مواهب فنية تتفاعل مع الجمهور في أجواء من البهجة

مهرجان «أم الإمارات» يبهر الزوار بعروض موسيقية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يزخر مهرجان «أم الإمارات» الذي يقام على كورنيش العاصمة أبوظبي حتى 4 أبريل المقبل، بعروض موسيقية محلية وعربية وعالمية تتوزع على مختلف جنبات وأركان ومناطق المهرجان المختلفة، وتقام العروض على مدار الساعة وطوال أيام المهرجان العشرة من الرابعة وحتى منتصف الليل، حيث يجوب عازفون موهوبون وفنانون محترفون جنبات المهرجان ومناطقه المتعددة ليضفوا أجواء من السعادة والفرحة على وجوه زوار هذا الحدث الترفيهي العائلي، ويعتلي خشبات المسارح مجموعة من الفرق الموسيقية التي تعرض مهاراتها في العزف والغناء وتتفاعل مع الجمهور في جو من المتعة والبهجة.

مواهب فردية

تتألق في المهرجان مجموعة من المواهب المتميزة، مثل الإماراتي محمد الشحي الذي يمتلك خاصية صوتية رائعة، ويجيد فن التلحين. ويختلف لونه الغنائي عن غيره من الفنانين الإماراتيين، وغالباً ما يدمج في أغانيه الإيقاعات الغربية مع الإماراتية لتشكلا معاً مزيجاً موسيقياً رائعاً وعصرياً.

وقد حققت قناته على اليوتيوب رقماً قياسياً كبيراً، حيث حصدت أكثر من 350 ألف مشترك في سنة واحدة، وكانت أغنية «كشف المحبة» من أسباب نجاحه المبهر وقد حصدت أكثر من 25 مليون مشاهدة، لتتصدر قائمة أغاني عام 2016.

ويشارك في عروض المهرجان الموسيقية صادق جعفر وهو مؤلف موسيقي عراقي متخصّص في عزف العود المنفرد والعزف الجماعي ضمن فرق موسيقية وفرق أوركسترا. ويعدّ صادق جعفر حالياً من ألمع الموسيقيين وأرقى عازفي العود في العالم العربي.

أسّس فرقته الموسيقية الخاصة وضمّ إليها نخبة من الموسيقيين من العالم العربي بهدف تأليف قطع موسيقية تحمل لمسته الراقية وتعكس ألواناً من الموسيقى المعاصرة مثل الجاز والفلامينكو. واشتهر جعفر بمؤلفاته وتسجيلاته الموسيقية وهو باشر مسيرته المهنية بمشاركته في العديد من المهرجانات الموسيقية الدولية والعربية، من بينها مهرجان الشارقة الموسيقي، حيث قدّم أمسية عود قطعت أنفاس الحاضرين.

ويقدم ميشال توفيق، وهو موسيقي من أصل بلغاري يتميّز بأنّه العازف الوحيد على آلة الماريمبا في دولة الإمارات، مجموعة واسعة من المعزوفات الكلاسيكية بأسلوب محترف ومرهف، كما أنه يتقن فن التنقل بسهولة بين الألحان اللاتينية وألحان البوب ليضفي لمسته الساحرة على مسامع الجمهور.

ويستمتع جمهور المهرجان بإبداعات العازف الأردني خلدون الذي يعزف على آلة الطبلة وآلات الإيقاع، ويهوى استكشاف إيقاعات وألحان جديدة، وقد دفعه شغفه بالموسيقى إلى اكتشاف آلة طبلة فريدة من نوعها تسمى «هانغ درامز»، وهي عبارة عن آلة يعزف عليها باليدين والأصابع، وتصدح منها أنغام شبيهة بأنغام آلة الهارب أو صوت الأجراس.

كما يقدم المغني وعازف الغيتار أمان شريف عروضه الموسيقية التي تتنوّع بين موسيقى البلوز، والموسيقى المعاصرة، والروك، والجاز، والبوب، والريذم أند بلوز. وقد سبق لشريف تأدية معزوفات على الغيتار برفقة فرق من غوا في الهند، وبوسطن في الولايات المتحدة الأميركية. كما أنه موهوب بكتابة الأغاني وتأليف القطع الموسيقية.

