أول عازف ساكسفون إماراتي

محمد مرشد: لن أعزف وراء مطرب

محمد مرشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بين آلات موسيقية نحاسية قديمة، جذبه شكلها الخارجي، ولكنه لم يكن يعرف اسمها. أمسك بها، وأزال من عليها الغبار، وحاول العزف، لاحظه معلمه في المدرسة، واقترب منه وأخبره عنها، لتبدأ قصة عشق محمد مرشد مع الساكسفون، وهو لا يزال ابن 10 سنوات، ليصير في ما بعد أول عازف إماراتي على هذه الآلة، مازج بنغماتها بين الإيقاعين الغربي والمحلي في مقطوعات مميزة.

ولأنه يقدر ذلك العشق، فإن مرشد، يرفض بشكل قاطع الوقوف عازفاً وراء مطرب، بل جعل رسالته، تمهيد الطريق أمام الأجيال الإماراتية القادمة، حاملاً بين ضلوعه حلم العزف على مسرح دبي أوبرا. ولم يكتفِ مرشد بكونه موسيقياً، بل اقتحم عالم التمثيل والإنتاج بعدد من الأفلام والمسرحيات.

عازف أم ممثل؟

حبه للساكسفون، دفعه إلى السفر إلى القاهرة، عاصمة الفنون في الشرق الأوسط، حيث تعلم الموسيقى ضمن بعثة على حساب الدولة، على يد ألمع النجوم المصريين، ومنهم الراحل سمير سرور، ليعود بعدها إلى وطنه، وفي جعبته أحلام وآمال لا حدود لها، ولكن مرشد اصطدم بالواقع، فقبل 20 عاماً، على حد قوله، لم يكن هناك اهتمام من المجتمع الإماراتي بآلة الساكسفون.

ولكنه لم يستسلم، وقرر تعريف جمهوره بالموسيقى عن طريق المسرح، ليقدم أعمالاً مسرحية موسيقية. يقول مرشد: بعدما اقتحمت عالم التمثيل، تكرر سؤال من بعض النجوم، ومنهم سلوم حداد «هل أنت ممثل تعلمت الموسيقى، أم عازف تعلمت التمثيل؟»، واعتبرت هذا السؤال وغيره شهادات تقدير واعتراف بموهبتي، جعلتني أبذل قصارى جهدي في الأمرين، خاصةً أنني أؤدي أدواري على المسرح بالعربية الفصحى.

الحلم وصخرة الواقع

قدم مسرحية «الأوركسترا»، التي يعتبرها من أحب الأعمال إلى قلبه، قائلاً: قدمنا عملاً مسرحياً موسيقياً خلاباً، اجتمع فيه القصة المشوقة والأداء الموسيقي المبهر. المسرحية تناولت الصراع على السلطة والرغبة في الوصول إلى الكرسي على حساب الشعب، ممثلاً في مجموعة موسيقيين مغمورين، على رغم موهبتهم.

إلا أن الشارع في النهاية، يكون هو مصيرهم وملجأهم، لولا المايسترو الذي انتشلهم من القاع، ليجبرهم على عزف مقطوعات موسيقية تلائم شخصيته.

ويحاول الوصول من خلالهم إلى كرسي نقابة الموسيقيين، رغم جهله التام بهذا العالم، وحققت المسرحية عند عرضها نجاحاً كبيراً، وحصلنا من خلالها على 7 جوائز. ويضيف مرشد: استمر العرض لمدة موسمين، ثم توقفنا، لأن العمل مكلف للغاية، فقد استغرق التدريب 3 أشهر، وكان العائد ضعيفاً جداً، لا يكفي لاستمرار فريق تعدى 25 ممثلاً وعازفاً.

مهبط حلمه

لا يقبل مرشد الوقوف عازفاً وراء مطرب، خاصةً أن الأصوات القوية التي تعرف أهمية الموسيقى قليلة في عالمنا العربي، كما يقول، إضافةً إلى أنه يرى أن آلة الساكسفون «نجم» في حد ذاتها.

وهذا ما جعل مرشد يحضّر للفترة المقبلة، أربع مقطوعات موسيقية، يمزج فيها بين التراثي والغربي، معرباً عن سعادته بوجود «دبي أوبرا»، ذلك الصرح الفني الثقافي، الذي يتمنى أن يعزف على مسرحه بين الجمهور، فهذا من وجهة نظره، مهبط حلمه القديم المتجدد، وهو المكان المناسب لتقديم فنه.

إنتاج

أنتج مرشد أكثر من فيلم إماراتي، كان آخرها فيلم «ليزا»، الذي رصد بعيون فتاة أجنبية، حياة المجتمع الإماراتي، وفكرة الاحتواء وتعايش الجنسيات بعضها مع بعض في سلام ومحبة. غير أن مرشد يرى أن مهمة الإنتاج صعبة للغاية، فهي تشبه إلى حد كبير، النحت في الصخر، وإن كانت السينما تبقى في الوقت نفسه، بمثابة مرآة للمجتمع.. يختم «لذلك نرغب في إيصال رسالتنا على أكمل وجه من خلالها».

Email