مرشدة عشرينية ترسخ قيم التسامح والتعايش

هبة بن رضا تتواصل مع سياح دبي بـ«كشتة»

■ جولة على أحد معالم دبي السياحية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقضي المرشدة السياحية الإماراتية هبة بن رضا جلّ وقتها برفقة السياح، حيث يتنقلون بين أروقة المتاحف والمعالم الأثرية والأسواق القديمة والبيوت التاريخية، ويقلّبون ذكريات الزمن الجميل، كما يعيشون قصص الأماكن وحكايات الماضي بكل ما فيها من شجن وأصالة وأمجاد وعادات وتقاليد.

والمثير أن تعلق هذه الشابة العشرينية الطموحة بالتراث واهتمامها بتاريخ الحضارات لم يتراجع رغم كثرة مسؤولياتها الوظيفية والحياتية، حيث أكدت لـ«البيان» أن عملها في مجال الإرشاد السياحي يتجاوز سرد أحداث تاريخية، ويحقق التقارب الإنساني وترسيخ قيم التسامح والتعايش،لا سيما وأنها تتواصل مع سياح الإمارة عبر جولات خاصة تحمل اسم «كشتة مع هبة» بمعنى «رحلة مع هبة».

هبة بن رضا، شابة إماراتية تخصصت في العلاقات الدولية بجامعة زايد، ثم انتسبت لبرنامج ثقافي لمدة عامين من تنظيم المجلس البريطاني بدبي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وإلى جانب عملها في أحد البنوك الدولية في دبي منذ نحو 6 سنوات تقريباً، ثابرت واجتهدت للحصول على ترخيص في مجال الإرشاد السياحي.

وقالت: مجالستي لكبار السن من الجدات والأجداد واهتمامي بقراءة الكتب التراثية والتاريخية، جعلني أشعر بأنني أمتلك كنوزاً معرفية لا بد من إفادة المجتمع بها ونشرها بين السياح والمقيمين العرب والأجانب لتعزيز التلاحم والتسامح، لاسيما وأننا مقبلون على استضافة «إكسبو 2020».

بداية

وتابعت: لم أكن أعرف نقطة البداية، ولكنني كنت أتولى تعريف ضيوف البنك الذي أعمل فيه والموظفين الجدد، على أشهر المعالم التاريخية في الإمارة وعلى أبرز العادات والتقاليد، إلى أن انتسبت لبرنامج المرشد السياحي في دبي، وحصلت على الترخيص منذ 3 سنوات.

تحديات

ولفتت بن رضا إلى أن مشوارها في مجال الإرشاد السياحي، كان مليئاً بالعقبات. وقالت: يشكل اشتراط عمل المرشد السياحي تحت مظلة شركة للسياحة والسفر تحدياً كبيراً أمام الشابات والشباب المواطنين، لاسيما وأن غالبية الشركات السياحية ترفض تعيينهم، لاعتمادها على مرشدين سياحيين آسيويين، لا تتردد باستنفاد طاقاتهم واستغلالهم في العمل لساعات طويلة، الأمر الذي لا تجرؤ على فعله مع المرشد السياحي الإماراتي أو العربي، وانطلاقاً من تجربتي الشخصية فقد عانيت كثيراً إلى قام رجل أعمال إماراتي بتحفيزي عبر فتح أبواب شركته السياحية أمامي لابتكار برامج سياحية نوعية.

خطورة

وتحدثت بن رضا عن خطورة الاعتماد على مرشد سياحي غير إماراتي.

وقالت: أهل الإمارات أدرى بتاريخها وعاداتها وماضيها، وكذلك الحال مع أبناء الدول الأخرى، حيث إنهم أدرى ببلدانهم أكثر من أي جنسيات أخرى مقيمة معهم على الأرض ذاتها، والمرشد السياحي واجهة ثقافية لوطنه عموماً، ولكن عندما توظف شركات سياحية مرشدين آسيويين يرتدون الزي المحلي بطريقة خاطئة، ويتحدثون اللهجة المحلية بطريقة غير صحيحة، علاوة على أنهم يعجزون عن الإجابة على أسئلة السياح، ويقدمون لهم غالباً معلومات تاريخية غير دقيقة أو لا أساس لها من الصحة، بسبب حفظهم لمعلومات معينة وسردها للسياح بشكل روتيني ملل، هنا يجب التوقف والتساؤل عن الانطباعات التي سيكونها السياح عن دولتنا.

مظهر

وأضافت: إن الاعتماد على مرشدين سياحيين آسيويين يؤثر سلباً على الهوية الوطنية أيضاً، فذات مرة كانت إحدى السائحات الأجنبيات ترتدي «شورت وغترة وعقال»، وعندما سؤالها عن تنسيق مظهرها، اتضح أن المسؤول عنه مرشد سياحي آسيوي، لم يخبرها بأن «الغترة والعقال» حكر على الرجال.

«كشتة»

وبسؤالها عن جديدها، قالت بن رضا: «كشتة مع هبة» برنامج سياحي مبتكر وفريد، يعتمد على التجول مشياً على الأقدام في ديرة وبر دبي، و«كشتة» تعني الرحلة الممتعة والثرية باللهجة المحلية، ويتضمن مسابقة البحث عن المندوس لمزيد من التشويق والإثارة.

رحلة

من أغرب الجولات السياحية التي نفذتها هبة بن رضا، رحلة لمجموعة من الشباب والشابات المواطنين، الذين أكدوا لها أنهم زاروا دولاً كثيرة ولكن لم يسبق لهم التجول في معالم الإمارة التاريخية من أسواق ومدارس.

Email