«إيتيكيت» يعتمد على الثقافة المحلية والخبرة اليومية

«السنع» أقوال شعبية في المناسبات الاجتماعية

■ إبراهيم سند يتحدث خلال ورشة العمل | المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكشف كلمة «السنع» عن كلمات دقيقة ومعبرة في معناها عن أسرار التعامل الناجح مع الآخرين، فإن أردت أن تكون مقبولاً ومحبوباً من قبل الوسط الاجتماعي الذي تنتمي إليه وجب عليك معرفة القواعد الأساسية المتمثلة في العبارات والممارسات السلوكية اليومية، لذلك أقام معهد الشارقة للتراث ورشة عمل بعنوان «السنع» بمقره أمس، والتي تختص بالأقوال الشعبية المتداولة في المناسبات الاجتماعية، وتمتد إلى 26 من الشهر الحالي، وتهدف الورشة إلى إنشاء جيل واع من الباحثين الشباب يحسـن التعامل مع الوسائل والأجهزة الحديثة في الأرشـفة والحصـر والجرد والتصـنيف لمواد التراث الشـعبي.

التواصل الاجتماعي

و «السـَّنَعْ» هو السـلوك المهذّب والتصرُّف الجميل في التواصل الاجتماعي، وهو أيضاً من فنون «الإيتيكيت» والذي يعتمد بالدرجة الأولى على الثقافة المحلية والخبرة اليومية التي اكتسبها الآباء والأجداد جيلاً بعد جيل، حتى وصلت إلينا عبر الوسائط الاجتماعية المختلفة. وقد قدم الورشة الكاتب والباحث إبراهيم سند من مملكة البحرين وسط حضور من الجيل الناشئ.

وعن أهداف الورشة أشار إبراهيم سند في حديثه لـ«البيان» إلى أن الورشة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء عن طريق التعرف على الموروثات الشعبية ودورها في الترابط والتماسك الاجتماعي، إضافة إلى تصحيح بعض المفاهيم والقيم السلوكية الدخيلة.

وأضاف: تحتوي الورشة على عدة سلوكيات لا بد من أن يتعلمها الشباب والتي تعطيه المزيد من الثقة بنفسه والقدرة على التواصل بدون تردد أو خجل، منها المحافظة على التواصل بالعين عند مصافحة شخص وتجنب تحريك العين وبأن لا يجول بعينه في أرجاء الغرفة فهذا يعطي انطباعا بعدم المبالاة.

علاقات قوية

وأكد أهمية الاستماع الذي يعتبر من أكثر مهارات الاتصال استخداماً، فإذا كان الشخص مستمعاً جيداً يزداد إحساسه بالآخرين، ويساعد على إنشاء علاقات قوية مع الأشخاص، كما يؤكد مدى الاهتمام والتقدير.

وتم النقاش خلال الورشة عن أهمية إعطاء المحادثة حقها، فهي جوهـر التواصـل وتتطلب الممارسـة، ولا يتعلق الأمـر بما نتحـدث عـنه، ولكـن بكيفية مواصـلة الحـديث، وكلما زادت ممارسـتنا أصـبحت أفضـل ويصـبح الأمـر أيسـر وترتفع مسـتويات الثقة والراحــة وتقوية الأواصـر والعلاقات الاجتماعية مـع أفراد العائلة والأصـدقاء والزملاء، ولكـن بسـبب الانشـغال بوسـائل الاتصـال الحـديثة، مثل الرسـائل النصـية والبريد الإلكتروني والفيسـبوك والسـناب شات وغـيرها مـن الوسـائل، والتي تعتبر ليست من السنع وهي التي سـاهمت في ضـعف التواصـل المباشـر وتبادل أطرف الحـديث مع الآخرين وجهًا لوجه.

وتداول خلال الورشة عبارات تدل على المروءة والشهامة والذوق الرفيع في التعامل الاجتماعي والإنساني، فمثلاً إذا تقدم شخص بطلب حاجة يرد عليه كالتالي: على هالرأس، على هالخشم، غالي والطلب همبا، كما هناك أقوال للتهنئة بقدوم شهر رمضان مثل امبارك عليكم هالشهر، إن شاء الله هالحول وكل حول، ويأتي الرد كالتالي: الله ايسلمكم ويعودنا عليه السنة وكل سنة انتو واحنا والمسلمين وأمة محمد أجمعين.

المأثور الشعبي

كما تسعى الورشة إلى إعـداد جيل من الشـباب متمكن من البحث العلمي وتتوافر لديه كل الشـروط الذاتية والموضـوعية للانخراط في جـمع مادة المأثور الشـعبي، إضافة إلى إعـداد كتاب يحتوي عـلى المادة العلمية حول السنع وإتاحتها لمختلف المؤسـسات التعليمية والتربوية والمعاهـد والمراكز الشـبابية.

دورة الحياة

تناقش الورشة المواضيع التالية: مدخل الدراسات لعلم المأثورات الشعبية، والأقوال الشـعبية المتداولة والمرتبطة بفترة الميلاد (دورة الحياة)، والأقوال الشـعبية المـرتبطـة بالزواج، والأقوال الشـعبية المرتبطة بالمناسـبات الاجتماعية مثل: الأعياد والولائم والسـفر وشـهر رمضان والترحيب بالضـيوف، إضافة إلى الأقوال الشـعبية المتعلقة بالزينة وارتداء الحلي والمجوهرات والملابس الجديدة و العطور.

Email