أضواء

امرأة ثانية تفوقت على كريستين كيلر في فضيحة بروفيومو

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف كتاب جديد بعنوان «الجيران الأقربون والأبعدون: تاريخ جديد للاستخبارات السوفييتية» تفاصيل مثيرة حول فضيحة جون بروفيومو، أشهر فضائح بريطانيا السياسية أثناء الحرب الباردة. وأوضح أنها تحمل تهديداً أكبر بكثير مما كان معروفاً حتى الآن حول المصالح الأمنية البريطانية.

وأفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن الكتاب الذي وضعه المؤرخ من جامعة كامبردج البروفسور جوناثان هاسلام، يفيد بوجود جاسوس روسي، هو محور الفضيحة، وقد تمكن من تصوير ملفات فائقة السرية، بعد أن سهلت الممثلة فاليري هوبسون، زوجة بروفيومو الذي كان وزير الدفاع البريطاني آنذاك، له الدخول إلى مكتبه.

وتمكن على ما يبدو المسؤول في السفارة السوفييتية في بريطانيا، الجاسوس إيفجيني إيفانوف، من تصوير ملفات فائقة السرية، تتعلق بمواصفات طائرة التجسس « إكس-15» وهي من صنع أميركي. كما تمكن من أخذ صورٍ عن ملفات سرية تتعلق بأسلحة نووية أميركية استراتيجية وخطط طوارئ دفاعية عن برلين خلال الحرب الباردة.

ومن المعروف، وفقاً للمصادر، أن بروفيومو كانت تجمعه علاقة صداقة مع إيفانوف، حيث كان كلا الرجلين يواعد فتاة الاستعراض كريستين كيلر، في علاقة أدت في نهاية المطاف إلى استقالة بروفيومو من الحكومة عام 1963.

ولم يتبين مطلقاً منذ انتشار الفضيحة ما إذا حاول إيفانوف استخدام كيلر في اصطياد بروفيومو، أو الحصول على معلومات منه.

وتشير التقارير بقوة إلى أن بروفيومو كان يترك ملفات فائقة السرية على سطح مكتبه، يسهل الوصول إليها أثناء غيابه عن المنزل، ولم يكن يقفل باب المكتب، أو يحذر عائلته من دخول أحد إليه.

وبالتالي، حين كان إيفانوف يزور منزل بروفيومو، كانت زوجته الممثلة فاليري هوبسون تدعوه للانتظار في المكتب وحيداً، حيث كان يتمكن من تصوير الملفات بكاميرا التجسس الخاصة به.

وأشارت أبحاث هاسلام، بشكل مقلق، إلى أن حقيقة عمل إيفانوف، صديق بروفيومو، كجاسوس قد حجبت عمداً أو بسبب القصور البيروقراطي عن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق هارولد ماكميلان لشهور عدة. وقد أدرك فور معرفته بالأمر مدى إمكانية أن تقوض الفضيحة ثقة أميركا بحليفها الأبرز، في مرحلة مفصلية من الحرب الباردة.

وقال هاسلام في هذا الصدد:«إن الفهم الجديد لما حصل فعلاً في فضيحة بروفيومو يظهر أنها كانت أشد خطراً مما كنا نظن حتى الآن».

وتتمثل أحد أكثر الأمور غرابة في رواية بروفيومو في حقيقة أن، قصة تجسس إيفانوف على محتويات مكتب بروفيومو قد ظهرت إلى العلن في التسعينيات، إثر نشر مذكرات الجاسوس السوفييتي في لندن وموسكو.

وبقي مجهولاً بالنسبة للمؤرخين والصحافيين والسياسيين والجمهور أمر حذف أعمال التهور وبعض الفقرات الرئيسية من النسخة البريطانية للمذكرات من قبل المحامين، مخافة أن تلاحق أرملة بروفيومو، المعروفة بحساسيتها المفرطة إزاء محتويات المذكرات، الناشرين البريطانيين قضائياً.

ولم يكن ممكناً بالتالي إلا بعد أن اطلع هاسلام على النسخة الروسية من المذكرات من أجل كتابه الجديد أن أدرك الجانب الأساسي لمدى تهديد فضيحة بروفيومو الأمن البريطاني الأميركي.

أما المذكرات الأصلية فعبارة عن نسخة من تسجيلات صوتية لرواية إيفانوف الشخصية حول ما حصل.

Email