حضورهن موسمي تعززه مهرجانات الفن السابع

المُخرجات الإماراتيات.. إبداعات سينمائية تتهادى على استحياء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«البيان» تواصلت مع عدد من السينمائيين، في رحلة بحثٍ عن المخرجة الإماراتية، ولاقتفاء آثارها، أين هي، وماذا تفعل، وأين عطاؤها الفني من الساحة؟ ليؤكد بعضهم على أن غياب الدعم سبب مباشر لغياب لمساتهن، فيما أرجع اخرون الأسباب إلى العادات والتقاليد، وعدم توفر الكوادر الفنية، ما يضاعف مهمة المخرج السينمائي، مطالبين بأكاديميات تدعم المواهب المحلية وترتقي بالسينما في الدولة.

أشارت المخرجة راوية عبدالله، إلى أن توقف مهرجاني أبوظبي والخليج السينمائيين، أثر سلباً على حضور المخرجة الإماراتية، وقالت: ليس لدينا في الخليج سوى مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهذا بحد ذاته يساهم في تقليل فرص تواجد المبدعين على الساحة.

وذكرت أن الظروف الحياتية من زواج وارتباط وانشغال المرأة ببيتها تؤثر على حضورها كمبدعة في المجالات الأخرى، إضافة إلى أن ارتباطها بوظيفة توفر لها راتباً شهرياً يغطي مصاريف الحياة، يجعلها تتمسك بها، على عكس عملها في الإخراج، الذي لا تلقى فيه الدعم وتضطر، غالباً، لأن تصرف عليه من جيبها.

غربة

وشددت راوية على الحاجة لمعاهد وأكاديميات سينمائية متخصصة بالدولة، وقالت: أدرس حالياً ماجستير إخراج سينمائي في الخارج، وتغربت لرغبتي بتقديم شيء يفيد السينما في بلدي، ودولتنا متقدمة وفيها فرص كبيرة لا تتوفر في غيرها، ولكننا بحاجة لأكاديميات سينمائية معتمدة، فليس لدينا كوادر مختصة بهذا المجال، ما يلقي على عاتق المخرج مهام مضاعفة، تضطره للاستعانة بخبرات من الخارج.

وذكرت راوية أن البنية السينمائية التحتية في الإمارات بحاجة إلى دعم، وقالت: المبدع موجود، وعلى استعداد للعمل، ولكن الدعم غير موجود، فمثلاً، لدي مشروع متكامل ولكنه حبيس الأدراج منذ أربع سنوات، ولم أبدأ العمل به، لحاجته للدعم المادي.

واقترحت راوية عبدالله الاتجاه للدراما كخيار، وقالت: نفتقد المخرجة الإماراتية في الدراما، وليس لدينا سوى نهلة الفهد، وأقترح على المخرجات اللواتي يعانين قلة الدعم الاتجاه للدراما، إلا أن أزمة الدراما - أيضاً - تتمثل في اقتصارها على العمل 3 أشهر في السنة بسبب حصرها في شهر رمضان فقط.

وطالبت صناع الدراما بتوزيع الأعمال على باقي أشهر السنة، وناشدت أصحاب القرار بضرورة توفير تخصصات سينمائية بالدولة.

عادات وتقاليد

أسباب عدة، عملت مجتمعة على تقليل حضور المخرجة الإماراتية على الساحة، تحدث عنها المخرج خالد علي، فقال: في دولتنا، لا زلنا نتمسك بالعادات والتقاليد، وتواجد المرأة في الوسط الفني يحتاج إلى وقت للتأقلم عليه، ورغم أن بعض الأسر تتفهم دور المرأة في المجال الفني، وتدرك رسالتها وأهميتها، إلا أن البعض لا يزال يتحفظ على اتجاه الفتاة لمجالات معينة كالإخراج والتمثيل.

وذكر خالد أن الحضور المتواضع للعنصر النسائي في مجال الإخراج، يعود لندرة عدد المخرجات في الأساس، لافتاً إلى أنهن معدودات على الأصابع، وقال: يحتاج المخرجون إلى جمعية ترعاهم، فالسينما مكلفة، ولا يستطيع المخرج وحده تحمل أعباء العمل الفني، لأن إنتاج فيلم واحد يتطلب مبلغاً كبيراً، وفي الوقت نفسه، ليس هناك عوائد مادية من ورائه، لأن الفيلم القصير لا يُعرض في الصالات، كما أن المُشاهد لن يتكلف عناء الذهاب لمشاهدة فيلم لا يتجاوز 20 دقيقة، فهو يبحث عن فرجة متكاملة، والمشكلة عدم وجود جهة داعمة تضمن استمرارية النشاط السينمائي طوال السنة، إلى جانب أننا حالياً لا يوجد لدينا سوى مهرجان دبي السينمائي الدولي.

