اكتشافها يسلط الضوء على المجتمعات التي عاشت على ضفافه

مقبرة حطام سفن في قاع البحر الأسود

■ بعض حطام السفن الغارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتشف فريق من العلماء أسطولاً من السفن الغارقة محفوظة بحالة جيدة، أثناء إجرائهم مسحاً جيوفيزيائياً في قاع البحر الأسود. وكان الفريق العامل ضمن مشروع علم الآثار البحرية في البحر الأسود يجوب قاع البحر، عندما رصد حطام أكثر من 40 سفينة في تلك المنطقة المظلمة تماماً على عمق 1800 متر.

المنطقة الميتة

وكان علماء الآثار يعتقدون دوماً بوجود عدد كبير من السفن المحفوظة بحالة جيدة في «المنطقة الميتة» من البحر الأسود، وقد أثبتت هذه البعثة أنهم كانوا على حق. ويمثل اكتشاف حطام أكثر من 40 سفينة، يعود معظمها للإمبراطوريتين العثمانية والبيزنطية، معلومات قيمة لهم عن المجتمعات التي عاشت على ضفاف البحر الأسود، كما يلقي الضوء لأول مرة على أنواع السفن المستخدمة التي تتحدث عنها المراجع التاريخية.

ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن فريق العلماء الذي يقوده مركز جامعة ساوثامبتون لعلم الآثار البحرية، أن الحطام بقي محافظا على شكله بسبب نقص الأوكسجين والضوء في تلك «المنطقة الميتة» من البحر، إذ لا إمكانية لوجود كائنات حية تتغذى على المواد العضوية عند هذه الطبقة الدنيا من البحر الأسود، وهو ما أتاح الفرصة لبقاء المواد على حالها، بما في ذلك حطام السفن والشحنات التي على متنها.

وكانت البعثة تجوب المياه على عمق 1800 متر تحت سطح البحر الأسود مستخدمة سفينة مجهزة ببعض المعدات الأكثر تقدماً في العالم، عندما رصدت حطام السفن.

مسوحات جيوفيزيائية

وأوضح البروفسور جون آدامز، المحقق الرئيسي في المشروع، الغرض من البحث قائلا: كنا نسعى للإجابة عن بعض الأسئلة التي أثارت نقاشات ساخنة بشأن الفترة التي شهدت ارتفاعاً في منسوب المياه، وتأثير ذلك على السكان الذي عاشوا بمحاذاة الساحل البلغاري للبحر الأسود، مضيفاً: «كان التركيز الأساسي في هذا المشروع إجراء مسوحات جيوفيزيائية لرصد مسطحات أرضية مدفونة تحت سطح البحر، وأخذ عينات منها وتوصيفها وتأريخها، وإنشاء تصميم لإعادة بناء منطقة البحر الأسود ما قبل تاريخ، وكان اكتشاف حطام السفن مكافأة لنا، وهو اكتشاف مذهل».

السفينة التي تم استخدامها في البحث تعود لبعثة رسم الخرائط للمناطق التي غمرتها المياه بعد العصر الجليدي الأخير، وتحمل بعضا من أنظمة المسح الأكثر تطوراً تحت الماء.

وقد استخدم الباحثون مركبتين موجهتين عن بعد لمسح سطح البحر. إحداها بقدرة تصوير فوتوغرافي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة، فيما الأخرى التي تدعى «ماسح معترض»، فإنها تسير أسرع بأربع مرات من المركبات التقليدية الموجهة عن بعد، وتحمل مجموعة كاملة من الأجهزة الجيوفيزيائية، بالإضافة إلى أضواء وكاميرات عالية الوضوح وماسح ليزر.

وقد تمكنت المركبتان الموجهتان عن بعد من التقاط هياكل السفن بتفاصيلها الدقيقة، باستخدام تقنيات تسجيل ثلاثية الأبعاد، من دون أحداث أي اضطراب في قاع البحر.

Email