رواية نيكولا باركر الخيالية تعالج مواضيع السعادة والأنا

«هابي» علاج من التكنولوجيا

■ غلاف «هابي» للروائية نيكولا باركر | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قضايا الخصوصية والسيطرة والمجتمع الشمولي أكثر ما يثير المخاوف في عالم التكنولوجيا اليوم، وسوف تصطحبنا رواية نيكولا باركر الجديدة «هابي» «س(ع)يد» إلى عالم خيالي في المستقبل، حيث تنتفي فيه الكراهية والشكوك والأطماع، ويزول الخوف، ويعيش الناس في ظل نظام يرعى شؤونهم، لتطرح علينا السؤال التالي: عندما يقايض المجتمع حريته مقابل الخضوع إرادياً للمراقبة المستمرة، هل يبقى هناك مجال للسعادة؟

الخيال العلمي

حظيت هذه الرواية باهتمام كبير في الصحف الأجنبية، وهي من نوع الخيال العلمي حول مجتمع بائس في المستقبل يرفض فيه المواطنون أي نوع من الأنا والفردية، ويثابرون على المحاضرات لتحسين ذاتهم، والبقاء هادئين من خلال مجسات موصولة برسم بياني تجري دوزنته عبر ضخ مواد كيميائية، لكن فرداً بين الجموع، هي بطلة الرواية ترفض الخضوع، وتبدأ مؤشرات ذلك تظهر على رسمها البياني من خلال كلمات تسجل مشاعرها وأحلامها، بألوان الأزرق والبنفسجي والأحمر، منيرة كلمات كـ«التاريخ» و«الشهرة» و«المعاناة» و«الألم»، و«الحب». وعندما تمضي في أبحاثها عن الماضي، فإن الرسم البياني سيضيء كالألعاب النارية.

تعبير

وفي لحظة من اللحظات ستطرح تساؤلاً عن معنى السعادة، قائلة: ألا تعتقدون بإمكانية وجود نوع من الحزن الذي يمثل شكلاً من أشكال السعادة تقريباً؟ وهي ستغرم بعازف غيتار من البارغواي التي تقول إن أعماله «عذبة وحزينة»، في تعبير عن مشاعرها عبر الموسيقى، ثم عبر التحقيق في ماضي البلاد، ستدخلنا الكاتبة في رواية داخل رواية، حيث تصطدم الشخصيات ويتمدد الزمن وتتغير الثقافات، ويبرز اهتمامها بالنظريات المعنية بالموسيقى واللغة، ومعاني الكلمات والعالم البصري الذي يختبئ وراءها، وستكتب عن هذا العالم المقيد للمشاعر: «كل كلمة تحفر مسماراً آخر في نعشي».

Email