فرح تكتوك.. ملهم الإيجابية في السودان

■ ضريح فرح تكتوك في ضواحي مدينة سنار التاريخية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شخصية الدرويش السوداني الشهير فرح ود تكتوك، ليست أسطورية، وإن بدا الأمر كذلك في مخيلة البعض، لكثرة ما روي عن هذا الفيلسوف الشعبي من عجائب وأقاصيص عميقة المعنى، تتراوح ما بين الطرفة والحكمة، لذلك عمد بعض المحققين إلى اعتباره من المتصوفة المستنيرين في وقت مبكر.

قيل «تكتوك» لقب يحمله الشيخ فرح، بسبب طقطقة مسبحته في جوف الليل «تُك تُك تُك»، أما اسمه الحقيقي، فهو فرح بن محمد الأبطح، من قبيلة البطاحين، وقد ولد وذاع صيته في القرن السابع عشر، إبان ازدهار مملكة سِنّار، التي أرست شكل الدولة الموحدة في السودان، واستمر سلطانها ما بين 1504- 1821م.

فرح ود تكتوك عرف أيضاً بكنية «حلّال المشبوك»، وقصة ذلك أن سلطاناً في زمانه ألزمه بتعليم بعيره العزيز القراءة والكتابة كالبشر، وفي أربعة أعوام، حتى يثبت كرامته وقدرته الخارقة كمتصوف، وإلا فالويل والثبور، فقبل الشيخ التحدي دون أن تهتز له قناة، وكان يضمر أمراً.

فطلب كمية من التمر وحبوب العيش والسمن والطحين والسكر والعسل، لأن بعير الملك يجب أن يأكل كالبشر أيضاً، ما دام يراد له أن يتعلم مثلهم، فكان له ما أراد، وحينما سأله أصحابه عما يضمره قال: تمضي السنوات الأربع، وينفذ القدر، إما في الأمير، أو في البعير، أو في الفقير، ويقصد نفسه. وفعلاً مات البعير ومات الأمير وبقي الفقير.

ومن مقولاته النادرة «كل يا كُمّي قبل فُمّي»، إذ دعي مرة لوليمة في دار أحد الأثرياء، فلما وصل الدار، منعه الحراس من الدخول لمظهره المتواضع، ظناً منهم أنه متسوّل، فرجع إلى داره وأحسن لبسه، ثم عاد لتفتح له الأبواب، وتحسن ضيافته، وحينما حضر الطعام، مدّ الشيخ فرح كم جلبابه، وصاح: كل يا كُمّي قُبّال فمّي، فسأله الناس، فروى لهم القصة.

ويروى أن مزارعاً يدعى البدري، قليل الرزق، فذهب إلى الشيخ فرح يطلب رقية تزيد رزقه، فأمسك فرح ود تكتوك كف الرجل، وقال بسم الله، يا إيد البدري، قومي بدري، ازرعي بدري، احصدي بدري، وشوفي لو كان تنقدري.

Email