يكتفي بالرسم لنفسه حتى إشعار آخر

عبدالله البلوشي محترف يُبحر في الـ«كوميكس» بلا مجداف

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أن يتخلى مبدعٌ عن إبداعاته في لحظة يأس، كأن يتخلى أبٌ عن وليده في لحظة ضعف، هنا، يضيقُ الكون على اتساعه، وتضيقُ السماء بما رحبت، وتتكسر مجاديف الأمل على عتبة الإبداع.

قصةٌ انتقتها «البيان» من قلب مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصَّر بدبي، وعاشت تفاصيلها مع بطلها الشاب الجامعي الرسام عبد الله البلوشي، سنة رابعة صحافة في جامعة الإمارات، ومبدع «كوميكس»، يعاني من أزمة ، عززتها طفولة زادها التنمر المدرسي اهتزازاً، ليحتضن المنزل ما تبقى من آثار ثقة، مُطوِّعاً إياها في خدمة الموهبة والفن الجميل.

البداية كانت مع 500 رسمة، مملوءة بالجمال، عابقة بروح الطفولة، ومتحدثة بلغتها، إلا أن مصيرها كان سلة المهملات، فقد حذفها صاحبها بغمضة عين، لقناعته بأنه قادر على رسمها في أي وقت، إلى جانب عدم وجود سبب يجعله يحتفظ بها، فلا مستقبل واضحاً ينتظره أو ينتظرها.

بداية ضعيفة

سألناه عن بداياته، فقال: أعشق الرسم، وبدايتي كانت ضعيفة في هذا المجال، الذي طورت فيه نفسي بنفسي. سألناه، لماذا لم تُقدِم عـــلى الخطوة الأخرى، فأجاب بكل صراحة: ليس لدي ثقة بنفسي، كتبتُ بعض القصص، وألفت قصصاً مصورة «كوميكس»..

ولكني كنت حين أعود لها، أُغيِّر وأُبدِّل في أحداثها، حتى تخلصت بعد ذلك منها، كما أنني اشتركت في مسابقة لتأليف القصص القصيرة في المدرسة، وفزت بالمركز الثالث على مستوى دبي، ولكن أحداً لم ينتبه لي أو لإبداعي.

ألازمة التي يعانيها عبد الله، بدأت منذ سنوات دراسته الأولى، التي كان يعيب فيها زملاؤه على مظهره ورسوماته، وهو ما انطبع على شخصيته، إلا أن الأسرة كانت داعماً أساسياً له في كل خطواته، حتى فقد والده، فبدأ مرحلة جديدة من المعاناة.

دعم

وأشار البلوشي إلى أنه بحاجة إلى دعم في مجال «الأنيميشن» حتى يبدع فيه، وقال: ما يمنعني من تطوير نفسي، هو عدم توفر الأدوات لدي، إذ أحتاج إلى جهاز يتم تركيبه على الكمبيوتر، ويوفر لي إمكانية الرسم بشكل مبتكر، وفي الوقت الحالي، أرسم باستخدام الـ «آيباد»..

ولكن البرنامج الذي أستخدمه، لا يساعدني أيضاً على الاحتفاظ برسوماتي. وذكر البلوشي أنه لا يستطيع مواكبة الرسامين المحترفين، لافتاً إلى أنه يرسم 10 رسومات في اليوم، بينما غيره قادر على تقديم 30 رسمة، وهذا في نظره، سبب فعلي للتوقف عن الرسم.

«فريج» و«شعبية الكرتون»

وأكد البلوشي أنه يتابع المسلسلات الكرتونية، حالماً بأن تتحول أعماله إلى مسلسلات كرتونية، ومشيراً إلى أنه مُعجب بـ «فريج» و«شعبية الكرتون»، وقال: أطمح لأن أستقي خبرات من صُناع هذه المسلسلات، لأبدأ مشواري، إلا أن عملهم يختلف عني، فـ «الأنيميشن» الخاص بهم ثلاثي الأبعاد، بينما رسوماتي ثنائية الأبعاد، إضافة إلى أن مشروع المسلسل الكرتوني، بحاجة إلى الملايين..

وأنا أعي قدراتي وإمكاناتي جيداً. من ذلك الوقت، اتجه البلوشي إلى تصميم ألعاب الكمبيوتر، فهو المجال الأكثر انتشاراً، والأضمن في ما يتعلق بالوصول إلى الجمهور. وعن طموحاته قال: أفكر بواقعية، ولو وجدت الدعم سأقدم الأفضل، وستزداد ثقتي بنفسي وإمكاناتي، ولكني أحتاج إلى الكثير لأستطيع الوقوف على قدمي، ولأخطو الخطوة الأولى، وحتى ذلك الوقت، فأنا أرسم لنفسي فقط.

نحو الاحتراف

عبد الله البلوشي اتجه إلى تأليف القصص المصورة «الكوميكس»، التي يرى أنها مُنافسة وقادرة على الوصول إلى العالمية، فيما ساهم التحاقه بمؤسسة الأوقاف وشؤون القُصَّر، من خلال الفعاليات التي تقيمها في مساعدته على اكتشاف مكامن قوته، وتطويرها والتركيز عليها، ما يعد دافعاً لاحترافه هذا المجال.

Email