التشكيلي نعمان عيسى يجمع بين عفوية الطفولة وصدق الإحساس

«متحف الوحشة» لوحات ببعد درامي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يترك الفنان المبدع عميق الأثر في نفس المشاهد، حينما يجمع في لوحاته بين خصوصية أسلوبه وصدق إحساسه سواء في الحزن أو الفرح أو الغضب أو البهجة. ويعيش الزائر مثل هذه التجربة المؤثرة لدى زيارة معرض «متحف الوحشة» للتشكيلي السوري الشاب نعمان عيسى في غاليري «فن آ بورتيه» بشارع الوصل في دبي.

وبالطبع تأخذ الجولة في المعرض الذي يضم أكثر من 15 لوحة ويستمر حتى 31 مايو، بعداً درامياً على الرغم من أسلوب عيسى الذي يقارب عالم الطفولة بعفويته وتسطيح أبعاده وبساطة ألوانه التي يستخدم فيها الأكريليك.

ولا يدري الزائر سبب هذا الشعور إلا في الجولة الثانية بين أعماله، بعد التمعن في تفاصيل كل عمل، ليدرك أن جميع شخوص لوحاته من النساء ذات الثياب المنزلية ، والأطفال القريبين بأشكالهم من الدمى. وسرعان ما ترتسم الابتسامة على الوجه حينما يدرك أن سبب هذه الحالة هي غياب الرجل الذي يستبدله بالديك الحاضر في معظم اللوحات.

لغز ورموز

وما يكاد يظن الزائر أنه أدرك سر هذا الإحساس الدرامي، حتى يجد نفسه ضمن لغز آخر وهو دلالة الرمز المتمثل في المفتاح الذي يرافق الديك.

يعود مجدداً إلى التمعن في التفاصيل ابتداءً بالألوان القريبة من الباستيل والحيادية إلى حد ما، كذلك تعابير وجوه سيداته التي لا تتجاوز ملامحهن الخطوط الرئيسية كدائرتين للعينين وخط للأنف، ومرة أخرى يلفت انتباهه رمزاً آخر وهو الدائرة التي تعلو رؤوس الشخصيات والتي ربما ترمز لنبلها الإنسان.

عالم ساكن

وما هي إلا لحظات حتى يتجلى أمامه دافع درامي آخر، يتمثل في العيون التي تعكس انسحاب أصحابها من الحياة، ليتركوا ما يعتمل في دواخلهم عبر مجموعة من الرموز كالحمامة أو الديك الذين يحملان المفتاح المربوط بخيط. وبسكينة يستسلم الزائر لعوالم عيسى ويكتفي بتأمل الأطفال الأشبه بألعاب الدمى الخشبية الذين ينظرون مباشرة إليه بتساؤل وحذر.

وللأسف لم يتمكن الفنان عيسى من حضور معرضه، لذا كان التواصل معه عبر كلماته التي خطها حول أعماله قائلاً: «يرمز الديك بشكل تقليدي إلى القوة وسلطة الرجل. أما الطائر الحاضر في بعض اللوحات والغائب في أخرى، فهو رمز للحرية لذا نجده في بعض الأحيان ميتاً بلا حراك».

Email