معرض رقمي لتدمر تنظمه «غيتي» تحية للمدينة

تدمر بريشة لويس فرانسوا | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إشادة بمدينة تدمر الأثرية، أفادت مؤسسة غيتي للأبحاث في لوس إنجليس بالولايات المتحدة، عن إقامتها معرضاً رقمياً على الإنترنت بأهم الرسومات والصور المأخوذة للمدينة خلال القرنين 18 و19، تحت عنوان «إرث تدمر العريق»، في خطوة تنشد من خلالها للمساهمة في إحياء تراث تلك المدينة العريقة، الذي تقول إنها تتجاوز بأهميتها حجارة مبانيها الرائعة التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي.

ويستحضر المعرض الذي يمكن الوصول إليه على موقع «getty.edu»، عجائب الثقافات المتعددة المتعايشة في المدينة عبر الذاكرة التاريخية لأعمال الرسام المعماري لويس فرنسوا-كاساس، والمصور ضابط البحرية الفرنسي لويس فيجني، كما شاهدا المدينة لأول مرة، وكانت صور هذا الأخير قد استحوذت عليها «مؤسسة غيتي» في عام 2015، واعتبرت اقدم صور معروفة لتدمر، وهي غير متداولة بشكل واسع.

وفي تقريرها عن الموضوع، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الأوروبيين تعثروا بلؤلؤة الصحراء عام 1691، عندما توجه بعض التجار الإنجليز في حلب إليها عابرين الصحراء، وكتبوا عنها، وكان الكتاب الذي ألفه المؤلف الكلاسيكي البريطاني وعميد العمارة الكلاسيكية روبرت وود المتأثر برسومات تدمر قد استلهم سقف قصر «اوسترلي بارك» في غرب لندن، متأثرا بمعبد بل، حيث تظهر في السقف الزهور المتفتحة داخل التجاويف المثمنة.

وكان الرسام المعماري لويس فرانسوا كاساس قد رسم تدمر بتفان شديد. وكان قد أُرسل إلى الشرق الأدنى من قبل السفير الفرنسي في إسطنبول لتوثيق مواقع مهمة في قبرص ولبنان وفلسطين وسوريا، وعندما وصل إلى تدمر في مايو 1785، وكان في الـ 29 من عمره، رسم في أقل من شهر كل مباني المدينة، بعضها كما رآه محطماً، بجذول رخامية وتيجان هاوية على الأرض. وكتب كاساس عما رآه: «عواميد وتيجان مقلوبة وسط المعبد وإطارات الأبواب، مزينة بكثافة ومكسورة، ويمتد ما وراء تلك الأطلال الرائعة محيط من التلال الرملية الحارقة، وصولا إلى الأفق الذي يبدو كما لو أنه يلمع كبحر أزرق».

Email