اتهامات بالتورط في قضايا جنس ومخدرات وابتزاز تطال أبرز القياديين

حزب كاميرون ينخره الفساد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يغرق حزب المحافظين البريطاني مجدداً في مستنقع الفساد بحسب رؤية الكثيرين، وذلك عقب موجة الفضائح التي تتقاذف عناصره وقياداته من أعلى المستويات، ويتعرضون في إطارها للاتهام بالتورط في قضايا تتعلق بالجنس والمخدرات وابتزاز البرلمانيين.

وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير لها نشر أخيراً، أن إحدى المبلغات عن الفساد ادعت أن مارك كلارك، المقرب من رئيس وزراء بريطانيا يفيد كاميرون وأحد كبار وكلاء الانتخابات، كان عازماً على الوصول لمناصب سياسية عليا من خلال إمساك «أمور غير قانونية» على المسؤولين بهدف استخدامها ضدهم في المستقبل، وفق ادعاءات عضو حملة الترويج لحزب المحافظين.

وأشعلت سلسلة كشف الحقائق اللامتناهية على ما يبدو، حول سلوك كلارك، المفصول من صفوف حزب المحافظين، أخيراً، نار الخلافات المستعرة بين مسؤولي الحزب، سيما أن ادعاءات كاشفة المخالفات تأتي على خلفية اتهام كلارك بتعاطي المخدرات، وتنمر في مواجهة الناشط في حزب المحافظين إليوت جونسون.

ودفعه للانتحار في سبتمبر الماضي، كما تعقّب على ادعاء محاولته ابتزاز روبرت هالفون عضو مجلس الوزراء والصديق لوزير المالية جورج أوزبورن، حيال إقامة علاقة مع إحدى الناشطات في حملة الترويج الانتخابية لحزب العمال.

رسالة فضحت كلارك

وكتبت الناشطة الكاشفة للتجاوزات رسالة مطولة، وجهتها إلى رئيس حزب المحافظين الحالي اللورد فلدمان، كما إلى مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننغ ستريت، ادعت فيها أن كلارك المتزوج والأب لولدين اعتدى عليها جسدياً، وهددها، ومنعها من القيام بأي شكوى، وتعاطى الكوكايين مع نساء خلال حفلات الشباب، واستغل وعده بالتقدم المهني لإغراء الشابات والشبان بممارسة الفاحشة مع أعضاء البرلمان.

وأضافت المخبرة بأن تصرفات كلارك كانت معروفةً ومكشوفة منذ سبع سنوات من قبل عدد من كبار مسؤولي الحزب، الذي سارع في محاولةٍ يائسة لاحتواء الفضيحة بإصدار بيان من 280 كلمة، حيث بدا أن المسؤولين يلقون باللائمة على زعيم حزب المحافظين السابق غرانت شابس، الذي يتولى اليوم منصب مساعد وزير الخارجية، لضمه كلارك إلى حملة الحزب عام 2014.

وأشار البيان إلى أن الحزب لم يتلقَ أية شكاوى تتعلق بقضايا التنمر والتحرش أو أي سلوك غير لائق لم يتم التعاطي معه. وأعرب اللورد فلدمان عن «بالغ قلقه» حيال الادعاءات الواردة في رسالة المخبرة، وأعلن في غضون 48 ساعة عن فصل كلارك من الحزب وإبعاده لمدى الحياة.

ارتياب حول تكتم الحزب

وأعلن متحدث باسم حزب المحافظين، أخيراً، عن استكمال مسيرة التحقيقات الداخلية حول كلارك، وإصدار أوامر بتدقيق خارجي مع الانتهاء من التحقيق.

إلا أنه، في إشارة تثير القلق حيال محاولة التبرئة ونفض اليد مبدئياً من الفضيحة، يرفض حزب المحافظين الإفصاح عما إذا كان سينشر نتائج التحقيقات أو التدقيق القانوني في المسألة.

وتولى كلارك إدارة حملة «رحلة الطريق» الانتخابية المعنية بالشباب المحافظين لصالح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وقالت المخبرة التي لا تزال أحد أعضاء الحزب: إنه لمن الشنيع أن يموت أحدهم قبل أن يتمكن من إنجاز عمل ما.

خلال حملة (رحلة الطريق) كان كلارك يتصرف كالطاووس،وكأنه أحد المشاهير أو رؤساء العصابات الفاسدين، وإنه لمن التافه أن تنكر اللجنة الوطنية معرفتها به وبتصرفاته، سيما وقد ظهرت عشرات التحذيرات والشكاوى منه منذ العام 2008.

إلا أن أعضاء البرلمان البريطاني كانوا مرتعبين من الإقدام على أي تصرف مخافة فضحهم، حيث كان يتحصن بإمساك الفضائح على كل منهم.

وأضافت المخبرة: «لم يكن ممكناً القيام بأي تحرك ضده أو الإفلات من تنمره القاسي، سواء وجاهياً أو عبر الهاتف أو الإنترنت. لقد أراد الوصول إلى عضوية البرلمان والتربع على رأس الحزب، واعتقد أن تلك هي الوسيلة الأمثل لتحقيق مبتغاه.»

وتمثلت إحدى أسوأ خدع كلارك خلال «حملة الطريق» بنصب المكائد للنواب واصطيادهم في وضعيات مريبة لابتزازهم في المستقبل. وقالت: «لطالما كان مارك منحلاً أخلاقياً.

 عادةً ما كانت تظهر زوجته أثناء بعض محطات حملة (رحلة الطريق) برفقة ابنتهما الصغرى، إلا أن ذلك لم يكن ليردعه، وقد رأيت العديد من الفتيات يهرعن من الغرف باكيات، وسألتني إحداهن ذات مرة: (هل هو دوماً كذلك؟) وكل ما استطعت فعله هو أن نظرت في عينيها وأجبت: (أجل).»

Email