وأضاف: من أبسط حقوقنا أن يكون لنا جمعية تضمنا تحت مظلتها، وتقوم بدورها في دعم أفلامنا كباقة في دور العرض، بحيث تقدمها كسهرة للجمهور، ليشاهدوا 6 أفلام بدلاً من واحد، وتتابع هموم الفنانين والسينمائيين وتستقطب الرعاة، وتوفر الأجهزة والمعدات لتصوير أفلامنا. وأكد خالد دعمه لابداع المرأة قائلاً أنها أقدر من الرجل في تناول قضايا اجتماعية معينة.

زخم وتقصير

«رغم قلة عدد المخرجات الإماراتيات، إلا أن حضورهن متميز»، هذا ما أكده المخرج هاني الشيباني، الذي ذكر أن تأثير المبدعات المحليات في مجال السينما واضح. وقال: بشكل عام، الزخم الكبير الذي كان موجوداً في السنوات السابقة من المبدعين من الجنسين تضاءل بشكل كبير، بسبب قلة المهرجانات واقتصارها على «دبي السينمائي»، وبرغم ذلك، هناك مخرجات نشيطات متواجدات على الساحة ويقدمن أعمالاً بشكل مستمر، كنجوم الغانم ونايلة الخاجة وعلوية ثاني وغيرهن، وهؤلاء ذوات حضور متميز، وتركن بصمة حقيقية، ويعتبرن من أهم صناع الأفلام بالدولة.

وذكر الشيباني أن قلة الدعم من المؤسسات الفنية والثقافية تنسحب على الجميع، وقال: هناك حالة من التقصير في دعم التجارب السينمائية، والمشكلة تكمن في أن المؤسسات تتنصل من مسؤولياتها بحجة أن ذلك ليس من اختصاصها، ونلاحظ أنه في بعض المناسبات، يكون هناك دعم، ولكنه محدود ولأسماء معينة، والموضوع برأيي لا يتعلق بجنس المخرج، ولكن الحالة العامة تتمثل في ندرة الأعمال لقلة المهرجانات المحلية التي كانت نقطة الانطلاق للمهرجانات الأخرى.

تظاهرة محلية

وأشار الشيباني إلى أن بريق السينما الاماراتية انطلق من المهرجانات الخاصة بها، وقال: كانت لدينا تظاهرات خاصة بالسينما المحلية وزخم كبير بها، ولكنها حين اقتصرت على «دبي السينمائي» المزدحم بالفعاليات العالمية والعربية والمحلية، أصبحت الجزئية الخاصة بالمخرج الإماراتي محدودة، وتسليط الضوء عليه قليل، ولذا، نتمنى أن يكون هناك تظاهرة سينمائية إماراتية، تعنى بالتجارب المحلية، وتنطلق منها نحو مهرجانات أخرى.

ولفت الشيباني إلى أنه مع ارتفاع سقف الطموح الخاص بمستوى تنفيذ الأفلام، لم يعد مقبولاً أن يقدم المخرج أفلاماً أقل جودة مما هو موجود في الساحة، ولكن مع صعوبة تحقيق هذه الجودة بالجهود الفردية، تراجع المخرجون ليقل بالتالي عدد الأعمال، ما أدى إلى اختفاء الكثيرين، ولم ترفد الساحة بوجوه جديدة، لينعكس ذلك على الوضع الحالي الذي خفت فيه بريق السينما الإماراتية.

صوت مختلف

وذكر الشيباني أن المرأة جزء من المجتمع والفن، وتواجدها مرهون بازدهار صناعة السينما، وقال: دور المرأة مهم بكل مناحي الثقافة، لأنها صوت مختلف يعبر عن جوانب الحياة برؤية تختلف عن رؤية الرجل، والحياة الثقافية كالواقع تماماً، المرأة جزء لا يتجزأ منها.

