شعراء: قصائد متواضعة لاقت صدىً بفضل أصوات المنشدين

«الشلة» فن أصيل يـتألق بجمال اللحن وعذوبة الصوت

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الشلة» فن من الفنون الشعبية الأصيلة كما أنه يعد من الموروثات الثقافية التي يعتز بها الكثير، حيث تأخذك أحياناً الشلة إلى تخيل القصيدة وكلماتها المعبرة لتكون أكثر استمتاعاً وانسجاماً مع القصيدة، ولكن هناك بعض الشعراء يجدون أن الشلة قد تؤثر على جودة القصيدة والانتباه للمفردات، «البيان» استطلعت بعض آراء الشعراء حول هذا الفن وعما إذا كانوا مع أو ضد انتشار الشلة على حساب القصيدة.

صوت المنشد

أشار الشاعر محمد بن طريش والذي لديه تعاون مع أحمد البادي، ومنشدين من الخليج مثل المنشد محمد فهد في «عيدك مبارك» والمنشد صالح الهمامي في «دلة فخر»، إلى أن إيمانه بصوت المشاعر في الغالب وهو أجمل بكثير من صوت الحناجر.

إلا أنه مما لا شك فيه أن «الشلة» ساعدت كثيراً في انتشار القصائد وتخليد بعضها بل إنها ساهمت أيضاً في وصول وانتشار بعض القصائد المتواضعة التي انتشرت ولاقت قبول الناس بفضل صوت المنشد أو لحن الشلة، وأضاف: أنا مع فن الشلة لأنه جزء لا يتجزأ من تراثنا ولكنني معها بشرط أن يكون مؤديها موهوباً وأن لا يتم تطويرها لدرجة أنك لا تعرف هل هذا العمل «شلة» أم أغنية، وهذا ما لا يخفى على الجميع وقد انتشر في الأوساط.

التراث الشعبي

وفي نفس السياق تقول الشاعرة حمدة المر المهيري إنه في حال كانت الشلة تحمل لحناً جميلاً ومنشدها يشدو بصوت عذب وكلمات جزلة، تكتمل المعادلة لتحقق النجاح للقصيدة ومنشدها، وتساعد على انتشار القصيدة وشاعرها لأنها وجدت قناة تجذب فئة معينة من الجمهور قد لا يكون متابعاً للشاعر وأمسياته.

ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة انتشار «شلات» لأصوات إلكترونية تحمل ألحاناً مكررة أحياناً وآلات أو أصوات إيقاعية مزعجة أحياناً أخرى، مما يؤثر بالتأكيد في جودة القصيدة التي تفقد بريقها وجماليتها وتموت وسط هذه المعمعة. وفي حينها نقول ليت الشاعر ألقاها بصوته لكان أرحم.

كما أكدت المهيري أنها مع ممارسة «فن الشلة» في حال توافر أركان المعادلة من لحن أصيل وحسن إنشاد وابتعاد عن الإيقاعات المزعجة، و«الشلة» سابقاً ساعدت على انتشار قصائد كبار الشعراء ووضعت لهم بصمة في سجل التراث الشعبي الإماراتي، لذلك نود أن نسمع مثل هذه الشلات التراثية الأصيلة المكتملة الأركان فهي تثري تراثنا المعنوي من جانب، وتساهم في انتشار القصائد من جانب آخر.

المجتمع الإماراتي

وأوضح الشاعر خالد الضنحاني والذي لديه تعاون مع عدد من المنشدين وأصحاب «الشلات» الذين أسهموا في توصيل قصائده الوطنية والعاطفية والإنسانية إلى خارج حدود الإمارات، ويقول: لـ «الشلة» تأثير جميل على أذن المتلقي، وهو الأمر الذي يسهم في انتشار القصيدة ووصولها إلى أكبر شريحة من الناس.

فضلاً عن ذلك، فإنها تسهم في تهذيب ذائقة المتلقي وترفع من وعيه بالشعر والثقافة، وأضاف: أنا مع «الشلة» وأشجع الشعراء على التعاون بهدف الانتشار السريع لإبداعاتهم الشعرية، إضافة إلى تعزيز موروثنا الإماراتي في نفوس الأجيال الإماراتية الجديدة، علاوة على إظهاره بالصورة الجميلة لجميع مكونات المجتمع الإماراتي.

تغيير وتشويه

وشاركت الشاعرة عبير البريكي برأيها حول الموضوع وقالت: «الشلة» بلا شك تساعد على انتشار القصيدة لأنها تصبغها بلحن خاص يلتصق بأسماع الناس، لكنها أيضاً أثرت على القصيدة وبالأخص في بداية الألفية الثانية حيث انتشرت «شلات» ذات لحن جميل بكلمات رديئة جداً، ولولا اللحن فإنك لن تتقبل الكلمات بمعزل عن الأداء، كما أن كثرة الطلب في تلك الفترة أثرت جداً على الجودة، فأصبحت الكلمات مستهلكة جداً ومتكررة لا تكاد تدهشك.

 مما أدى لتغيير وتشويه «فن الشلة» من خلال دمجه بآلات موسيقية، خرجت به عن خصوصيته التراثية فأصبحت تلك الأعمال كالمسخ، فلا هي «شلات» حقيقية ولا هي أغانٍ كاملة تضاهي شروط الجودة المطلوبة، لذلك أنا ضد هذا المزج والتشويه، ومع المحافظة على أصالة الفنون الشعبية.

تأثير قوي

أكدت البريكي أنها مع «الشلات» لقصائد قوية ذات تأثير قوي يغني عن التسويق بالموسيقى، حيث يجب أن تقنن هذه الأمور للمحافظة على هوية التراث، ولها عدة قصائد في تجربة «الشلة» لمؤدين محليين وخليجيين، لكن لم يتم تسجيلها بشكل رسمي حتى الآن، منها قصيدة يعاتبني، وقصيدة بكيفك، وقصيدة معقولة نتفارق.

Email