أكد خلال افتتاحه المعرض على استشراف المستقبل بقيم التعايش والاعتدال

منصور بن زايد: «الحج.. رحلة في الذاكرة» يعرّف بعمق التسامح في الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أمس، معرض «الحج.. رحلة في الذاكرة» الذي ينظمه «مركز جامع الشيخ زايد الكبير» على أرض الجامع خلال الفترة من أمس إلى 19 مارس 2018، وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشاء المركز.

وتجول سموه في أرجاء المعرض الذي ينظم بالتعاون بين المركز ودائرة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويضم مجموعة نادرة من المخطوطات الإسلامية والصور الفوتوغرافية التاريخية والآثار والأعمال الفنية الكلاسيكية والمعاصرة التي استعيرت من 15 مؤسسة محلية وعالمية علاوة على المجموعات والمقتنيات الخاصة وتذكارات الحج التي قدمها أفراد المجتمع.

مكانة مرموقة

وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إن تنظيم المعرض واحتواءه على هذا القدر من الثراء الثقافي والتاريخي، يؤكد المكانة المرموقة التي يتمتع بها «مركز جامع الشيخ زايد الكبير» كمنارة ثقافية حضارية تعنى برقي الإنسانية استناداً إلى تعاليم ديننا الحنيف وجوهر العادات والتقاليد والثوابت والقيم الرفيعة التي عرفت بها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

وأضاف سموه: المعرض يعد الوجهة المثالية للتعرف عن قرب إلى عمق مفهوم التسامح في الإسلام من خلال ثراء موروث رحلة الحج الكبرى التي تطورت عبر الزمن بتزايد الحجاج من مختلف بقاع الأرض الذين تحدوا عناء ومشقة السفر الطويل، واصفاً الحج بأنه رحلة للعودة إلى الذات الأصيلة ومواجهة التعصب الذي ينبذه الإسلام بسماحته وسمو قيمه.

وأعرب سموه عن سعادته برؤية المواد التوثيقية لرحلة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. مؤكداً أنها تثري محتوى المعرض وتقدم نموذجاً إنسانياً لقائد فذ جعل من المبادئ والقيم السامية أسلوب حياة في الدولة، ما بوأها المركز الأول إقليمياً والثالث عالمياً على مؤشر التسامح ضمن تقرير الكتاب السنوي العالمي الصادر عن معهد التنمية الإدارية في سويسرا.

وقال سموه: «إن مثل هذه الفعاليات تمثل دعوة مفتوحة للربط السليم بين الحاضر والماضي واستشراف المستقبل بقيم التعايش والتنوع والوسطية والإيثار والاعتدال، مستلهمين أقوال الشيخ زايد وأفعاله العظيمة التي شكلت في مجملها منظومة عمل متكاملة جعلت من الإمارات واحة للتعدد والتنوع الثقافي».

وأعرب سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، عن سعادته بتحول هذا الصرح الكبير إلى مركز جذب للسياح الذين يتوافدون عليه من مختلف الجنسيات للاطلاع على العمارة الإسلامية المبدعة التي تروي تاريخ الحضارة الإسلامية التي نعم الإنسان في ظلها بالسلام والتعايش والنماء الفكري والمادي.

بيئة أصيلة

من جهته، قال معالي أحمد جمعة الزعابي، نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن تدشين سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للمعرض، يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز مكانة الدولة كقبلة للاعتدال والتوازن والعيش المشترك في بيئة أصيلة متمسكة بقيمها النبيلة المستمدة من الفكر الإسلامي السمح والأخلاق الإنسانية العالية في أجواء مفعمة بالسلام والخير.

وأوضح أن أهمية المعرض تكمن في قيمته وموقعه، كونه يسلط الضوء على فريضة إسلامية عظيمة وحقائق تاريخية مشوقة تطل على العالم من نافذة «مركز جامع الشيخ زايد الكبير» الصرح الحضاري.

وقال معاليه إن دولة الإمارات قدمت للعالم نموذجاً ملهماً يحوي نهضة طالت كل مناحي الحياة، مع التمسك بالقيم النابعة من قيمها العربية والإسلامية. وأضاف: نعتبر المركز مشروعاً شاملاً يحمل على عاتقه رسالة أخلاقية نبيلة ترتكز على موروث القيم النابع من تعاليم الإسلام وتقاليد وسيرة الآباء والأجداد فيما يأتي المعرض ليمثل عنوان هذه الرسالة بما فيه من إشارات وجدانية وروحية وآثار وتذكارات وصور تاريخية تروي للعالم جانباً إيمانياً وإنسانياً لقائد في حجم ومكانة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

في السياق ذاته، أوضح محمد خليفة المبارك رئيس دائرة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن إقامة المعرض بالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير يسهم في تحقيق استراتيجيات الدائرة الرامية إلى الاحتفاء بالتراث والترويج له باعتباره المكون الأساسي لهويتنا وواقعنا الحضاري.

وأضاف: زوار المعرض سيلمسون حجم التنوع والثراء في المعروضات المتعلقة بالشعيرة الكبرى في الإسلام التي من خلالها يشهد كل حاج بنفسه عظمة ديننا السمح الذي يجمع تحت رايته كل أعراق البشرية بتعدد الثقافات والمشارب وفي الوقت نفسه تجعلهم يتساوون أمام الخالق.

ويضم المعرض في أقسامه الستة مختارات من الصور التاريخية والقطع الأثرية التي تحكي بدايات انتشار الإسلام وتروي قصة وصوله إلى المنطقة، ثم تتطرق إلى أهمية القرآن الكريم ونصوصه السماوية، وأركان الإسلام الخمسة المختومة بفريضة الحج ومناسكها المقدسة، كما يتطرق إلى تاريخ مكة المكرمة وبيت الله الحرام والمدينة المنورة، ومكانة كل منها في قلوب المسلمين.

ويعد معرض الحج فرصة للاطلاع على المعلومات التاريخية الأولية الموثقة لبدايات انتشار الإسلام في مواقع تاريخية مختلفة من شبه الجزيرة ويعرض عدداً من الكسوات التي غطت الكعبة الشريفة خلال فترات زمنية مختلفة، مستنداً في رواياته التاريخية إلى مواد أرشيفية وتوثيقية وقطع أثرية وصور تاريخية وأفلام ومخطوطات نادرة وأعمال فنية معاصرة، فضلاً عن الروايات الشفوية التي وثقت تاريخ الرحلة المقدسة.

حضر الافتتاح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي أحمد محمد الحميري الأمين العام لوزارة شؤون الرئاسة، ومعالي حمد عبدالرحمن المدفع الأمين العام لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، ومعالي علي سالم الكعبي مدير مكتب وزير شؤون الرئاسة، ومعالي محمد أحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من كبار المسؤولين.

كسوة الكعبة

من بين المعروضات كسوة الكعبة التي أخذت حيزاً كبيراً من المعرض والتي غطت الكعبة الشريفة خلال فترات زمنية مختلفة، عبر مجموعة من الصور التاريخية، الخاصة والعامة، من داخل وخارج الدولة، ويستند المعرض في رواياته التاريخية إلى مواد أرشيفية وتوثيقية، والقطع الأثرية، والصور التاريخية، والأفلام والمخطوطات النادرة، والأعمال الفنية المعاصرة والروايات الشفوية التي وثقت تاريخ الرحلة المقدسة.

Email