قامات قصيرة وسعادة طويلة الأمد

بعد سنوات بلا عمل .. أمل الأقزام يتجدد في دبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في دبي هناك دائماً ما يعزز مشاعر الفخر بالانتماء لهذه المدينة الاستثنائية، فللتفاصيل الحياتية الصغيرة وقع نفسي كبير، وللأحلام المستحيلة فرص كثيرة لتصبح واقعاً جميلاً، وما أحر مشاعر التقدير والامتنان لهذه الإمارة التي فتحت أبواب الرزق والحياة في وجوه فئة الأقزام، هذه الفئة التي لا ذنب لها سوى أن قاماتها القصيرة حرمتها من العمل والكسب، فعاشت سنوات عالة على محيطها وعبئاً على مجتمعها، إلى أن بادرت دبي باستقطابهم لتجدد لديهم الأمل بإمكانية العيش الكريم، مانحة إياهم سعادة طويلة الأمد وفرحاً يتجدد تلقائياً كل لحظة.

إنسانية

أكد عبدالعزيز المرزوقي، صاحب مجموعة «هم يم»، أن الأقزام ضحايا مجتمعاتهم السلبية التي تعتقد أنهم بلا فائدة، لاسيما أن قاماتهم القصيرة تعيقهم عن الحصول على وظيفة وبالتالي تحمل مسؤوليات الحياة، ما يجعل كثير من الأسر تجازف بإرسالهم إلى دول أخرى أملاً في العمل.

وحول استقطاب دبي لهذه الفئة، وقال: الغايات إنسانية بالدرجة الأولى، يليها احتياج سوق دبي لهذه الفئة، لكونها مرغوبة وتدخل البهجة إلى قلوب الجمهور.

أقزام

«البيان» التقت عدداً من الأقزام، وقال الفلبيني ليناري غونسالس، 36 عاماً: أحب شكلي وقصر قامتي وأعد نفسي شخصاً مميزاً، ولكن يبدو أن هذه المؤهلات لم تكن كافية للحصول على وظيفة جيدة في الفلبين، إلى أن قمت بزيارة دبي قبل نحو 3 سنوات ونصف، وكان قدري الإقامة فيها، والحصول على وظيفة والمشاركة في فيلم سينمائي، هذه التجربة التي لم أحلم بها يوماً.

وتابع: أكثر ما يميز هذه المدينة حب الناس فيها لعمل الخير والعطاء دون مقابل ومساعدة الآخر لأجل الإنسانية، فقد شاء القدر أن ألتقي صدفة بصاحب المطعم الذي أعمل به حالياً، ويصحبني إلى مقر الشركة، ويوجه بتوظيفي نادلاً، لأكون ضمن قصار القامة القلائل المحظوظين في الحياة.

حياة كريمة

مرتادو شارع جميرا، على موعد يومي مع القزم الباكستاني محمد رفيق، 40 عاماً وأب لـ3 أبناء، الذي يلوح بيديه للفت انتباه سائقي السيارات لمحل الأقمشة والخياطة الذي يعمل فيه، مرتدياً زياً شعبياً جميلاً، إلى أن أصبح له جمهور كبير، وقال: أعيش في دبي منذ 3 سنوات ووظيفتي منح زبائن المحل إحساساً بالوجاهة الاجتماعية، عبر استقبالهم وفتح باب السيارة لهم ومرافقتهم لداخل المتجر، وأنا سعيد بطبيعة عملي.

شهرة

شهدت حياة محمد رؤوف غلام، 30 عاماً، تحولاً جذرياً منذ ثمانية أشهر، فمن حِلابة البقر في باكستان إلى شهرة واسعة على مواقع التواصل في دبي، لاسيما أنه يقوم بإيصال طلبات القهوة والمأكولات المحلية إلى سيارات الزبائن في شارع جميرا، وقال: التقيت بصاحب المطعم في باكستان وعرض علي العمل في دبي ووافقت دون تردد، وقد ارتفعت معنوياتي كثيراً بعد استقراري في الإمارة، حيث شعرت بقيمتي كإنسان.

رواتب

تتراوح رواتب الأقزام في مطاعم دبي ومتاجرها بين 2000 - 2500 درهم، وهو حسب ما عرفناه من الأقزام، مبلغ جيد يؤمن لهم عيشاً كريماً، نظراً لما عانوه وأسرهم من فقر وعوز.

Email