هيدي لامار مخترعة هوليوود الأجمل

هيدي لامار

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصلت هيدويغ إيفا ماريا كيزلر النمساوية إلى هوليوود عام 1938 وتربعت على عرشها باسم هيدي لامار الذي منحها إياه إمبراطور السينما حينها لويس ماير لتحتل دون منازع ربما مركز الوجه الأجمل للشاشة الفضية لعشرات السنوات المقبلة.

إلا أن النجمة السينمائية المتبرمة من تكرار الأدوار البطولية منذ ظهورها الجريء في «إيكستازي» كرمز للجمال الخارق بعيداً عن الأدوار التمثيلية الحقيقية دفعها للانشغال بالاختراعات. وقد استبدلت السهرات والحفلات الهوليوودية بالجلوس إلى طاولة التجارب العلمية فانشغلت بتحليل أقراص الصودا وابتكار إشارات سير وعلب محارم أفضل وصولاً إلى اختراع تقنية لشد الوجه قائمة على مبدأ الطّي.

موجات سلكية

ويعود مع ذلك المقعد الذي حجزته بين صفوف المخترعين الأميركيين إلى فكرة خطرت لها بعد حديث مع المخترع والمؤلف الموسيقي جورج أنثيل. وكانت هيدي المتزوجة آنذاك من تاجر الأسلحة فريديريك ماندل قد سمعت سراً محادثات أجراها مع كبار المسؤولين النازيين «الذين أبدوا اهتماماً فائقاً في اختراع أداة ما تسمح بالتجسس اللاسلكي على الطوربيدات المحمولة جواً للتقليل من مخاطر التشويش. وتوصلا عقب النقاش إلى قرار القضاء على مساعي التشويش عبر إرسال موجات سلكية متزامنة على مختلف الموجات الصوتية للصواريخ التي يمكن توجيهها فيما بعد لإصابة الهدف.»

وأرسلت لامار الاختراع المذهل إلى نظام اتصال «القفز الارتدادي» عام 1942، دون أن يلقى أي اهتمام عسكري حتى أزمة الصواريخ الكوبية بعد 20 عاماً، حين بدأت القوات البحرية استخدام التكنولوجيا على متن سفنها. وقد تطورت لتشكل عاملاً لا غنى عنه في التقنيات المستخدمة اليوم على نطاق واسع سيما تقنيتي البلوتوث والواي فاي.

لم تجنِ لامار أي فلس من تسليمها الاختراع للجيش، لكنها تلقت عام 1996، قبل أربع سنوات من وفاتها جائزة الريادة من مؤسسة المستقبل للإلكترونيات، وردّت على خبر تسلّم الجائزة بالقول: «إنها مجرد مسألة وقت».

Email