«صفحة من الجنون» رائعة السينما اليابانية الصامتة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إنها لمدعاة أسف حقيقي أن تتعرض غالبية الأفلام اليابانية الصامتة للضياع بفعل إهمال الإنسان، والزلازل وشراسة سلاح الجو الأميركي. وقد اختفت الأفلام الأولى التي خرّجت شخصيات بارزة ككينجي ميزوغوشي، وياسوجيرو أوزو، وهيروشي شيميزو، لذا وجب أن نعتبر أنفسنا محظوظين بأن فيلم «كيروتا أوباي» الصادر عام 1926 للمخرج تينوسوكي كينوغاسا والمعروف في أميركا بعنوان «صفحة من الجنون» قد تمكّن وبطريقة ما من النجاة بعد أن عثر كينوغاسا نفسه على نسخةٍ منه في مخزنه الخاص عام 1971.

بصمةً بارزة

وابتدع كينوغاسا في مسعاه إلى تصوير فيلم تجريبي على الطريقة الأوروبية في اليابان إنتاجاً شكل بصمةً بارزة في عالم السينما الصامتة.

وقام تينوسوكي عام 1926، وبعد العمل لبضع سنوات تحت إدارة المخرج الطليعي شوزو ماكينو، بشراء كاميرا خاصة وإنشاء مختبر في منزله لإنتاج أفلام مستقلة التمويل. واتصل يعد ذلك بجماعة «شينكانكاكو» الأدبية من الانطباعيين لمساعدته على كتابة قصة. ووضع المؤلف باسوناري كاواباتا ما شكل لاحقاً أساس سيناريو «صفحة من الجنون».

وعلى الرغم من أن ملخص الحبكة لا يفي الفيلم حقه، بتصوير بحّار متقاعد يعمل في مصح للأمراض العقلية لرعاية زوجته التي حاولت قتل ولدهما، فإن الجرأة التصويرية للفيلم لا تزال موضع إبهار حتى اليوم.

وفي حين بدا تأثر كينوغاسا واضحاً بفيلم الرعب الصامت «كابينة الدكتور كاليغاري» الذي يصوّر العالم الداخلي للمجانين، شابه عمل «صفحة من الجنون» أعمال مخرجين فرنسيين طليعيين مثل أبيل غانس، وأسياد المونتاج الروس كسيرغي أيزنشتاين.

إبداع إخراجي

وقد واءم كينوغاسا بين مختلف المؤثرات بسهولة تامة تجلت في إبداع إخراجي ألمعي مليء بالإثارة والتشويق والحزن. وقد وصف الناقد الفني الياباني الشهير أكيرا إيوازاكي فيلم «صفحة من الجنون» بأنه «أول أشباه الأفلام المولودة في اليابان». ورأى فيها الباحث المتخصص في عالم الأفلام بأنه «واحد من الأفلام اليابانية القليلة التي ينبغي أن تعامل معاملة متساوية مع بقية الأفلام الأجنبية في ثقافة لا تزال تقلل من قيمة الأعمال المحلية».

وقد اختفى فيلم «صفحة من الجنون» بعد عرضه بفترة قصيرة وظل ضائعاً لما يزيد على 50 عاماً كاملة.

Email