طوق الاتهامات يلف سيد الكرملين ويتوزع بين الفساد وتكديس الثروات والقتل

الغرب يمنح بوتين لقب أغنى رجل في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

شغلت ثروة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدوائر السياسية الغربية، وكانت محط تكهنات ومزاعم متقدة بلغت ذروتها، أخيراً، مع اتهام أحد كبار المسؤولين الأميركيين لبوتين بالفساد والمحسوبية واختلاس أموال الدولة، وتكديس ثروة خفية تصل إلى 200 مليار دولار..

وتشمل يختاً فارهاً تبلغ قيمته 35 مليون دولار. أما التهم الموجهة لسيد الكرملين من الداخل الروسي فتنعته باتباع «منطق رجال العصابات»، والامتناع عن تقديم قتلة المعارض بوريس نيمتسوف للعدالة.

وأفادت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن رومان أبراموفيتش، الملياردير الروسي ومالك نادي تشيلسي لكرة القدم، قدم من ضمن سلسلة هدايا فاخرة، عملت على تكديس ثروة بوتين، يختاً قمة في الفخامة يصل طوله إلى 57 متراً، وكلفته 35 مليون دولار أميركي.

وعلى الرغم من عدم كفاية الأدلة التي تدعم انغماس بوتين في الفساد وتجميع ثروة شخصية زاخرة بالاختلاس من المال العام والمحسوبية، وعلى الرغم من تصنيفه تلك الادعاءات على أنها «مجرد ترهات»، إلا أن فيلماً وثائقياً عرضته محطة «بي بي سي» البريطانية، فصل مزاعم إنشاء بوتين لنظام معقد من «التدريبات والممارسات الرامية إلى تمويه حجم ثروته الحقيقية».

وتضمنت تلك التفاصيل حصول بوتين على اليخت «أوليمبيا»، وقد أكد ديمتري سكارغا، الرئيس السابق لشركة الشحن البحري التابعة للدولة الروسية «سوفكومفلوت»، أنه يخت فاخر قدمه أبراموفيتش هدية إلى بوتين عبر وسيط، وقال:«إنه أمر مؤكد وحقيقة ثابتة أن أبراموفيتش حوّل من خلال أحد موظفيه يختاً إلى بوتين». وأضاف سكارغا إن أموال الدولة الروسية تستخدم في تشغيل وصيانة اليخت، مع أنه ملكية خاصة للرئيس.

وتحدث في الفيلم الوثائقي آدم زوبين، المسؤول المشرف على تطبيق العقوبات في وزارة المالية الأميركية، قائلاً بصراحة:«لقد رأيناه يضخ المال لأصدقائه وحلفائه المقربين، ويهمش من لا يعتبرهم أصدقاء له فلا ينتفعون من أموال الدولة. وسواء من ثروة روسيا النفطية، أو أموال العقود الرسمية الأخرى، يغدق بوتين المال على من يعتقد أنهم سيقدمون له خدمات، ويستثني من لا يفعلون ذلك. وهذا بالنسبة لي صورة من الفساد».

وفي حين لم يحدد زوبين رقماً يعكس حقيقة حجم ثروة بوتين، فقد أشار إلى أن الراتب الرئاسي السنوي المعلن والبالغ 110 آلاف دولار، «لا يشكل تصريحاً دقيقاً عن ثروة الرجل».

في عام 2007، زعم المعلق السياسي الروسي ستانيسلاف بيلكوفسكي أن بوتين جمع ثروة مقدارها 40 مليار دولار من خلال أسهم في ثلاث شركات نفط روسية. وادعى بيل براودر، مدير إحدى الشركات الاستثمارية والناقد الشرس لبوتين أخيراً، أن ثروة الرئيس الروسي الخاصة قد بلغت 200 مليار دولار، وهو مبلغ يجعله متربعاً على عرش أغنى رجال العالم على الإطلاق.

وفي الإطار نفسه، أعلنت الحكومة الأميركية عام 2014 أن لبوتين استثمارات سرية في قطاع إنتاج الطاقة، دون أن تحدد قيمتها، أو تتهم رأس روسيا بالفساد صراحةً.

وفي حين وصف ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، هذه المزاعم بأنها«هراء تام»، ردّت مصادر الكرملين باعتبارها ادعاءات لا تستحق التبرير«كونها مجرد ضرب من الخيال».

أما محامو أبراموفيتش فوصفوا المزاعم المتعلقة باليخت بأنها:«لا تستند إلى دليل، ولا تعدو كونها اجتراراً لتكهنات وشائعات».

ومن ضمن مسلسل الاتهامات التي تطال بوتين وإدارته، وتزامناً مع اقتراب موعد الذكرى الأولى لحادثة مقتل نائب رئيس وزراء روسيا الأسبق بوريس نيمتسوف، برز في الآونة الأخيرة كلام لابنته زانا نيمتسوفا، التي زعمت أن سيد الكرملين وطاقمه يعرقلون مسار التحقيق بحادثة قتل والدها برصاصة بالقرب من الساحة الحمراء أنهت 55 عاماً من حياة حافلة بانتقاد النظام.

ورداً على زانا التي تعيش في بون بألمانيا خوفاً على أمنها وسلامتها، قال بيسكوف:« لا يسعنا الاتفاق معها، فالتحقيقات جارية ووحدها الأجهزة المختصة قادرة على تقييم مدى التقدم في القضية».

وعود

أشارت زانا نيمتسوفا ابنة السياسيي الروسي المعارض إلى أن بوتين يتبع «منطق رجال العصابات» وقد نكث بوعده القيام بكل ما يمكن للعثور على مدبري حادثة اغتيالأبيها. وقالت زانا في حديث لصحيفة«تايمز» البريطانية:« لم يتم عمل أي شيء لمعرفة هوية الأشخاص الذين أصدروا الأوامر بقتل والدي.

ولا أعلم ما إذا كان لكبار المسؤولين في روسيا أي علاقة بحادثة القتل، لكن الأمر الواضح هو أن بوتين وحده قادر على تحريك عجلة التحقيق، وهذا أمر لم يحصل بعد، على الرغم من أنه أخذ القضية على عاتقه الشخصي. ».

Email