ماذا قال الأزهري الذي غنى لكوكب الشرق بعد إيقافه

أم كلثوم ومشايخ الأزهر... جدل لا ينتهي

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من إحالته للتحقيق وإيقافه عن العمل بقرار من وزارة الأوقاف المصرية بسبب غنائه أغنية «لسه فاكر» لكوكب الشرق أم كلثوم في فضائية مصرية مرتدياً الزي الأزهري، إلا أن الجدل مازال يتواصل حول الشيخ الأزهري إيهاب يونس، الذي لاقى اتهامات من الكثيرين بإهانة الزي الأزهري، فيما رأى قلة أن ما فعله يونس سبق وفعله الشيخ محمد رفعت، الذي غنى لأم كلثوم وهو يرتدي الزي الأزهري، فضلاً عن أن معظم من لحنوا لأم كلثوم أصلاً كانوا مشايخ، في السطور المقبلة مزيد من التفاصيل.

كانت وزارة الأوقاف قد أصدرت بياناً بشأن الواقعة، أكدت فيه منعها الشيخ إيهاب يونس، من الخطابة والإمامة والدروس الدينية لحين انتهاء التحقيقات معه بمعرفة النيابة الإدارية، نظراً لما صدر عنه من أعمال تتنافى مع طبيعة عمل الإمام ومقتضيات واجبه الوظيفي، على حد وصف البيان.

وفي اتصال لـ«البيان» مع الشيخ إيهاب يونس، رفض الإدلاء بأي تصريحات حول قرار منعه من الخطابة والتحقيق معه، مؤكداً أنه لا يرغب في الحديث لوسائل الإعلام في الوقت الراهن حتى انتهاء التحقيقات معه تماماً وفصل القانون في أمره.

تصرف إنساني بسيط

وكان الشيخ الأزهري إيهاب يونس قد اكتفى بالإشارة للموضوع عبر تدوينة له على صفحته الرسمية على مواقع التواصل، مؤكداً أنه يقدر شعور مَن انزعجوا من الفيديو، الذي قام فيه بأداء أغنية «لسه فاكر» لأم كلثوم.

وتابع قائلاً: «أود أن أطمئن أحبتي، والمهتمين بأمري؛ أنه تم التحقيق معي، أقدّر وقوفكم بجانبي، وأحترم قرار وزير الأوقاف بإيقافي عن الخطابة والإمامة، وأنتظر بتمام الصبر والرضا بأمر الله كلمة القانون في أمري، والحمد لله على كل حال».

وأضاف: «أما عن خطئي؛ فهو أن حمّلت الزي الأزهري بتصرفي الإنساني البسيط، وهو زي يجب احترامه وتقديره، وهو شرف لي ولكل من ينتسب إلى الأزهر الشريف، الذي هو مَنشئي وبيتي ومأواي؛ فأنا أبرأ إلى الله من كل اتهام لي بعدم الحرص على مكانه ومكانته، والله تعالى أعلم بالنوايا وهو المطلع على القلوب».

واختتم يونس قائلاً إنه «لم يصدر منه أي تصريح لأي جهة، وأي تصريح لأي وسائل إعلام بعد الواقعة وحتى الآن».

الفنون الراقية

وعلى الرغم من اعتراف الشيخ الأزهري بخطئه، إلا أن ذلك لم يمنع علماء الدين من التعليق على الواقعة وتعنيف خطيب الأوقاف، حيث أكد مرصد الأزهر رفضه لما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من مشهد مصور لشخص يرتدي الزي الأزهري يغني مقطوعة غنائية، موضحاً أن مثل هذه الأمور تتنافى مع وقار الزي الأزهري وهيبته واحترامه، والتي ترسخت في نفوس المسلمين وارتبطت بصورة جليلة ومهيبة لعلماء الدين.

رفض مرصد الأزهر هذا الأمر لم يمنعه من تأكيد احترامه لكل أنواع الفنون الراقية التي تهدف لتهذيب النفس وتوعية المجتمع، منوهاً بأن الزي الأزهري ارتبط في أذهان شعبنا وعالمنا الإسلامي بأنه زي علماء الدين وطلابه وأهل الفتوى، وليس زياً يرتدى عند الغناء أو ممارسة الفنون حتى لو كانت هادفة وراقية.

عبث إعلامي

وفي رأي عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بالقاهرة د. عبد المنعم فؤاد فإن ما حدث مع الشيخ الأزهري بمثابة «عبث إعلامي» يجب أن يتوقف، متابعاً بالقول: «نحن وإن كنا مع الفن الهادف أياً كان، إلا أننا لسنا مع الابتذال والسخرية والاستهزاء بزي علماء أفاضل إذا خرجوا في الإعلام نالوا توقير العالم بأسره، بل ترى الجميع يستمع لما يقولون ويأخذون بعلمهم ويطبقونه لأنهم علماء الأزهر ومصر، فما بالنا إن قدم البعض في إعلامنا من يرتدي عمامة الأزهر وهو يقلد بعض النساء في الأغاني»، على حد رأيه.

وتساءل فؤاد: «من المستفيد من هذا الانحطاط والتدني في التقديم الإعلامي؟ وهل هذا يجعل الشباب يقبلون على العلماء المعتبرين حقاً ولا يذهبون لمن يحاولون اختطاف عقولهم، وتجنيدهم في كتائب التطرف التي يعاني منها الجميع؟».

إهانة وتقليل

ولم يتوقف الأمر عند علماء الدين، بل امتد إلى البرلمان، حيث حمل عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب النائب مرتضى العربي الإعلام مسؤولية كبيرة حول ما حدث، موضحاً أن الشيخ إيهاب يونس ظهر بزيه الأزهري - أي بصفته مسؤولاً دينياً وليس مغنياً، وبالتالي كان يجب أن تقتصر المناقشة والحوار على الأمور الدينية والفقهية، موضحاً أن الشيخ لو كان يريد الحديث عن الغناء فكان يجب أن يخلع عباءته الدينية.

مؤيدون

وبرغم هجوم الكثيرين على الشيخ الأزهري والإعلام فيما يتعلق بالواقعة، إلا أنه في المقابل دافع البعض عن غناء الشيخ يونس وهو مرتد الزي الأزهري، حيث يرى الداعية الأزهري مصطفى الأزهري أن الإسلام لا يعرف زيّاً مخصصاً ولا يوجد عنده زي مقدس، وآخر غير مقدس، معتبراً أن أي زيّ يستر العورة زي إسلامي، على حد تعبيره.

وأشار الأزهري أن ما فعله الشيخ يونس وغناءه لأم كلثوم كمنشد لا يحمل إساءة لأحد، موضحاً أنه سبق وغنى الشيخ محمد رفعت، وهو يرتدي الزي الأزهري، لأم كلثوم، كما قامت كوكب الشرق هي بتلاوة القرآن في حضرته، هذا إلى جانب مشايخ كثر غنوا على مر التاريخ، وهم يرتدون الزيّ دون أن يعاقبهم أو يعترض أحد.

Email