يعرض جماهيرياً للمرة الأولى في ندوة الثقافة والعلوم

«دبي المبروكة».. مشاهد نادرة تسرد مسيرة بانيها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استهلت ندوة الثقافة والعلوم موسمها الثقافي الجديد بعرض الفيلم الوثائقي «دبي المبروكة» والذي يعرض جماهيرياً للمرة الأولى، مستعرضاً مشاهد نادرة تسرد مسيرة بانيها، المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه.

ويأتي موسم الندوة الجديد بعد نظير له حافل بالفعاليات المتنوعة والندوات والأمسيات الفنية والشعرية والأنشطة المختلفة. العرض شهده سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، والأديب عبد الغفار حسين والدكتور صلاح القاسم مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون وإيزابيل بالهول عضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب.

فترة الستينيات

الفيلم أعدته وأخرجته الدكتورة رفيعة غباش ومدة عرضه 26 دقيقة، واستهلته بكلمات قالت فيها: لا يمكن أن تبدأ بالحديث عن دبي من دون الحديث عن راشد، فقد تناول الفيلم بساطة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، باني دبي الحديثة في فترة الستينيات، وإنسانيته وروحه المرحة، وإنجازاته وقراراته في بناء المشاريع والبنية التحتية والمرافق الحيوية في دبي، كما عرض الفيلم يوميات الشيخ سعيد التي تشهد على بداية نهضة دبي وهو يتفقد المدينة وشوارعها ومشروعاتها ولقاءاته مع المواطنين وكيف كانت متابعته الدقيقة للإمارة وهي تنهض وتنمو ليتسلم قيادتها أبناؤها المخلصون من بعده، فالشيخ راشد لم يكن حاكماً بحسب بل كان أباً حنوناً على مجتمعه ومدينته.

مسيرة التنمية

تناول الفيلم لمحات ومشاهد نادرة تعكس وجه دبي وتاريخها الممتد والأصيل وحكامها المحبين لأهلها وضيوفها، ومسيرة التنمية والإنسان والعمران وتعزيز علاقة الحاكم بالناس والقرب منهم، وأبرز البعد السياسي في دبي في تلك الفترة بجانب بعدها الاقتصادي والاجتماعي والإنساني، كما ألقى الفيلم الضوء على حياة المرأة الإماراتية في تلك الفترة وتناول التعليم في دبي الذي بدأ مبكراً، غير أن تعليم المرأة قد بدأ في عام 1958 بافتتاح مدرستي الخنساء في ديرة، وخولة في بر دبي، ورغم تواضع الإمكانيات في تلك الفترة إلا إن التعليم كان عملياً وتفاعلياً، كما شاهدنا لمحات عن بداية تصدير النفط في عام 1966

استقبال شعبي

وثق الفيلم الحدث الأهم الذي استقبلته دبي في ذلك الوقت، وهو زيارة الأمين العام الثاني لجامعة الدول العربية عبد الخالق حسونه، وتؤكد الوثائق التاريخية الدور الذي قام به حاكم دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في إنجاح تلك المهمة التي جاء من أجلها وفد جامعة الدول العربية، ولم يكن استقباله استقبالاً رسمياً فحسب، ولكنه كان استقبالاً شعبياً صادقاً رأيناه في توافد الشباب والرجال وحتى المسنين، لاستقبال ضيف عزيز علي المنطقة يحمل إليهم رسالة من الوطن العربي وتحديداً من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليقول لهم نحن هنا معكم نلبي حاجات التنمية في المنطقة.

قصائد شعرية

المادة الفيلمية قربتنا أكثر من شخصية راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله الإنسان، ولما كان وراء كل رجل عظيم امرأة فقد ألقى الفيلم الضوء على حياة الشيخ راشد وزوجته الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان، وكذلك الشيخة حصة بنت المر والدة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والتي وثقت بعض المصادر التاريخية جوانب من شخصيتها، كما كانت لغة الشعر حاضرة وبقوة في الفيلم من خلال المشاهد النادرة لتاريخ دبي المدينة الأحب والأجمل لأي إنسان سواء لموطنيها أو لضيوفها، فقد اعتمدت الدكتورة على قصائد شعرية لشعراء محليين منها قصيدة للشاعر حمد بن مبارك العبيدي قالها عام 1946 عن السمات الجميلة لدبي وأهلها، وقصيدة قيلت في زيارة عبد الخالق حسونة إلى دبي، وأخرى قيلت في مدح الشيخة حصة بنت المر وشخصيتها وخصالها الإنسانية الجميلة.

ذاكرة

أشارت الدكتورة رفيعة غباش التي أعدت وأخرجت الفيلم إلى أنها سعيدة بعرض الفيلم جماهيرياً و للمرة الأولى، وأكدت أن الهدف من هذا الفيلم هو استعادة حضور الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، إلى ذاكرة الأجيال، فقد وضع بذور النجاح في إمارة دبي لنراها اليوم مدينة عصرية تنبض بالحياة والجمال والتناغم الاجتماعي، وقالت: الفيلم جاء بالصدفة من خلال بحثي واكتشافي ضمن مقتنيات والدتي وعثرت على مجموعة من بعض الأفلام القديمة والقصيرة التي تدور حول طبيعة الحياة قديماً في دبي، وكيف كان أهلنا يعيشون تلك الفترة وتم تحويل الأفلام إلى رقمية.

Email