اتجَهتْ إلى الغناء بإرادتها فوضعها التمثيل على عتبته

فاطمة بناصر: أرفض أعمال «السيت كوم»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تبحر في عوالم الفن، فتغني للحب والحياة والشجن، وتعانق الشاشتين الكبيرة والصغيرة، متألقاً بإبداعات ذات قيمة، فهذا ما يحفظ للفن ألقه، ومع الفنانة المغربية فاطمة الزهراء بناصر، التي احترفت التمثيل السينمائي والتلفزيوني، وصدحت بإحساسها العالي في فضاءات بلا حدود، يتخذ الإبداع شكلاً متفرداً، ليأسر القلوب بكل طواعية.

«البيان» التقت فاطمة الزهراء بناصر، لتؤكد أن الأفلام المغربية ليست حكراً على المهرجانات، كما هو شائع، مشيرة إلى أن نجاح العمل في قيمته، ما يجعلها ترفض «السيت كوم»، ولافتة إلى أنها ستصعد قريباً على خشبة المسرح، الذي جذبها بسحره، بعد 15 عاماً من التمثيل.

عن مشوارها في عالم السينما، قالت: لم أختر التمثيل، بل هو من اختارني، فأنا لم أدرسه، ولم أنضم إلى معاهد، وكنت أرغب في أن أكون مغنية، إلا أن قدري أخذني إلى هناك، وها أنا اليوم بعد 15 عاماً، نجحت في أن أقدم مجموعة من الأفلام ذات رسالة وعمق إنساني وإبداعي.

سينما المؤلف

وأشارت بناصر إلى أن السينما المغربية في تطور مستمر وسريع، لافتة إلى أن أفلامها ليست حكراً على المهرجانات، وقالت: ما أقدمه ليس أفلام مهرجانات، بل هو اختيار نمط يُعرف بسينما المؤلف، وهذا النمط لا يفهمه إلا نخبة معينة من الناس، وفي المقابل، لدينا أفلام خاصة للجمهور العريض..

ولكن بالنسبة لي، فإن النجاح الحقيقي يكمن في قيمة العمل أولاً وأخيراً، ولذا، أرفض أن أقدم أعمال «السيت كوم»، وأرى أنها لا تحمل أي قيمة، رغم أنها تحقق أرباحاً عالية، إلى جانب رفضي لكل ما يخدش حياء المُشاهد.

واستنكرت بناصر أن تكون أفلامها حبيسة المهرجانات، مشيرة إلى أنها تُعرض في الصالات، وتصل للجمهور في كل أنحاء العالم.

وعبَّرت بناصر عن رغبتها في المشاركة بسينما هوليوود، مشيدة بالجودة العالية لأفلامها، ومعبرة عن حلمها في الوقوف إلى جانب النجم العالمي آل باتشينو، واصفة إياه بـ «الفلتة الإبداعية الإنسانية»، ومؤكدة أنه حالة سينمائية لن تتكرر.

كما عبَّرت عن إعجابها بالأداء الاحترافي لكل من النجمة ميريل ستريب، وانتقت من العالم العربي كل من الفنانتين سناء جميل وعبلة كامل، ووصفت الفنان أحمد زكي بالحالة الاستثنائية.

الإبداع أولاً

وعما إذا كانت تجد نفسها في التمثيل أو الغناء، ذكرت بناصر، أنها فنانة يأخذها الإبداع حيث يشاء، لافتة إلى أنها تعشق الغناء، وتميل للتغني بالحزن والشجن، مشيرة إلى أنه لولا الحزن، لما كان هناك إبداع أو حياة.

ولفتت بناصر، إلى أن الاحتراف بالنسبة لها لا يتمثل في امتلاكها لألبوم غنائي، بل بامتلاكها لإحساس عالٍ، يصل لجميع الناس، ويصافح قلوبهم.

إلى المسرح

وها هو الإبداع يتسلل إلى دواخل فاطمة الزهراء، ليأخذها هذه المرة نحو المسرح، بعد 15 عاماً من التمثيل، ليستفز «أبو الفنون» مشاعرها بروعته وصدقه، وذلك خلال زيارتها لمهرجان أيام الشارقة المسرحية أخيراً، والذي أدت فيه دوراً متميزاً في عرض «لمسة وفاء»، الذي رثت من خلاله رائد المسرح المغربي، الراحل الطيب الصديقي.

وأشارت بناصر إلى أنها ستعمل جاهدة لتقديم عرض مسرحي، لا سيما أن الخشبة تمتلك قدرة فائقة على إظهار كل الطاقات والقدرات التي لم تُسخرها بعد في السينما. وعبرت عن رغبتها في خوض تجربة المونودراما، مشيرة إلى أن مساحة الإبداع في هذا الفن كبيرة، تتيح لها التعبير عن طاقاتها الكامنة بأفضل صورة.

رسالة

عن انتشار السمعيات الرديئة، قالت فاطمة الزهراء: مشكلة الأغنية ليست في الطاقات والخامات، بل في الموضوع والكلمة، وللأسف، فقدت الكلمة قيمتها في عصرنا الحالي، ولكن لا تزال هناك الكثير من الطاقات والأصوات الجميلة تتغنى بالحب والسلام..

وفي أغنياتي، أركز دائماً على الكلمة والرسالة، حتى إنني أكتب كلمات أغنياتي، وآخذ من التراث أجمل الكنوز، وأعيد تدويرها بطريقة جديدة، لأني حريصة على أن تلامس كل كلمة أغنيها، القلب والعقل معاً.

Email