تحقق نسب مشاهدة عالية وتنافس قنوات متخصصة

برامج الطهي المصرية.. مشاهير وأكلات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

غزو شديد قامت به برامج الطهي على شاشات الفضائيات المصرية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ بل نجاح هذه البرامج وحجم الإعلانات، التي تحصل عليها ونسبة الجماهير الكبيرة، التي نجحت في استقطابها قادت بعض الفضائيات في الآونة الأخيرة للتخصص فقط في هذه البرامج، أي أنك أمام 24 ساعة يومية من البث التلفزيوني لا تقدم سوى برامج وفقرات عن فنون الطهي المختلفة، وأنواع الطعام، وطرق إعداده في جميع أنحاء العالم.

بل والأهم من ذلك أن هذه القنوات أصبحت تنافس بشكل كبير في نجاحها القنوات المتخصصة الأخرى، سواء في مجالات الرياضة أو المنوعات والفنون.

وليس هذا فقط، بل أصبح مقدمو هذه البرامج أهم نجوم ومشاهير المجتمع، وعباراتهم الملازمة التي يكررونها أكثر من مرة في أثناء أحاديثهم من أشهر الإفيهات والأفشات، التي يستخدمها نجوم وفنانو الكوميديا في أعمالهم الفنية.

ومن أهم وأشهر هؤلاء في مصر الشيف شربيني، مقدم برنامج «الشيف» على قناة cbc ومن قبل ذلك برامج أخرى عدة في فنون الطهي والطعام.

الشيف شربيني خريج كلية السياحة والفنادق، يحكي أنه بدأ حياته مع هذه المهنة بعد سفره إلى الخارج، وعمله في أحد الفنادق، وكانت مهمته في ذلك الوقت تقتصر على غسل الصحون والأطباق؛ لكنه أصر على التعلم من أكبر الشيفات في هذا الفندق وقتها، وحينما عاد إلى القاهرة عمل في أحدها، ومن هنا انطلقت علاقته ببرامج الطهي، حيث كانت تعد إحدى قنوات التلفزيون المصري تقريرًا أسبوعيًا من مطبخ هذا الفندق لتقديمها للمشاهدين، ثم ظهر ضيفاً على عدد من حلقات برنامج الإعلامي شريف مدكور على قناة النيل للأسرة والطفل، ثم انطلق بعدها في عالم برامج الطهي بعدما كان من أوائل الطباخين، الذين يشغلون كرسيّ مقدم البرامج والشيف، الذي يقدم الوصفات ويصنعها أمام أعين المشاهدين.

ويبرر الشيف الشربيني نجاحه في هذه البرامج على الكاريزما والتلقائية، لافتًا إلى أنه من الضروري أن تكون طباخًا ماهرًا وتمتلك العديد من الوصفات وأسرار المطبخ، لكن يسبق ذلك في الأهمية أن تكون صاحب كاريزما خاصة، وطريقة سلسلة وبسيطة ومحببة في التعامل مع جمهور البرنامج، الذي لا تنتهي اتصالاته ومداخلاته الهاتفية.

الجدير بالذكر أن هناك أيضًا نجل الشيف الشربيني، الشيف علاء، الذي أصبح من نجوم برامج الطهي هو الآخر عبر برنامجه «لقمة هنية»، الذي يقدمه عبر قناة النهار الفضائية.

وشهدت الفترة الأخيرة أيضًا بزوغ عدد من النجوم الشابة من شاشة برامج الطبخ، فهناك سالي عبدالسلام، وبرنامج «سنة أولى طبخ» على قناة بانوراما فوود، وبرنامج «دوّقيني ياماما» من تقديم مروة إمام على شاشة القناة نفسها.

وهناك أيضًا مجموعة أخرى من البرامج يقدمها عدد من الشباب، ولكن هذه المرة على القناة المتخصصة أيضًا في برامج الطعام سي بي سي سفرة، ومنها «على قد الإيد» من تقديم نجلاء الشرشابي، و«عيش وملح» من تقديم ماجي جبيب، و«مطبخ 101» من تقديم وسام مسعود، و«الأكيل» من تقديم مراد مكرم.

الأرقام تتحدث

بالفعل وبلغة الأرقام أصبحت هذه البرامج تحقق نسب مشاهدة عالية للغاية، ولا يقتصر ذلك على برامج الشيفات المشهورين فقط، فحتى برامج الوجوه الجديدة والشابة في هذا الأمر تحقق نسب مشاهدة مرتفعة وتجذب أنظار المعلنين إليها، والدليل أن فواصل هذه البرامج تتعدى مدة العشر دقائق كاملة مليئة بإعلانات ليس فقط عن منتجات لها علاقة بالطعام، بل أيضًا إعلانات لمنتجات وسلع استهلاكية مختلفة كالسيارات وخدمات المحمول وغيرها.

«سبوبة»

نجاح هذه البرامج وتعلق الجمهور بها دفع العديد من فنانات مصر إلى تقديم برامج كاملة عن الطهي، أو على الأقل أن يكون الطعام محور فقرات أحد هذه البرامج، كما شاهدنا من قبل تجربة الفنانة ريهام عبدالغفور «ريهام على النار»، وكذلك الفنان أشرف عبدالباقي في برنامج «دراك»، الذي كان يتضمن فقرة كاملة يقوم فيها الفنان المصري بطهي إحدى الأكلات، وأثناء ذلك كان لا يتحدث مع ضيوف البرنامج من نجوم ومشاهير سوى عن الطعام ولذته، وأخيرًا أيضًا ظهرت أكثر من تجربة لنجوم الفن في عالم برامج الطهي والطعام، إلا أن كثيرًا من النقاد صبوا هجومهم على معظم من اتجه من الفنانين إلى تقديم هذه النوعية من البرامج، واصفين إياها بأنها ليست سوى مصدر جديد لجمع الأموال، «سبوبة» بالمعنى المصري الدارج تؤّمن لهم بابًا ماديًا في حالة عدم وجود عروض فنية.

Email