فرق موسيقية

تؤدي فرقة نيو أورلينز لموسيقى الجاز أروع إيقاعات وأنغام جاز نيو أورلينز الكلاسيكية على مسرح السعادة في مهرجان أم الإمارات الرئيس، وتضم الفرقة موسيقيين يتمتعون بمهارات عالية وخبرات واسعة في موسيقى الجاز وهم يقدّمون ألحاناً مبهجة. يقدّم أعضاء الفرقة عروضاً حية على غرار عروض نيو أورلينز. ولا ينحصر تواجد أعضاء الفرقة على لتأدية عروض رباعية مسرح السعادة، بل سيتوزعون في كافة أرجاء المهرجان لتأدية عروض ثلاثية أو ثنائية على المسارح المتنقلة.

وتشارك أوركسترا «انسجام» الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، في فعاليات المهرجان أيضاً، وتضم الفرقة مجموعة من العازفين العرب المحترفين والمتفرغين الذين يشاركون جميعهم في فرق أبرز المغنين في المنطقة. تستمد الفرقة جذورها من التراث العربي وتعزف أيضاً ألحاناً غربية، وهي تقدّم ذخيرة فنية واسعة وفريدة من نوعها تحمل بصمات موسيقيين موهوبين بما في ذلك عزف العود المنفرد والكمان والرباب والقانون.

بيغ باند أبوظبي

وتقدم فرقة بيغ باند أبوظبي التي تأسست في أواخر 2007، عروضها على المسرح الرئيس في مهرجان أم الإمارات، وتعزف الفرقة موسيقى السوينغ والجاز والموسيقى اللاتينية الخاصة والتي تحمل توقيع ملحّنين ومنسّقين مشهورين مثل ديوك إلينغتون، كوينسي جونز، جورج غيرشوين، غلين ميلر، نيل هيفتي، تشاك ماجيوني، تيتو بوانتي وسانتانا وغيرهم إلى جمهور أبوظبي والإمارات.

وتضم بيغ باند أبوظبي أكثر من 20 موسيقياً محترفاً وهاوياً من جنسيات مختلفة من بينهم خمسة من عازفي آلة الساكسفون وخمسة من عازفي آلة الترومبات، وأربعة من عازفي آلة الترومبون، وعازفي بيانو وغيتار وباس غيتار و الطبول. يمثل العازفون دول أستراليا، وإنجلترا، وإيرلندا، واسكتلندا، وويلز، والولايات المتحدة الأميركية، ولبنان، والهند، وفرنسا، وفنزويلا.

ويجمع «مشروع لولو» عازف الغيتار الأردني كمال مسلم والفرقة الإماراتية صقور المقابيل، لتقديم مزيج من موسيقى الجاز والسول والموسيقى الإماراتية الشعبية.

ويعد كمال مسلم من رواد موسيقى «أرابيك فيوجن» منذ 1999 بفضل ألبوماته الثلاثة «على ضفة نهر الأردن» و«بعيدا عن مدينتي» و«أغاني لـSeung-eun». وهو يأخذ جمهوره في رحلة لاكتشاف خفايا عالم موسيقي فاتن تختلط فيه نغمات العود العربية التقليدية ونغمات الآلة الحديثة الصنع «ذا غليسنتر».

وتشارك أيضاً فرقة آز بير كاسبر التي تضم المغنية وكاتبة الأغاني كارلا الملقبة بكاسبر، وهي تكتب الأغاني وتؤلف الألحان بالتعاون مع مجموعة من الفنانين والموسيقيين الموهوبين، وقامت أخيراً بتشكيل فرقة موسيقية وغنائية مؤلفة من مصطفى عبد الحميد على آلة الغيتار، وزاكاري دارو على آلة الكاجون، ووديعة المشخاص على آلة الغيتار، وفرح مدحت فنانة أداء «بيت بوكس» أو ما يعرف بالإيقاع الصوتي.

وقد انطلقت فكرة تأليف فرقة آز بير كاسبر من ولع بالموسيقى وتصميم على تقريب الناس منها ليتمكنوا من الشعور بمحتوى الأغاني وليس فقط ترداد كلمات جذابة. صنّفت الموسيقى التي تقدّمها الفرقة في خانة سمفونية البوب/الشعبية المتميزة ببصمة عربية.

