«نغم الإمارات» أحلام تتبعثر على عتبة الواقع

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حين تقف أمام فرقة نغم الإمارات الموسيقية، لا بد أن تلمح ذاك الطموح، الذي يلمع في عيون أعضائها، إصرارهم على تقديم موسيقى راقية بِحِسٍّ محلي بحت، يدفعهم للتغلب على التحديات التي تقف لهم بالمرصاد، البدايات كانت مع الفرقة الوطنية الموسيقية برعاية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع «سابقاً».

ولكن ظروفاً مختلفة حالت دون أن تواصل الفرقة أنشطتها، حتى تبعثرت الأحلام على عتبة الواقع، لكن عزيمة عبدالعزيز المدني مؤسس ورئيس «نغم الإمارات» انتصرت للموسيقى، رغم عدم وجود دعم من أي جهة لفرقته.

طموح شبابي

«البيان» التقت «نغم الإمارات»، ليتحدث صاحبها عبدالعزيز المدني عن طموحات كبيرة تراوده، ويحكي هموماً تنتابه وأعضاء فرقته المكونة من 11 عازفاً مواطناً، تتراوح أعمارهم ما بين 24 و31 عاماً، ليكون قوامها شبابياً بحتاً، وعنها قال: فرقتنا حديثة الولادة، عمرها تقريباً 10 أشهر، ونستعين أحياناً ببعض الأساتذة الموسيقيين في الفعاليات المهمة التي نشارك بها لحاجتنا لدفعة كوننا فرقة جديدة.

وقد كنا سابقاً جزءاً من الفرقة الوطنية، التي لم تكمل طريقها، لأطرح فكرة تأسيس فرقة خاصة بنا على زملائي، وتبنت ندوة الثقافة والعلوم أنشطتنا لبعض الوقت، ولكننا لم نكمل الطريق معاً، وها نحن الآن نعمل وحدنا دون دعم، وليس لدينا مقر ثابت، كما نؤدي التدريبات في منازلنا، ونتنقل بين منازل أعضاء الفرقة لتأدية البروفات.

قانون وتشيللو

وتتعدد الآلات الموسيقية التي يعزفها أعضاء «نغم الإمارات»، وتتنوع بين الكمان والعود والتشيللو والقانون والكونترباص والطبول والناي، وتعزف موسيقى متنوعة، وهو ما جعل صاحبها يختار لها اسم «نغم» رغم أن الموسيقى الإماراتية معروفة بالإيقاع، ولكن الإصرار على التميز والاختلاف يبدأ من انتقاء عنوان تظهر فيه لمحة التحدي.

وعن ذلك قال المدني: أصررنا على تسمية فرقتنا بـ«نغم»، لأننا نستخدم مختلف الآلات، ولا نعتمد على إيقاعات معنية، إذ نقدم مزيجاً فنياً بين الموسيقى الشعبية والتراثية والأكاديمية، إلى جانب مقطوعاتنا الخاصة التي قمنا بتأليفها، وهذا ما يميزنا.

وذكر المدني أن من حق الفرقة أن تلقى الدعم المعنوي قبل المادي، كونها تقدم موسيقى محلية راقية، وتسعى جاهدة لنشر ثقافة الموسيقى، والارتقاء بذائقة الجمهور العاشق للإبداع، كما عبَّر عن طموح كبير يراوده، يتمثل في المشاركة في فعاليات ومهرجانات خارجية.

وقال: لا يليق بفرقة كفرقتنا أن تتنقل بين منازل أعضائها لتمارس التدريبات والبروفات، خاصة بعد مشاركتنا مؤخراً في مهرجان عالمي كـ«الشارقة للموسيقى العالمية»، ونتمنى أن نجد مكاناً يليق بنا وبما نقدم.

لا سيما أن طموحنا كبير، ومشروعنا الفني يرتكز على التوسع في هذا المجال، وضم فريق كورال، إلى جانب حلمنا الأكبر المتمثل في تأسيس فرقة أوركسترا إماراتية، ولذا ندعو كل موسيقي أو عازف مواطن أو مقيم للانضمام لفرقتنا حتى نحقق هذا الحلم، ونرد لدولتنا جزءاً ولو بسيطاً من الحب والأمان الذي غمرتنا به.

وأشار المدني إلى أن الموسيقى تستحق الاهتمام بها أكثر، وقال: لدينا مهرجانات متنوعة في الفنون والرسم والنقش، ولكن الموسيقى لا تلقَ الاهتمام نفسه رغم أهميتها وقيمتها الإبداعية، وهذا مؤسف.

إحساس الكمان

ورغم احترافه عزف العود، إلا أن عبدالعزيز المدني مختص بالعزف على الكمان، فهو اختصاصه الأكاديمي وشغفه الأكبر الذي بدأ بممارسته منذ عام 2007، وعنه قال: الكمان لا يظلمني أبداً، إذ يمتاز بإحساسه العالي، ومن خلاله أعبِّر عما يعتريني من مشاعر مختلفة، وأوصل ما أريد، وهذه الآلة تحتاج إلى التدريب المستمر والمتواصل حتى يصل عازفها إلى درجة الاحتراف، كما أحب العود كثيراً، فهو الآلة التي أستخدمها لتلحين المقطوعات للفرقة.

Email