حلمهم الأكبر تأسيس أوركسترا إماراتية ذات مستوى عالٍ

عازفون: الموسيقي الحقيقي خارج دائرة الضوء

ت + ت - الحجم الطبيعي

نبرة ضيق وأسى ممزوجةٍ بطموح كبير، أصحابها عازفون تملكت الموسيقى حواسهم، وانتابتهم رغبة كامنة في إعادة البريق للفن الراقي، فانطلقوا نحو شغفهم لتعزيز حضور الآلة كلغة حضارية يتخاطبون من خلالها مع العالم، ويقدمون رسائل حب على هيئة أنغام وإيقاعات ومقطوعات، إلا أنهم وجدوا أنفسهم خارج دائرة الضوء، فالموسيقي الحقيقي مهمش، فيما تكمن المشكلة في وجود خلل في الذائقة الفنية.

«البيان» تواصلت مع بعض الموسيقيين المحليين، الذين عبروا عن ضيقهم من الحال الذي وصل إليها الموسيقي اليوم، في ظل عدم الالتفات للفن الراقي، مؤكدين أن المجتمعات العربية تعاني مشكلة انعدام الثقافة الموسيقية، كما يعاني الموسيقي من عدم التقدير، على عكس نظيره الغربي، الذي يحظى بالاهتمام والدعم، ومطالبين بأكاديميات ومعاهد تؤسس لفرق متنوعة، وتبني الحلم الأكبر المتمثل في تأسيس أوركسترا محلية على مستوى عالٍ.

تهميش

أكد المغني وعازف العود حسن علي، أن الموسيقي الحقيقي مهمش في وطننا العربي، لافتاً إلى أن الموسيقي في أوروبا يلقى كل التقدير. وقال: لا وجه للمقارنة بين ما يلقاه الموسيقي في الغرب من اهتمام، وبين القليل الذي لا يكاد يذكر في بلداننا العربية، فثقافة الناس تختلف واحترام الجمهور للموسيقي يبدأ من التعليم والمجتمع.

وتحسر حسن على طريقة التعامل مع الموسيقي العربي. وقال: «للأسف، نجد الأضواء مسلطة على المغني، بينما تقف وراءه فرقة تضم أبرز أساتذة العزف ولا يعرفهم أحد». وذكر أن السبب يعود لقصور المناهج وقلة التثقيف في مجال الموسيقى، مطالباً بأكاديميات موسيقية تعزز احترام المبدعين، وتصقل خبرات الموهوبين، وتؤسس لثقافة وذائقة موسيقية رفيعة المستوى.

حصص الموسيقى

من جانبه، عبَّر عازف الكمان عبدالعزيز المدني عن استيائه من حال الموسيقي العربي المؤسف، وقال: «يعاني موسيقيونا العرب التهميش، في ظل الحضور الطاغي للموسيقى والسمعيات الرديئة، وذلك بسبب مشكلة الافتقار للثقافة الموسيقية». وذكر أن الخلل يبدأ من المناهج التي لا تتعامل بجدية مع التربية الموسيقية.

المدني أشار إلى أن المهرجانات الموسيقية موجودة، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود فرق موسيقية محلية تتولى مهمة إحياء أمسيات هذه المهرجانات، ليكون البديل استضافة فرق من خارج الدولة. وطالب بالتركيز على البنية الموسيقية التحتية.

وقال: نحن بحاجة لأكاديميات تعزز حضور العازف المحلي، وتؤسس لأوركسترا محلية قوية، وفرق متنوعة، تمثل الدولة بأفضل صورة، ودولتنا قادرة على ذلك، فهي الأولى في مختلف المجالات.

أزمة ثقة

نبرة أسى تظهر بشكل واضح في حديث خليفة الجاسم، عازف الإيقاع في فرقة «نغم الإمارات»، فحال الموسيقى لا يسر أحد، وعن ذلك قال: «نعاني من مشكلة تهميش الموسيقي الحقيقي، لوجود خلل في الذائقة الفنية والذوق العام، وللأسف، فليس هناك أي ثقة بالموسيقي المحلي، رغم أنه على قدر الثقة.

وأشار الجاسم إلى أن المشكلة تكمن في عدم وجود مناهج مختصة بالموسيقى، ولا معاهد أكاديمية على مستوى عالٍ، معبراً عن رغبته في أن يتعامل أصحاب القرار مع هذا الأمر بجدية، وقال:»لدينا طاقات واعدة، ولكنها بحاجة للصقل، ونحتاج لمعاهد ترعى المواهب، يشارك فيها أبرز أساتذة الموسيقى، وهو ما سيساهم على تحقيق حلمنا الأكبر المتمثل في تأسيس أوركسترا محلية على أقوى مستوى.

 

Email