عروض

من العروض المميزة خلال أيام مهرجان أم الإمارات عرض لعازفة الناي الكوبية مالينا التي تتميّز بتقديمها لمجموعة متنوعة من الألحان الموسيقية اللاتينية التقليدية، كما أنها تعزف ألحاناً كلاسيكية بكل جدارة وتتقن الموسيقى العربية التقليدية والشعبية.

وهناك مشاركة مهمة للعازفة متعددة المواهب إيناس الحائزة على لقب أول أنثى عازفة على آلة الطبلة في سوريا، إلى جانب عزفها على الآلات الإيقاعية في أوركسترا ماري (الأوركسترا الوحيدة في الشرق الأوسط المؤلفة من نساء). بالإضافة إلى إجادتها فن الغناء.

أنشطة متنوعة في جناح «الحفاظ على الحبارى»

يشارك «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى» في النسخة الثانية من «مهرجان أم الإمارات»، من خلال جناح منوع يضم العديد من الأركان التي تقدم أنشطة وفعاليات للكبار والصغار وعروض حصرية تجذب الزوار.

وعن هذه المشاركة قال علي مبارك الشامسي مدير الاتصال والعلاقات العامة بالإنابة في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: تأتي مشاركة الصندوق في هذه الدورة انعكاساً لأهمية هذا المهرجان الذي يحتفي بمكانة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، ودورها المحوري في المجتمع.

وأضاف الشامسي: يحرص الصندوق على المشاركة الدائمة في هذا النوع من المهرجانات لنشر المعرفة وتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ على طيور الحبارى، عبر تقديم المعلومات بشكل مبسط وترفيهي للكبار والصغار، تطبيقاً لاستراتيجية وأهداف الصندوق بالحفاظ على هذه الطيور وزيادة أعدادها في بيئتها الأصلية والمحافظة على موائلها الطبيعية، مما يعود بالفائدة الكبيرة على البيئة بصورة عامة، وعلى مختلف الكائنات الحياة الموجودة في مناطق الحبارى. وقد تم تقسيم جناح الصندوق هذا العام إلى عدة أركان متخصصة لتسهيل وصول المعلومة إلى جمهور المهرجان.

ركن الشركاء الدوليين

تم تخصيص هذا الركن للشركاء الدوليين للصندوق في دول الانتشار الطبيعي لطائر الحبارى، التي تحتضن المراكز التابعة للصندوق في المغرب وكازاخستان إلى جانب الإمارات. كما يعرض فيديو يحتوي على العديد من المعلومات حول مواقع هذه المراكز وتاريخ تأسيسها وتطورها، إضافة إلى رسوم بيانية توضح للزوار مراحل إنتاج طيور الحبارى.

ركن الحبارى الحية

يحظى هذا الركن عادة بإقبال الجمهور كونه يتيح للزوار رؤية طيور الحبارى الحية عن قرب، ويحتوي على طيور الحبارى الآسيوية، كما يسهم في تعريف الكبار والصغار بالشكل والحجم الفعلي لهذه الطيور.

ركن الأطفال

بهدف تعليم الأطفال وتعريفهم بطيور الحبارى، خصص الصندوق جناحاً لهم تتخلله العديد من الأنشطة الترفيهية والتثقيفية الممتعة، مثل تلوين الكتيبات التي تحتوي على صور لطيور الحبارى، تركيب المجسمات الخشبية، الألعاب الإلكترونية وألعاب جدارية تحتوي على خرائط لخطوط هجرة طيور الحبارى، وأيضاً التقاط الصور التذكارية مع الشخصيات الرمزية «حبور وحبورة».

محاكاة الواقع الافتراضي

وحرصاً من الصندوق على مشاهدة الزوار لطيور الحبارى في البيئة التي تعيش فيها وتعريفهم على أسلوب وطريقة حياتها، تم تخصيص ركن لمحاكاة الواقع الافتراضي، حيث يتم عرض فيديو بتقنية ثلاثية الأبعاد بوسطة نظارات (في آر) لإضفاء المزيد من التفاعل والواقعية على تجربة العائلات التي يستقطبها ركن الصندوق من خلال تقديم المعلومة في سياق التسلية والمرح.

Email