سيارة كلاسيكية فاخرة بسواعد 4 طلاب

سيدة أعمال تستنهض همم المبدعين الناشئة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أشعلت سيدة الأعمال وفاء السويدي، شرارة الإبداع في نفوس طلاب مدارس دبي، عبر تحدٍّ غير مسبوق حظي بدعم جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، حيث تمكن 4 طلاب مواطنين مبدعين لا تتجاوز أعمارهم 17 عاماً، من خوض تجربة استثنائية اعتمدوا فيها على ذواتهم وسواعدهم لتركيب وبناء سيارة كلاسيكية فاخرة، في غضون 21 يوماً بمعدل 8 ساعات عمل يومياً، مسطرين بذلك إنجازاً مدهشاً لا نظير له يتجسد في أول سيارة أميركية بتجميع إماراتي تراوحت تكلفتها بين 200- 300 ألف درهم.

تشجيع

تقول وفاء السويدي، سيدة أعمال وعضو شرف في جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين: ما كان هذا الإنجاز الفريد ليرى النور لولا دعم وتشجيع معالي الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، ورئيس جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، وإن أهداف المشروع تخطت تركيب وبناء سيارة، وتعدت إلى تأهيل أجيال صناعية تعشق الهندسة وتهوى التركيب الميكانيكي، وتدريبها على هزيمة الخوف وقهر التردد واتخاذ القرار.

توقعات

وأضافت: من المعروف أن الصناعات تتطلب الاستعانة بكوادر أجنبية مؤهلة تتقن اللغة الإنجليزية، على اعتبار أنها لغة عالمية، وقد أبهر الصينيون واليابانيون العالم بإنجازاتهم الصناعية دون التخلي عن لغاتهم، ولكن الإمارات وعبر مشروع «البناء والتركيب» تجاوزت كل التوقعات وأثبتت أن تحقيق الإنجازات ليس حكراً على الخبراء من أصحاب الكفاءة ومتقني اللغة الإنجليزية، حيث تمكن 4 طلبة لا تتجاوز أعمارهم 17 عاماً، من بناء وتركيب سيارة رياضية كلاسيكية فاخرة بقوة 430 حصاناً، سيتم تسجيلها قريباً في هيئة الطرق والمواصلات.

طاقات

وتابعت: يُولد الأطفال وبداخلهم حافز داخلي للتعلم واكتساب المهارات، ولكن المحفزات الخارجية التي يتعاملون معها في المدرسة وتتجسد في نظامي المكافأة والمعاقبة في المدارس تُفقدهم الثقة بقدرتهم على الإنجاز أو حتى الاهتمام بالتعليم المستمر، فينشؤون تحت مسى أجيال الإنترنت والتسلية، ولكني وبدعم جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، نجحت في مساعدة الطلبة على اكتشاف طاقاتهم الكامنة ووضعهم في تحديات غير مسبوقة.

ثمرة

وحول مشروع البناء والتركيب الذي أطلقته منذ ثلاث سنوات بدعم جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، قالت: استقطب المشروع نحو 300 طالب، وكان الهدف تحفيزهم على التعلم الذاتي وتنمية مهارتي البناء والتركيب لديهم، وقد حققنا نتائج رائعة واستطعنا تحريك الإبداع الراكد في شريحة واسعة من الطلبة وأولياء أمورهم، كما أثمر البرنامج عن أول سيارة أميركية بتجميع إماراتي.

مراحل

وبسؤالها عن مراحل تجميع السيارة، قالت: استغرق شحن قطع السيارة من أميركا نحو 4 أشهر، ثم استغرقت شهراً كاملاً في إعادة تنظيم وترتيب الأدوات ووضع المراجع التي تسهل على الطلبة عملية البناء والتركيب، إضافة إلى وضع خطة زمنية لتحقيق الهدف مع تحديد المهام، وقد كان من الصعب على كثير من الطلبة تقبل فكرة قضاء الإجازة يوم السبت في كراج منزلي لتركيب السيارة، ولكن أبدى ابني و3 طلاب استعدادهم لخوض التحدي.

طلبة

على صعيد آخر، التقينا الطالب حميد سلطان المري، من مدرسة محمد بن راشد النموذجية، وقال: في البداية تسرب إلى داخلي شعور بأن إعادة تركيب السيارة يكاد يكون أمراً مستحيلاً، ولكن سرعان ما تلاشى ذلك الشعور مع بداية العمل.

والطالب علي ضرغام، من مدرسة محمد بن راشد النموذجية، أكد أن الإرادة تصنع المعجزات، وقال: بعد إنجاز السيارة شعرت بفخر كبير، وتضاعفت ثقتي بنفسي وعقلي.

من جانبه قال الطالب سيف عدنان غباش: اهتمامي بالتكنولوجيا والبرمجيات والتقنيات الحديثة، أثار فضولي لخوض التجربة. أما الطالب مروان النجمي، من مدرسة دبي النموذجية الثانوية، فقال: تعزز التجربة أهمية العمل الجماعي للارتقاء بالوطن.

يوتيوب

وفرت وفاء السويدي للطلبة كافة أدوات السلامة، وإنهم كانوا يقضون جل وقتهم في كراج منزلها حيث ورشة البناء والتركيب، إذ كانوا يدخلونها في تمام العاشرة صباحاً ويخرجون منها في السادسة مساء، وقالت: اعتمد الطلبة على الصور في عملية التركيب، كما استعانوا بـ«اليوتيوب» للتعلم، وقد توليت الإشراف على الطلبة لكوني متخصصة في مجال الفيزياء.

Email