تُحضّر لفيلمها الطويل الأول

نايلة الخاجة: زمن الأفلام القصيرة انتهى

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من زهرة إلى أخرى، تتنقل المخرجة نايلة الخاجة كالفراشة في بستان «الفن السابع»، لتستقي من جنباته رحيقاً إبداعياً بطعم العسل، كل خطوة من خطواتها تسابق الأخرى، وطموحها في مجال السينما لا حدود له، وأفلامها جريئة، منافسة، متوهجة كقرص الشمس، وهي من أكثر المخرجات الإماراتيات حضوراً ونشاطاً على الساحة، إذ لا تكتفي بصناعة الأفلام، بل تسهم في تقديم أنشطة سينمائية ثقافية تدعم عشاق السينما.

وبعد سلسلة من الأفلام القصيرة التي حازت عنها أرفع الجوائز، ترفع نايلة الخاجة شعار «يكفينا أفلاماً قصيرة»، لتنطلق في مرحلة جديدة تحلق من خلالها نحو عوالم أوسع، وها هي تعمل على أول فيلم طويل لها، في تجربة جديدة ستضيف الكثير إلى رصيدها السينمائي.

«البيان» تواصلت مع نايلة الخاجة، لتستفسر عن سبب تقصير المخرجات الإماراتيات وغياب بصماتهن، واقتصارها على المهرجانات، لتؤكد نايلة أنه لا يوجد أي نوع من التقصير، وقالت: لا يستطيع أي مخرج كان، إنتاج فيلم بشكل سنوي، لا سيما أن الفيلم الواحد يستغرق من سنتين إلى ثلاث حسب الإمكانات المادية، ومدى جاهزية العناصر الأخرى من سيناريو وطاقم عمل وغيرها، وبالنسبة لي، فبعد أن انتهيت من فيلمي «الجارة» الذي أثبت حضوره بين الجمهور واقتنص الجوائز، بدأت البحث عن سيناريست يفهم فكرة الفيلم الطويل، الذي أرغب بإنتاجه، ونجحت بعد فترة طويلة في إيجاده، وحالياً نعمل على كتابة السيناريو، وتمكنَّا من المضي فيه وكتابة أول 20 صفحة منه، وسننتهي من كتابته هذا العام، لنفكر بعدها في الدعم المادي والأمور الأخرى كالطاقم الفني والكوادر التمثيلية وغيرها.

أدوار أخرى

وأكدت الخاجة حرصها على العمل المستمر والدؤوب في مجال السينما، مشيرة إلى أنها رغم عدم مشاركتها العام الماضي بفيلم في «دبي السينمائي»، إلا أنها كانت حاضرة بأدوار أخرى، إذ كانت عضوة لجنة تحكيم أفلام سامسونج، وقالت: عملتُ على مدى 3 أشهر مع الطلاب، وتوليتُ مهمة تدريب أكثر من 15 طالباً، وقدمنا أكثر من 15 فيلماً شارك بالمهرجان، واختارت لجنة التحكيم أفضل فيلم من بينها وتم تقديمه، كما شاركتُ في تقديم الحفل الختامي وإعلان الجوائز، وهذه الأدوار تعد مهمة لأي مخرج، إضافة إلى انشغالي بفيلمي الطويل الأول الذي يتطلب مجهوداً كبيراً.

وأشارت الخاجة إلى أن مرحلة الأفلام القصيرة انتهت، وقالت: «يكفينا أفلاماً قصيرة، وحان وقت العمل على الأفلام الطويلة، وها أنا أخوض تجربة أول فيلم طويل لي، ومن الطبيعي أن يستغرق العمل عليه وقتاً طويلاً، ففيلم سينمائي مدته ساعة ونصف الساعة، بحاجة إلى جهود مضاعفة، تبدأ من كتابة السيناريو مروراً بالتصوير والإخراج والمونتاج وغيره، ويستغرق العمل عليه ما بين سنة ونصف السنة إلى سنتين كونه حداً أدنى.

نشاط ثقافي

وإلى جانب انشغالها بفيلمها الطويل، لا تتوقف الخاجة عن ممارسة نشاطها السينمائي الثقافي، وعن ذلك قالت: من خلال نادي المشهد الذي أنشأته من 10 سنوات، أواصل مسيرتي في دعم الفن السابع، فالنادي يضم اليوم أكثر من 9000 شخص وصلت لهم الأفلام التي عرضناها، وقدمنا من خلاله أكثر من 257 حدثاً سينمائياً، بطاقم كامل يعمل على تقديم أفضل الأنشطة ويتابع الأحداث، وفي كل عام، نشتري 24 فيلماً سينمائياً من جميع أنحاء العالم، ونقوم بعرضها في صالات فوكس بمول الإمارات، وجميعها أفلام مهرجانات، وهذه المبادرة هدفها توعية الجمهور بثقافة السينما، ويعد النادي من أنجح النوادي السينمائية الثقافية في الإمارات والعالم العربي، لتنوع أنشطته، واستقطابه لأسماء مهمة في مختلف المجالات من إخراج وتمثيل وغيره.

قضايا وترفيه

وأشارت الخاجة إلى أهمية دور المخرجة المرأة في معالجة القضايا الاجتماعية، لافتة إلى حسها الإبداعي وعمق معالجتها ونظرتها للأمور، وقالت: القضايا الاجتماعية تمس الطرفين، ولكل منهما طريقته في التناول، ولكن ليس شرطاً أن يقدم كل مخرج قضية اجتماعية في فيلمه، فهناك من يسعى لتقديم أعمال ترفيهية، وهذا خياره وحقه.

وذكرت الخاجة أن الفيلم الترفيهي عادة ما يكون مردوده المادي أكبر، وذلك لأنه يُطرح لمجموعة أكبر من الناس، إلى جانب إقبال الجمهور على هذه النوعية من الأفلام، وهذا يخلق نوعاً من الاقتصاد السينمائي، وعلى الجانب الآخر، فتسليط الضوء على القضايا الاجتماعي المهمة له دور فعال على المدى الطويل، وتراكم هذه النوعية من الأفلام يعمل على توعية الجمهور وتغيير طريقة التفكير.

Email