زينة المرأة الإماراتية في الماضي هوية تعانق التراث

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرأة الإماراتية مع الزينة والجمال حكاية طويلة، روتها الكاتبة والباحثة شيخة الجابري في كتابها «زينة الجسد - فلسفة الجمال لدى نساء الإمارات» الصادر عام 2008، فقدرة المرأة على الإبداع والتأقلم مع الظروف المحيطة، جعلتها تعتمد على نفسها وخبراتها في تلبية متطلباتها، وفي الماضي، كانت الطبيعة بكل مفرداتها فارس ميدان الزينة الإماراتية، فقد اعتمدت المرأة على هذه الصيدلية بشكل كبير، حيث وجدت فيها ضالتها، واستقت منها كل ما تحتاج إليه في مجال النظافة والتزين.

ولم تعرف النساء في الماضي المواد الكيميائية ولا مستحضرات التجميل الحديثة، وكان الاعتماد الكلي في الزينة على الحناء والكحل والزعفران والمحلب وغيرها من المواد العطرية والعشبية الطبيعية التي اعتبرت منبعاً ثرياً ومخلصاً لنساء الإمارات، في فترة من فترات زمن كانت الطبيعة فيه صديقاً وفياً لإنسان الإمارات.

ومع الكحل تبدأ حكاية الزينة، ففوائد الكحل لا تقتصر على كونه مادةً للجمال، بل هو علاج لبعض أمراض العيون، وقد حرص العرب على استخدامه أكثر من غيرهم. والكحل أنواع، منه الإثمد الذي كان يجلب من مكة المكرمة، وكحل الصراي الذي كان يُصنَع محلياً، وتعتقد النساء بأهمية الكحل للأطفال، ما جعلهن يحرصن على تكحيل الصغار منذ الصغار كونه يقوي حاسة الإبصار لدى الإنسان.

ولا يقتصر الكحل على العينين، بل يستخدم لتكثيف الحواجب حيث يُعتقد أن تكحيلها يساعد على نمو الشعر، ويعطي للطفل جمالاً خاصاً.

رائحة

ومع المحلب والزعفران، تستمر رحلة الزينة، فخلطة المحلب والزعفران التي كانت تقوم المرأة بإعدادها في المنزل، وتعجنها بماء الورد، ثم تضعها على صدغيها، تضفي للجسم رائحة منعشة وجذابة.

كما كان للورس - وهو نبات كالسمسم لا يزرع إلا في اليمن- دور كبير في تنظيف البشرة، وقد أدركت النساء في الماضي أهميته، فكن يستخدمنه لعلاج الكلف، وهو ما كان يساعد على صفاء البشرة ونقائها، كما كان الجسد يُطلى بالورس، فيبدو أكثر ليونة ونضارة.

السدر

وللعناية بالفم والأسنان، كان الفحم هو سيد الموقف، فهو الوصفة المخصصة لتبييض الأسنان وإكسابها لوناً براقاً بعد طحنه وخلطه مع الملح والزعتر ليسهل استخدامه، إضافةً إلى السواك الذي يستخدمه الرجال أكثر من النساء ويُجلب من مكة المكرمة، ولم تُعرف معاجين الأسنان إلا في وقت متأخر كما هو الحال مع الصابون الذي كان يُجلب من الهند وبغداد.

وبالانتقال إلى الشعر، فلم تكن تعرف السيدات أياً من أنواع المنظفات الخاصة به عدا السدر، فقد كان هو الشامبو الأهم لتنظيف الشعر وتطهيره، وفاقت فوائد السدر تنظيف الشعر، لتصل إلى إكسابه النعومة وتقوية جذوره. أما الزيوت المستخدمة للشعر فأهمها زيت حل السمسم، وحل الناريل الذي تضاف إليه العنبرة السوداء لتكسب الشعر لوناً مميزاً وبراقاً وتساعد على تطويله وتقويته.

واستخدمت النساء في الماضي أمشاطاً عدة، منها مشط بولوح الذي كان يجلبه الرجال أثناء رحلاتهم التجارية، أو يصنع محلياً، وقد اشتُهر بصناعته من شجر السدر وغيره. وحظي البرقع - منذ ما قبل ظهور النفط - بمكانة عالية، فإلى جانب كونه رمزاً للجمال والعفة، كان يساعد المرأة على حفظ بشرتها من أثر العوامل الجوية القاسية في تلك الفترة.

Email