سماء المدينة الرمادية تعكس وجوهاً كئيبة

«الجهامة» تفرض نفسها على مسارح لندن

بطلات مسرحية البحر الأزرق العميق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلاحظ عشاق المسارح اللندنية، أن مناخاً من الجهامة يفرض نفسه على العديد من الأعمال التي تعرض على هذه المسارح حالياً، من دون أن تستثنى منها الأعمال الكوميدية الخفيفة، التي تنتمي إلى نوعية «الفارس».

ويرصد الناقد بن براتلي، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أخيراً، قائمة جزئية دالة من الضحايا في ثلاثة أيام من العروض المسرحية، مشيراً إلى أنها تضم أربع محاولات انتحار وخمس محاولات انتحار أفضت إلى الموت، وحادثة وفاة نتيجة لاستخدام السلاح بلامبالاة، وحالة وفاة لأسباب طبيعية مصحوبة بقسوة من أحد الأقارب، بالإضافة إلى نهاية واحدة سعيدة مشكوك فيها.

أولئك الضحايا ليسوا نتيجة حتمية لكل رجل يلتقي بامرأة، ولا لكل رجل وامرأة متخاصمين. وقدمت شركة كينث براناه ثيتر مسرحية «روميو وجولييت»، بأسلوب براق ومشترك بين الأغنياء والمشاهير.

عالم تشيخوف

وتشير الأعمال التي أخرجها جوناثان كينت من الترجمات اللماحة على يد الكاتب المسرحي ديفيد هار، إلا إن هذه الإنتاجات تظهر كيف أن الكوميديا الخفيفة تتنفس الأكسجين ذاته الموجود في عالم تشيخوف.

ومن المثير جداً، مشاهدة كيف أن التوازن قد عدل بالفعل إلى أبعد الحدود في كل مسرحية على التوالي، وذلك للاطلاع على الفرق المتعددة التي تجسد جانبي المعادلة التراجيدي والكوميدي.

الانفصال بعد الحب هو المحرك في «حلم منتصف ليلة صيف» مسرحية شكسبير الشهيرة. التفسير الملهم، هو الجهد الذي يسبق كل العروض الافتتاحية لمسرحيات إيما رايس، المعروفة بدرجة كبير بسبب رؤيتها المرحلية للجمال، التي ظهرت في «المقابلة القصيرة» لنوبل كوارد، في برودواي عام 2010.

ويمكن وصف الوضع الراهن، بأن سماء لندن الرمادية تفرض وجوهاً كئيبة. ويمكن الاستناد إلى ذلك الأمر للهروب من الواقع الوجداني لجمهور حي «وست إند». وينطبق ذلك أيضاً على مقولة أن كل قصة حب فيها عدد من الضحايا. وأولئك الضحايا ليسوا نتيجة حتمية لكل رجل يلتقي بامرأة، ولا لكل رجل وامرأة متخاصمين.

فوضى مثيرة

وبالنسبة إلى الجمهور الذي يحب الجنس والطرائف المتعلقة به، فإن من أكثر العروض المسرحية وأشهرها في المسرح البريطاني، تعتبر أمثلة صغيرة بالنسبة إلى الفوضى المثيرة التي كانت تظهر في هذا المسرح.

حلم منتصف ليلة صيف

تسيد مسرحية شكسبير «حلم منتصف ليلة صيف»، العالم، مرده إلى مسائل تتعلق بالجنس والعِرق البشري. وأشار النقاد إلى أن الجزء الكبير من التحسينات التي أدخلت على مسرح «ذا غلوب»، هو جعل إنتاجها متاحاً بشكل أكبر للجمهور، من كلا الجنسين ومختلف الأعراق. وبالتالي، فإن مسرحية شكسبير الشهيرة بـ «الحلم»، تتضمن أفضل الفرق الجيدة من المسرحيين الناضجين.

وعلى جانب آخر، فإن اللحظة المؤثرة على نحو كبير في مسرحية ترثي الزواج الفاشل، تتمثل في المشهد الأول من العمل المعروف باسم «إيفانوف»، والذي مثلت فيه آنا بيتروفنا (نينا سوسانيا)، دور الزوجة المريضة للمثل الحقيقي، التي تحرج زوجها جيفري ستريتفيلد دون أن يعلم. نظرة الذعر المفاجئة للرجل، تقول كل شيء يحتاجه المرء عن السبب الذي لأجله حكم على هذه العلاقة بالفشل.

الانفصال عقب الحب، وسبب ذلك عنوان مسرحية «حلم منتصف ليلة صيف» في مسرحية شكسبير الشهيرة، بات يقدم أفضل ما يمكن، عقب أن فعلت إيما رايس ذلك، والمعروفة بتقديمها أفضل التفسيرات المسرحية الجديدة.

Email