير والقائم بالعمليات الفنية والمنتج المشارك بالفيلم، وببصمته الخاصة والمتميزة. ويتم تصوير «نادي البطيخ» بين مدينتي العين وأبوظبي، ويواجه أبطاله بعض صعوبات تتمثل في ارتباطهم بوظائفهم، ما يجعل التصوير يقتصر على إجازة نهاية الأسبوع.

بساطة وتعقيد

وعن عنوان الفيلم، قال: اخترنا البطيخ كفاكهة ذات تركيبة بسيطة جداً، من خلال احتوائه على نسبة كبيرة من الماء، وهذه البساطة تشبه الشخصيات التي نلتقيها في الحياة ونعتقد أنها بسيطة، لنفاجأ بأنها شخصيات معقدة وصعبة.

وذكر النيادي أنه بدأ تصوير الفيلم قبل 4 أسابيع، لافتاً إلى أنه يحرص على عدم تكثيف المشاهد للمحافظة على جودة العمل، مشيراً إلى أن طريقة الأداء لا مكان فيها للمبالغة.

Email