ينسى هموم السياسة في مزرعة قيمتها 350 مليون جنيه استرليني

ميدفيديف ينعم بـ 30 ضعف الميدان الأحمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أنه لا يروق لكثير من الروس الساعين لتأمين قوت يومهم أن تكون لرئيس وزرائهم ورئيس بلادهم السابق ديمتري ميدفيديف، بحسب مزاعم المعارضين، مزرعة مترفة في الريف الروسي تقارب قيمتها 350 مليون جنيه استرليني.

كما قد لا يعجبهم كلامه حول مجمل القضايا، بدءاً بعدم دقة مواعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مروراً بالكائنات الفضائية وعناصر الشرطة الروسية الحمقى، وصولاً إلى نظرته الطفولية لبابا نويل، مما حدا بأحدهم للتعليق بالإعراب عن الأسف لما تثيره شخصية مسؤول رسمي على هذا المستوى من تحفظات.

وأفادت صحيفة «تايمز» اللندنية، في تقرير نشر أخيراً، أن المعارضة الروسية تؤكد أن ميدفيديف قد حقق منافع من خلال علاقته الوثيقة بالرئيس الروسي بوتين بامتلاك عقار مذهل على ضفاف نهر الفولغا بالقرب من مدينة بلييوس، الواقعة على بعد 250 ميلاً شمال شرقي موسكو.

ممتلكات ميدفيديف

ونشر ناشطون سياسيون واقتصاديون معارضون لبوتين، قبيل الانتخابات البرلمانية الروسية الأخيرة، صوراً التقطتها طائرات من دون طيار لممتلكات ميدفيديف الشاسعة، مرفقةً بمزاعم تشير إلى أنها تمتد على مساحة تعادل 30 ضعف الساحة الحمراء.

كما سرّب ألكسي نافالاني، أحد كبار الشخصيات الروسية المعارضة، صوراً لمسبح داخلي وقاعة لممارسة رياضة اليوغا من داخل العقار المحاط بسور يصل ارتفاعه إلى ستة أقدام، ويشمل العديد من المباني السكنية وحلبةً للتزلج وبركة سباحة خارجية وثلاث منصات لهبوط المروحيات وأبراجا تعمل كمحطات اتصال خاصة.

وبالرغم من أن أن ناتاليا تيماكوفا، المتحدثة باسم ميدفيديف، قد أكدت أن الرجل قد أمضى وقتاً وحسب في المكان، وأنه ليس مالكه ولا مستأجراً له، فإن نافالاني الذي يتزعم الحزب التقدمي الروسي ومنظمة مناهضة الفساد قد أكد في تقرير له عبر الإنترنت أن العقار تم شراؤه وتجديده لصالح ميدفيديف، من قبل منظمة «دار» المغمورة..

وأن أموال صفقة الشراء تعود لتبرعات خيرية لمساهمين في شركة الغاز الروسية الوطنية، التي كان رئيس هيئتها الرقابية في زمن إتمام عملية الشراء عام 2014 زميلا سابقا لميدفيديف في كلية الحقوق، وفق ما ذكرت صحيفة «نوفايا غازيتا» المحلية.

وقال نافالاني في تقريره الإلكتروني: «إننا على ثقة بأن المنزل الريفي لا يعود إلى إحدى شخصيات النخبة الحاكمة، بل إنه لميدفيديف تحديداً». وأرفق المعارض الروسي الملاحظة بنشر صورة مأخوذة من حساب ميدفيديف الرسمي على موقع انستغرام، والذي يؤكد إلكترونياً وجوده على أرض العقار المذكور.

خارج إطار النشر

ويقول المعارضون إن ميدفيديف لم يكتف بالبذخ والتغطية والإدلاء بادعاءات مغلوطة، بل إنه تخلى عن احترازه حين ظن في إحدى المقابلات أن عدسات الكاميرات متوقفة، فغمز مع ابتسامة ماكرة من قناة بوتين، وأعرب بجذل عن إيمانه بوجود بابا نويل، وتكلم بدهاء عن مسألة المتحكمين بالكائنات الفضائية، ووصف عناصر الشرطة الروسية بالحمقى.

وقال:«أنا أؤمن بوجود بابا نويل، ليس بعمق. لكني لست من النوع الذي يستطيع أن يقول للأولاد بأن بابا نويل لا وجود له»، تلك كانت ببساطة إجابة ميدفيديف عن سؤال حول الشخصية الشهيرة.

وفي إيحاء لا يحمل الشك بأنه يوجه سهامه لمواعيد بوتين غير الدقيقة، قال متهكماً حين تأخر الأخير عن فعالية في جنوب روسيا: «يا رفاق، لا بدّ أن يكون أحدكم فائق الدقة في الحضور في الموعد، سيما أن هناك مَن يستنفدون حدود التأخير».

وحين تأفف أحد الصحافيين من حضور المحققين الفدراليين لمنزل شاهد في صباح يوم باكر، أجاب ميدفيديف، غير مدرك أن مكبر صوته لا يزال مفتوحاً: «إنهم مجموعة حمقى والحضور المبكر جزء من مجموعة عادات لديهم، حيث يظنون أنهم إذا أتوا في السابعة صباحاً، فإنهم سيحصلون على كل شيء في العالم».

أما عن الكائنات الفضائية، فقال: «يتسلم بوتين ملفاً فائق السرية مع كل حقيبة تضم الرموز النووية، إضافة إلى تقرير عن مكتب سري خاص يتحكم بالكائنات الموجودة في بلدنا، ولن أخبرك بالعدد الموجود منهم بيننا لما قد يسبب ذلك من رعب».

تأكيد وحجب

أكد بعض متابعي مواقع التواصل الاجتماعي من المواطنين الروس، عبر تعليقاتهم مزاعم نافالاني القائلة بأن المزرعة المطلة على نهر الفولغا تعود لميدفيديف نفسه، حيث غرّد أحدهم عبر تويتر : «عادةً ما يأتي ميدفيديف إلى منزله الريفي الواقع هنا».

وجاء ذلك منافياً لتصريحات تيماكوفا ، التي أشارت فيها إلى أن العقار يقع تحت حماية عناصر مكتب الحرس الفدرالي، الذي يوفر الخدمات الأمنية لأعضاء طبقة النخبة الحاكمة في روسيا. وقد نفى المكتب المعني فيما بعد مسؤوليته عن تأمين الحماية للممتلكات المذكورة.

Email