هاجس جني ملايين مابعد التقاعد يطغى عليه

كاميرون يبحر في عالم الكتابة للتفوق على بلير

ت + ت - الحجم الطبيعي

يغيب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن الساحة العامة، ليغرق في تدوين مذكرات يأمل أن ينافس بها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ويتخطى سقف الأربعة ملايين جنيه استرليني ونصف المليون عائداً عنها، علماً بأنه يعيش مشكلة حجب أسماء أصدقاء له ومقربين عن لائحة التكريمات على خلفية قضايا أخلاقية. ويستعد هو وزوجته سامنتا للعيش في منزل أكثر تواضعاً في تشيلسيا يقدر بأربعة ملايين جنيه استرليني.

وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن كاميرون يخطط لتمضية العام الأول بعد مغادرة «داوننغ ستريت» في وضع كتاب مذكرات، يروي على صفحاته مسيرة صعوده السياسي بدءاً بكلية إيتون، مروراً بسنواته الجامعية في أكسفورد، وصولاً إلى رئاسة الوزراء ونقاشات التحالف وانقسام المحافظين حول استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي والظروف الدراماتيكية والعاطفية التي أحاطت بسقوطه.

ويتضمن قرار كاميرون إسدال ستار التعتيم الذاتي الامتناع عن الظهور على المشهد السياسي المحلي، والتعهد باعتماد الصمت المطبق حيال أداء رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي.

على طريق بلير

ويوفر وضع كتاب المذكرات الكاميرونية الطريقة الأمثل للانشغال عن الحياة السياسية وتجنب لفت الأنظار، على أمل أن يتمكن من التفوق على بلير والحصول على دفعة مسبقة كبيرة بلغت 4.6 ملايين جنيه استرليني.

ويتطلع كاميرون، الذي وصف نفسه يوماً بأنه «وريث بلير» إلى أن يرتقي إلى مستوى كتاب «رحلة»، الذي أصبح كتاب المذكرات الأفضل مبيعاً على الإطلاق عند نشره عام 2010. وكان بلير قد تبرّع بمبالغ الدفعة المسبقة وحقوق المؤلف إلى رابطة المحاربين البريطانية الخيرية التابعة للقوات المسلحة.

وأشار أصدقاء كاميرون إلى أنه يفكر أيضاً في إنشاء «جمعية فرص حياة»، مكرسة لتحسين أوضاع الفقراء والمحرومين في المجتمع، لافتين إلى أنه يشعر بالقلق من أن تعتبر الخطوة «تدخلاً» في حكومة ماي.

ووصف بعض الزملاء كاميرون من جهة أخرى بأنه «سريع وبليغ» في الكتابة، لكنهم توقعوا أن يعمد على الرغم من ذلك إلى أن يطلب لاستكمال مشروعه الكتابي مساعدة مستشار الشؤون السياسية في دواننغ ستريت كريستوفر لوكوود، الصحافي السابق في مجلة «ذا إيكونوميست»، أو عون رفيقه في حزب المحافظين لورد فينكلشتاين، الصحافي في جريدة «تايمز» البريطانية.

يذكر أنه حتى الآن اقتصرت كتابة السيرة الذاتية لكاميرون على يد مؤلفين غير مخولين بمن فيهم نائب حزب المحافظين السابق لورد أشكروفت الذي وضع كتاباً مثيراً، مليئاً بالإيحاءات تحت عنوان «نادني دايف»، الذي تضمن ادعاءات مشوهة للسمعة حول كاميرون.

وقال أحد مساعدي كاميرون: «سيتعامل مع تأليف كتاب السيرة الذاتية على أنه فرصة عام كامل قبل الخروج إلى عالم الأضواء مجدداً. وتوقعوا أن تكون النبرة المعتمدة في الكتاب مضبوطة وفلسفية، وأن يتضمن تصفية حسابات خفية».

رياح المتاعب

إضافةً إلى انشغاله بوضع الكتاب، يُنتظر أن يقوم كاميرون بترشيح عدد من أصدقائه ومساعديه السابقين للحصول على ألقاب الفروسية والنبالة من ضمن لائحة التكريمات الوداعية، مخاطراً بذلك بأن تلصق به تهمه المحسوبية، لاسيما بعد ظهور أقاويل عن حجب أسماء البعض من اللائحة على خلفية قضايا أخلاقية.

وأفادت صحيفة «تايمز» اللندنية أن بعض الأسماء المقترحة لم تتخط مكتب رئاسة الوزراء، الذي يشكل المحطة الأولى لتقييم المرشحين على اعتبار أنها غير مناسبة.

وأعربت هيئة اللوردات للتعيينات كذلك عن مخاوفها إزاء المرشحين للحصول على الألقاب. ويتعين بناءً عليه أن يشذب كاميرون اللائحة للتأكد من حصول تعيينات أكبر عدد ممكن.

وأشار مصدر مقرّب من عملية التكريمات إلى أن كاميرون قد وضع بعض الأسماء إلا أن «بعضها لم ينجح في تخطي العقبة الأولى المتمثلة بمكتب رئاسة الوزراء». وأضاف المصدر: «يخوض فريق كاميرون سلسلةً من النقاشات الشائكة في محاولة لإيصال أكبر عدد ممكن».

احتجاب

أكد رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون أنه من غير المرجح أن ينخرط في ممارسة أي مهنة مربحة، على امتداد أشهر السنة المقبلة، مشيراً إلى أنه سيتفادى إجراء أي مقابلات أو لقاءات إعلامية خلال هذه الفترة.

وتعدّ عائلة كاميرون في هذه الأثناء العدّة للانتقال إلى منزل يبعد قرابة الميل جنوباً من مسكنهم الحالي، و لا تتجاوز قيمته أربعة ملايين جنيه إسترليني.

وسيمضي ديفيد وسامنتا وأولادهما فترة الصيف في تشيلسيا بانتظار أن يغادر المستأجرون منزلهم في نورث كيسنغتون.

Email