وانحاز الشيباني للمخرجة المرأة، فقال: أكثر المخرجين نشاطاً في السينما امرأة، وأنا ممن يعترضون على مسمى سينما المرأة، وأتضايق من الأعمال التي تتحدث عن معاناتها، لشعوري بأن الموضوع قديم، إذ لم تعد المرأة ذاك الشخص الضعيف المغلوب على أمره، بل حصلت على مكانتها التي تستحقها، وأصبح اللعب على هذه الثيمة مزعجا في ظل ما حققته من إنجازات، ومراتب وصلت إليها.

جرأة

أكد الناقد والمخرج حمد سيف الريامي، أن هناك أسباباً عدة تحد من حضور المرأة في مجال الإخراج، وعنها قال: نعيش في مجتمع يتمسك بالعادات والتقاليد، لتجد المرأة صعوبة بالعمل في مجالات يراها الكثيرون جريئة، ومنها الإخراج، رغم أن المرأة الإماراتية برزت في مجالات كثيرة، وأثبتت نفسها وتفوقت على الرجال فيها.

ولفت الريامي إلى أن المرأة عادةً ما تتفرغ لبيتها بعد الدراسة والتخرج، كما تفضل الكثيرات الالتحاق بوظائف تؤمن لهن راتباً يساعدهن في تأمين مصروفات الحياة، في ظل عجز عملهن في الإخراج عن توفير مردود مادي لهن.

وعن غياب بصمات المخرجة الإماراتية، قال: قلة الدعم الفني أمر يؤثر على المبدعين من الجنسين، ولكن تأثيره واضح على المخرجة المرأة، لقلة عدد العنصر النسائي، وفي الإخراج نجد كلاً من نجوم الغانم ونايلة الخاجة الأبرز حضوراً على الساحة، وفي الدراما، تلعب نهلة الفهد منفردة، وهناك أخريات لهن أعمال بسيطة، ولكن بصماتهن غير واضحة بسبب التقصير الإعلامي، وتقصير دعم المؤسسات.

وطالَب بدعم السينما بشكل جدي، وقال: نحتاج لدعم حكومي، وأتمنى عدم الاكتفاء ببعض الشركات الخاصة ذات الجهود الذاتية، وهذا سينعكس إيجاباً على المخرجات، لأنهن بذلك سيحققن ذواتهن من خلال الإبداع وتحقيق مردود مادي.

وأشار إلى أهمية دور المرأة في معالجة القضايا، لافتاً إلى ضرورة تواجدها على الساحة، وقال: هناك قضايا تعالجها المرأة بشكل أفضل من الرجل، لا سيما المتعلقة بالأسرة وقضايا المرأة نفسها، وقد نجحت بعض المخرجات العالميات في تقديم مجموعة أفلام متميزة لم تكن لتتحقق لو كان مخرجها رجلا.

علامة تجارية

أكدت المخرجة أمل العقروبي أنه لا يهم حقاً إذا كان المخرج امرأة أو رجلا، فالأهم من ذلك هو أن يكون الفيلم جيدا، وقالت: ورغم ذلك، المجتمع يتجاوب مع المخرج الرجل أكثر، والمشكلة أنه ليس لدينا ثقافة سينمائية، فالجمهور لا يتبع مسيرة عمل المخرج، والغالبية لا تنظر إلى ما يقدمه على أنه فن، وهذا سبب محدودية الاهتمام بالأفلام المستقلة.

ولفتت إلى أن الجمهور يولي اهتماماً أكبر بمشاهدة الأفلام التجارية، ومثل هذه الأفلام يقدمها عادة المخرج الرجل، والجمهور يرغب بالتعرف على صناع هذه النوعية من الأفلام، وقالت: أصبح المخرج علامة تجارية، وكثير من الأفلام تم ترشيحها للمهرجانات والجوائز الكبرى بسبب اسم المخرج نفسه، بينما المفروض أن يتم التركيز على جودة الفيلم وليس على اسم مخرجه.

وعن سبب غياب بصمات المخرجة المرأة، قالت: عادة ما تلقى الأفلام التي تجلب العوائد المادية النصيب الأكبر من الدعم، وبالنسبة لنا، فالدعم محدود، وحين يتم دعمنا ببعض الميزانيات، يتم التحكم بالمحتوى الذي ننتجه، وهذا أمر مرهق.

