تهديدات إلكترونية وردود أفعال حادة تجاه صناع العمل

«غرابيب سود» واقع أليم يفتح العيون على آفة الإرهاب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تماماً، وكما كان متوقعاً، فقد أحدث مسلسل «غرابيب سود»، حالة من الصخب بمجرد عرض حلقته الأولى، لتنهال التغريدات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي على ضفة، وتنبري التهديدات لقناة «إم بي سي» والفنانين على الضفة الأخرى.

وما بين مهاجم ومدافع، ومنتقد ومستحسِن، أشعل المسلسل خلافات إلكترونية، وصلت إلى حد الشجارات الكلامية، وتسبب العمل في تطاول بعض مرتادي مواقع التواصل على من اختلفوا معهم بالآراء.

«البيان» تابعت ردود الأفعال عبر مواقع التواصل، كما علمت من مصادر موثوقة، أن بعض الفنانين وصناع العمل، تعرضوا لتهديدات متنوعة، إلى جانب ردود أفعال عنيفة طالت مجموعة «إم بي سي» ومكاتبها المنتشرة في الوطن العربي.

وبالتواصل مع مازن حايك المتحدث الرسمي باسم مجموعة «إم بي سي»، ذكر أنه من الطبيعي أن يتعرض عمل جريء كـ «غرابيب سود»، إلى ردود أفعال متفاوتة، لا سيما أنه يفتح العيون على آفة التطرف والإرهاب في واقع أليم، وجرائم يتفنن الدواعش في ارتكابها، لافتاً إلى أن سبب ردود الأفعال السلبية، هو رغبة أصحاب الأفكار الظلامية في إبقاء الجهل متفشياً لدى شريحة من الناس، ليسهل جرهم وإلحاقهم بمثل هذه التنظيمات الإرهابية.

وأشار حايك إلى أن «إم بي سي» لن تتوانى عن القيام بدورها الإعلامي في تعرية أقنعة الإرهاب، وكشف وجهه البشع، لافتاً إلى أن الإرهاب أصبح اليوم بمثابة تهديد وجودي لنا جميعاً في المنطقة وخارجها، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى.

وختم حايك حديثه بالإشادة بقوة موقف الفنانين وأبطال العمل، مشيراً إلى أنهم أصحاب رسالة، ومؤكداً أن مشاركتهم بعمل كهذا، يمثل التزامهم برسالة الفن، ويؤكد على دورهم في نهضة مجتمعاتهم.

استنكار واستفزاز

وبنظرة على مواقع التواصل الاجتماعي، نلحظ استنكار بعض المغردين في نقل رعب الواقع على الشاشة، لافتين إلى أن القلب لم يعد يحتمل المزيد من الأسى، ومؤكدين أن «برومو» المسلسل استفز مشاعرهم بجرعات العذاب التي يحتويها، إذ قال أحدهم أن العمل «عبارة عن مشاهد رعب»، فيما أكد آخر أنه «واقعي ومؤثر جداً»، وأخرى «مسلسل تقشعر له الأبدان، ويحتاج قلوباً قوية»، وعلق آخر بقوله «فليرَ العالم جرائم داعش على حقيقتها»، فيما استنكر أحدهم عرضه قائلاً «لقد تم فضح الدواعش في أكثر من قناة، ولسنا بحاجة لأن نعرف من يكونون، فهم لا يمتون للإسلام بصلة»، ورأى آخر أن «داعش جماعة صغيرة، والإعلام أعطاها حجماً أكبر مما تستحق».

درس توعوي

وبعيداً عن الانتقادات والإشادة، تناول بعض مرتادي «التواصل»، المسلسل من جهة أخرى، إذ وصفه أحدهم بالدرس التوعوي للأطفال، مؤكداً أنه أفضل وسيلة يمكن استثمارها في توعيتهم وتوصيل مفهوم التنظيمات الإرهابية عن طريقه، ورغم أن المسلسلات لا تزال في بداياتها، إلا أن مغردة ذكرت بأن "غرابيب سود" يعد "أنجح مسلسل من بين جميع المسلسلات المعروضة التي تتكرر سيناريوهاتها"، ووصف آخر أداء الممثلين بـ "المخيف" في إشارة لتميزه، كما أشاد كثيرون بالرؤية الإخراجية.

Email