أشعلت جدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الرباعي يقع في فخ صورة الضابط الإسرائيلي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

صورة واحدة التقطها الفنان التونسي صابر الرباعي مع ضابط إسرائيلي على جسر الكرامة قبيل إنهائه إجراءات دخوله إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، كانت كفيلة بأن توقعه في الفخ.

ليشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي عليه ثورة لا يبدو أن نيرانها ستخبو قريباً، ليزيد الطين بله بيان أصدره الرباعي عن طريق مكتبه الإعلامي لتوضيح ملابسات الواقعة، ليقابله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بالرفض، معتبرين أن الرباعي بذلك قد وقع في الفخ مرتين، وأنه لو التزم الصمت لكان أفضل.

سجن وسجان

تبرير الرباعي الذي أحيا حفلاً غنائياً في منطقة الروابي بمدينة رام الله، للصورة لم يكن مقنعاً للجميع، قائلاً بأن الضابط من الطائفة الدرزية، واصفاً نسيج المجتمع الفلسطيني بأنه معقد.

تفاعلات "صورة الضابط" زادت اشتعالاً إثر إطلاق وحدة تنسيق شؤون المناطقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لتغريدة، قالت فيها "نسعد بتعزيز الحفلات الفنية، مرحبين بوصول كل فنان، سررنا بتنسيق عبور الفنان صابر الرباعي عبر جسر اللنبي (وهو المسمى الإسرائيلي لجسر الكرامة)"، لتفاقم هذه التغريدة من "غضب" مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي العرب.

الأمر الذي حدا بالرباعي الخروج عن صمته ليصدر بياناً حصلت "البيان" على نسخة منه، دافع فيه عن نفسه، وحاول توضيح ما جرى على جسر الكرامة، قائلاً فيه إن "الصورة التقطت مع منسق عبور عرف عن نفسه باللغة العربية باسم هادي"، وأوضح بأنه كان مسؤولا عن تسهيل إجراءات دخوله والفرقة الموسيقية المرافقة له، بحيث لا يتم التواصل مع أي شخص إسرائيلي".

مشيراً إلى أن الضابط من الطائفة الدرزية، وأنه وافق على التقاط الصورة معه ومع غيره من المواطنين الفلسطينيين بشكل عفوي وتلقائي. وأشار الرباعي في بيانه إلى أن البعض حاول أن يمنح واقعة الضابط أبعاداً غير صحيحة، وتبرعوا بمنحه جنسية أخرى غير جنسيته الفلسطينية. وقال إن «النسيج الفلسطيني مركب.

ويصعب في بعض الأحيان على كثير من العرب فهم تفاصيل وتركيبة المجتمع الفلسطيني"، مؤكداً رفضه التطبيع مع إسرائيل، ووقوفه الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني في الفرح والمعاناة، قائلاً «إن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان".

«ما كنتش أدري»

بيان الرباعي لم يكن مقنعاً لرواد "التواصل الاجتماعي"، وأثار ردود أفعال متباينة حياله، بعضها ذهبت باتجاه التشكيك في وطنية الرباعي وإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية، وبعضها الآخر وضعه في خانه "التطبيع"، رافعة شعار معارضتها لفكرة ذهابه إلى الأراضي الفلسطينية واحياء حفل فني فيها.

حيث علقت سعدية مفرح بقولها: "صابر الرباعي يتضامن مع الفلسطينيين بالتصوير مع الضباط الصهاينة"، فيما قال ياسر الزعاترة إن "صابر الرباعي يبرر صورته مع ضابط صهيوني بالقول إنه عربي. كأن كونه عربيا يلغي أنه ضابط في جيش الاحتلال. يتورط السخفاء، فيشرعون في التبرير".

الصحافية اللبنانية إيمان إبراهيم أكدت في تغريدتها أنها قرأت بيان الرباعي مرات عدة، وتمنت "لو أنه لم يصدره"، وأشارت إلى أنه لم يبادر للاعتذار، واعتبر أن "الجميع يخترع جنسية للضابط صاحب الصورة"، أما زميلتها رحاب ضاهر، فاعتبرت أن الرباعي وقع في الفخ مرتين، الأولى كانت من خلال الصورة، والثانية كانت عبر بيانه.

وقالت "لو أن الرباعي التزم الصمت بدلاً من هكذا بيان أحمق، كان أفضل بكثير". في حين بدت السخرية من تبريرات الرباعي وبيانه، واضحة في تغريدة الصحافي داوود إبراهيم الذي قال فيها إن "الرباعي يستعد حالياً لإطلاق أغنية (ما كنتش ادري)..

ومن جهتها انبرت المذيعة لينا قيشاوي للدفاع عن الرباعي، وقالت: "الكلام بحق صابر الرباعي ظلم، كل إنسان خاصة إذا كان غير فلسطيني قادر أن يقع بنفس الموقف، كفاكم تخويناً لبعضكم البعض".

مشاركة

نحو 18 ألف فلسطيني تابعوا حفل الرباعي الذي أقيم على مدرج مدينة الروابي، وذلك بحسب ما أعلن عنه المكتب الإعلامي للفنان الرباعي، علماً بأن هذه لا تعد الحفلة الأولى للرباعي في فلسطين، فقد سبق له المشاركة في حفلات غنائية في مدن رام الله وبيت لحم وأريحا.

Email