وذكرت أن إحدى الجهات التي كان من المفروض أن تقدم لها الدعم، أخذت فكرة فيلمها وقامت بإنتاج عمل يحمل نفس الفكرة، ما جعلها تفقد الثقة في مصادر الدعم، لافتة إلى أنه لا صوت لصناع السينما.

وأشارت إلى ضرورة أن يكون هناك المزيد من الدعم والتمويل للفيلم الإماراتي، وقالت: أقترح فرض ضريبة على تذاكر السينما، وتخصيصها لمخرجي الأفلام الإماراتية، كما يجب أن يكون صوت مخرجي الأفلام مسموعاً، ويكون هناك اتصال مفتوح بينهم وبين الجهات المختصة بالثقافة والفن، الأهم من ذلك كله، يجب أن يكون هناك دعم للإبداعات المحلية والعربية بدلاً من استيراد المواهب وطواقم العمل من جميع أنحاء العالم.

فن وتجارة

وذكرت العقروبي أن دور المخرجة المرأة مهم في معالجة وطرح القضايا الاجتماعية، وقالت: دورها هو الأكثر أهمية، والسينما فن ولكنها أيضا تجارة، والجانب الفني فيها يكمن بكيفية التعبير، وبالنسبة لي، أحب مناقشة الشؤون الاجتماعية التي تؤثر بي وبمجتمعي، أهوى رواية القصص التي تلهم الناس وتجعلها ترى العالم من منظور مختلف.

وتحدثت العقروبي عن فيلمها «نصف إماراتي»، وقالت: عندما قررت صنعه، طلب مني الناس التراجع عن الفكرة، بل إن بعضهم هددني من مجرد التفكير به، وذلك لخوفهم بأنه سيؤدي إلى انقسام الجمهور حوله، لكنه كان عكس ما توقعوا، وجمع القلوب حوله، ولا يزال حتى الآن يُطلب في جميع أنحاء العالم، ونفس الأمر حدث مع فيلمي الذي تناولت فيه عرض التوحد، وحذرني الكثيرون أنني لن أتمكن من إيجاد عائلات تتحدث عن التوحد، ولكني نجحت في ذلك، وعندما خرج الفيلم للنور، قمنا بزيارة المدارس والجامعات حول العالم، وكان للفيلم أثر إيجابي.

نجوم الغانم

مخرجة سينمائية وشاعرة تنتمي إلى الجيل المتقدِّم من السينمائيين الإماراتيين، ساهمت بخطواتها الواثقة في النهوض بالسينما المحلية، وهي نموذج يحتذى به في إصرارها على مواجهة كل الصعوبات في سبيل تقديم أعمال متميزة، قدمت مجموعة من الأفلام التي حققت أصداء إيجابية، وحصدت الكثير من الجوائز المهمة في أبرز المهرجانات السينمائية، تمتاز بجرأة طرحها، وغوصها في أعماق المجتمع، لتنبش عن قصص مؤثرة وملهمة في آن واحد.

ومن أبرز أفلامها «المريد» وهو فيلم وثائقي يحكي قصة حياة الشيخ الصوفي عبدالرحيم المريد الذي اشتهر بالتقى والورع، وبتأسيس الحركة الصوفية وإنشاد الموالد الدينية في الإمارات، وعاش ما يفوق المائة عام في مدينة دبي.

وفيلم «حمامة» ويروي حكاية امرأة عصامية مكافحة في التسعينات من عمرها، اشتهرت بالعلاج الشعبي بمختلف أنواعه، تواجه تحديات تقدم السن والمرض، ورغم ذلك تقوم بمسؤولياتها تجاه المرضى الذين يطرقون بابها يومياً.

وفيلم «أمل» الذي تروي فيه وقائع حياة الفنانة السورية أمل حويجة الفنية والشخصية، وعلاقتها ببلدها سوريا، لتضيء على واقع المقيمين العرب في الإمارات، وسعيهم لتحقيق أحلامهم.

وفيلم «أحمر أزرق أصفر» الذي يقوم على حكاية الفنانة التشكيلية نجاة مكي، ويوثق مسيرتها الفنية التي اخترقت حاجز المحلية لتصل إلى العالمية، ويحكي وقائع حياتها وأحلامها وأمانيها وعالمها المليء بالألوان.

