مانيه أطلق عليه لقب «رسام الرسامين»

فيلاثكيز رائد الانطباعية على جدران متروبوليتان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يقام في متحف «متروبوليتان» بالولايات المتحدة معرض يضم بعض أعمال البورتريه للرسام الإسباني دييغو فيلاثكيز، الذي كان لأسلوبه الخاص تأثير كبير على أعمال الرسامين الشباب في باريس في منتصف القرن التاسع عشر، لا سيما رواد الانطباعية الذي يمثل فيلاثكيز بالنسبة اليهم المعلم والقدوة، حيث أطلق إدوارد مانيه، عليه لقب «رسام الرسامين».

تأثير

تفيد صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته عن المعرض، أن تأثير فيلاثكيز على المحدثين الانطباعيين في فرنسا تركز في اعتماد المساحات المسطحة ونظرات الوجوه المتكبرة، لكن الرسام كان مختلفاً عنهم، وفيما بقي هؤلاء بعيدون عن الصالونات الرسمية، كان فيلاثكيز مقرباً من أجواء البلاط، وتركزت أعماله على رسم بورتريه للملك، ولأسرته، وكذلك ألواح أخرى مصممة لتزين القصور الملكية. وقد تولى منصب حاجب الملك في القصر، مع كل العظمة والفخامة ومكائد البلاط التي تشهد عليها لوحاته، وبسلطة خولته حتى بأن يرسم الملك فيليب الرابع داخل مرآة في الخلفية في لوحته المشهورة «لاس مينيناس» عام 1656.

تجسيد لعصره

ويوجد في المعرض الذي يقام في متحف المتروبوليتان ويستمر حتى 12 مارس المقبل، سبع لوحات للفنان فقط، من أصل حوالي 120 لوحة، لكن أهميتها لا تقدر بثمن في تجسيد عصره وإظهار جوانب غير معروفة عنه. وتتكدس هذه اللوحات على جدار واحد، حيث هناك أربع لوحات تعود ملكيتها إلى متحف متروبوليتان، وواحدة من مجموعة خاصة، واثنتان من مؤسسة «هسبانيك سوسيتي أوف اميركا»، وتعرض تلك اللوحات رجالا ونساء مع خلفية مسطحة باللون البني، ناقلة كل المشاعر الوجدانية التي يكتمها الرسام بواقعيته الحادة.

بورتريه

وفي المعرض ثلاث لوحات لنساء على الرغم من أن الفنان ليس لديه الكثير من البورتريه للنساء. هناك أولا لوحة «الفتاة صغيرة» التي رسمها عام 1640، لطفلة قد تكون ما بين 6-7 سنوات، غير أن نظرة الحرص في عينيها وصلابة كتفيها يوحيان بمظهر امرأة شابة. ولم تكن تلك الفتاة بقصة شعرها الأسود من العائلة المالكة في أسبانيا، ويعتقد بعض المؤرخين أنها حفيدة الرسام. معلقة إلى جانبها لوحة أكثر قتامة لفتاة فلاحة، ثم هناك لوحة ابنة الملك فيليب الرابع، «انفانتا ماريا تيريزا» المشهورة بشعرها المستعار المكبوس بعشرات المشابك على شكل فراشة.

خجل

ومن ناحية أخرى، توجد لوحة «كاميليو استالني - بافيلي» لمؤسسة «هيسبانيك سوسيتي» والتي تصور الأرستقراطي الروماني المولود فقيراً والذي أصبح كاردينالا في الكنسية بسبب قرابته البعيدة للبابا «انوسنت الخامس»، الذي رسمه فيلاثكيز أيضا، وقال عن لوحته إنها تبدو «حقيقية تماما». ويبدو كاميليو في الصورة خجولا بقبعته الحمراء، على عكس لوحة البابا التي توحي بالسلطة.

اللوحات الثلاث المتبقية فهي لرجال تظهر أنصاف وجوههم. اثنتان لرجلين غير معروفين، وأخرى يعتقد أنها لفالسكويز بشاربه المشهور. ويتوسط تلك اللوحات لوحة رسمها فيلاثكيز لمساعده، جوان دي باريغا المولود في أشبيلية من عرق مختلط. ويعتقد أنه كان عبداً لفالسكويز، لكن الرسام صّوره كرجل له شخصية واستقلالية أشبه بجندي. ويعتقد أن فالسكويز أعتق باريغا في عام 1654.

Email