نايلة الخاجة

واحدة من أهم المخرجين الذين يقدمون التقنية العالية في مجال الإخراج السينمائي، لها بصمة خاصة لفتت أنظار النقاد والجماهير، وتميزت بملامسة الحس الإنساني ومعالجة القضايا المجتمعية العربية، واتسمت أفلامها بجرأتها من حيث المضمون وطريقة الطرح والمعالجة، ويظهر في أعمالها اهتمامها الكبير بالصورة كاهتمامها بالمضمون.

قدمت مجموعة من أهم الأفلام التي حازت جوائز في المهرجانات، ومن أهم أفلامها: «اكتشاف دبي» الذي سلطت فيه الضوء على العادات والتقاليد في دبي وطبيعة المجتمع في هذه المدينة، ومدى الانفتاح الذي وصلت إليه.

وفيلم «عربانة» ويطرح قصة فتاة صغيرة افتقدت إلى رعاية والديها، ويسلط الضوء على ظاهرة إهمال الآباء لأطفالهم والنتائج السلبية المترتبة على ذلك.

وفيلم «ملل» وتدور قصته حول عريسين إماراتيين يقضيان شهر العسل، والمواقف التي يتعرضان لها خلال رحلتهما.

وفيلم «الجارة» الذي يناقش قصة سيدة بريطانية تزور دولة الإمارات لأول مرة، وتلازمها حالة من الحزن لشعورها بالوحدة، فتحاول جارتها السيدة الإماراتية احتواءها، وتظهر في الفيلم روح دبي، التي اعتادت احتضان الضيف والغريب وإكرامه.

و«ثلاثة» الذي يحكي قصة طفل تنتابه حالة غريبة تتعلق بمس الجن والأرواح، ويتعرض بسبب ذلك لمواقف يصعب تفسيرها.

معادلةٌ منقوصة، تلك التي يحضر فيها الإبداع ويغيب صناعه، ولوحةٌ فنيةٌ لم تكتمل، تلك التي لا تلامسها أنامل امرأة، لتنثر على سطحها جرعة أحاسيس بلون الحياة. وفي عوالم السينما، تحضر المخرجة الإماراتية على استحياء، فعلى الرغم من البصمات الإبداعية التي تميزت بها، وجذبت الأنظار نحوها، إلا أن حضورها الخجول يشتت طرفي المعادلة.

لمسات جذبت الأنظار، وموضوعات وقضايا إنسانية واجتماعية وثَّقتها المخرجات الإماراتيات بكاميراتهن، وتهادت بين ثناياها رؤاهن الإخراجية بأجمل صورة، لتؤكد على تميزهن في مجال الفن السابع، حيث الرسالة الفنية تحاط بالإيمان بالفكرة، والشغف يسبق المهنة.

ورغم ارتباط إبداعات المخرجات الإماراتيات بأهم الجوائز السينمائية، إلا أن مشكلات عدة تقف لهن بالمرصاد، لتجعل حضورهن قاصراً على المهرجانات، وبصماتهن غير واضحة باقي أشهر السنة، ما يطرح بالتالي تساؤلات كثيرة حول أسباب الغياب.

ظهور

عن سبب غياب بصمات المخرجة الإماراتية، وما إذا كان ذلك تقصيراً منها، أو بسبب قلة دعم المؤسسات، أكدت منال بن عمرو أن غياب الدعم ليس سبباً مباشراً لغياب المخرجات، مؤكدة «أننا بحاجة لأن نفصل بين امتهان الاخراج كعمل رسمي، وبين ممارسته لأعمال مستقلة»، وقالت: لا أتفق مع مصطلح «الغياب»، فهناك بالتأكيد مخرجات كثيرات يمارسن الإخراج دون فكرة الظهور والتواجد، وهذا أمر يخص المخرجة مباشرة، وما تسعى إليه بهذا المجال.

وعما تطالب به كمخرجة ليعود للسينما الاماراتية بريقها، قالت: عمر السينما الإماراتية قصير نسبياً، وعموماً، لستُ مِمن ينظرون للوراء، بل أتطلع للمستقبل وأنهل من تجارب الحياة، وأرى أن مكانة وبريق المرء في إنجازه واستمراره في صنع ما يحب، ولا يهم كمُّ الانتاج طالما أن المبدع يعطي.

Email