ذكرياتهم رسمت مستقبلاً ساحراً للموضة

لمسات عباقرة الأناقة لا تفارق دور العرض

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرة هي الإرهاصات التي تتربَّص بنا في طفولتنا حاملةً إشارات قوية لمستقبلنا، وفي الوقت ذاته ربما لا يتنبأ العباقرة بمستقبلهم ذلك لأنهم مشغولون بموهبتهم التي ربما تصرفهم في بعض الأحيان عن قدرهم المحتوم، فمصمم مثل بول سميث لم يكن يعلم أن القدَر يخبِّئ له الكثير من سحر الأناقة .

رغم أنَّه كان شغوفاً بالسرعة والدراجات النارية، ولكنه لم يعلم أن أمانيه ستسرع به ولكن في منصة عروض الأزياء ليكون أحد أهم الأسماء العالمية في عالم التصميم بلمسته التي لا تفارق دور العرض، وتعطي للأنثى ذلك السحر الذي لا ينتهي من الأناقة.

حلم العزيمة

جان بول غوتييه لم يتمرّن بشكل محترف على تصميم الأزياء، بل كان دخوله إلى المجال من باب الفن، حيث كان يرسل رسوماته إلى دور أزياء شهيرة في سن مبكرة، كان وحيداً في أسرته، وكان يمتلك موهبة الأناقة، لذا بات الناس يترددون إليه لينصحهم في تسريحة الشعر أو لإعداد وجبات لافتة على طريقته.

ولعل المحيط الجميل الذي كان يعيشه والطبيعة الساحرة هي من أعطته نظرة معينة للجمال، واستطاع غوتييه أن يبني شخصيته المستقلة، فوالداه كثيراً ما كانا ينصحانه بأن يحب الناس وألا يحكم عليهم على أساس عرقي أو ديني، ولعل شعوره برفض الآخرين وهذا أعطاه دفعة معنوية قوية لدخول غمار الموضة، وأدرك حينها أن الحلم ممكن أن يتحقق إذا ما اقترن بالعزيمة.

الدراجة قلبت طموحي

بول سميث جل حلمه أن يصبح دراجاً محترفاً، حيث حمل من طفولته الكثير من الذكريات الجميلة في نوتنغام حيث ترعرع في منزل هادئ وفي كنف حنان أمه.

أما موهبته في الأزياء فقد تأثرت كثيراً بدار أزياء "درابر للملابس والمنتجات المنزلية" حيث كان يتردد إليها كثيراً في شبابه، وكانت بمثابة ملهمته التي دلته إلى الطريق، وزادت من حبه للأزياء، وبرزت موهبته أكثر من خلال امتهانه لصيانة الأدوات المنزلية

ولكن في النهاية شغفه أن يكون دراجاً محترفاً انتهت بطريقة درامية أيضا إثر حادث تعرض له ولكن حبه للأزياء ازداد ترسخاً من خلال مقابلته للكثير من الفنانين الشباب والطلاب من الكلية الملكية للفنون في لندن أثناء إمضاء فترة نقاهته، وهناك التقى ببولين زوجته التي كانت تدرس تصميم الأزياء في المدرسة، فحاول أن يزاوج بين حبه للدراجات والموضة في كثير من المناسبات.

مغامرات الأبطال

كان جورجيو أرماني: طفلاً خجولاً يحب الانزواء بعيداً عن الناس، وفي الوقت نفسه طالباً منضبطاً ومتميزاً، حيث نشأ في أوقات صعبة، فكان يتذكر الرعب زمن الحروب، وظل يحفظ ذكريات طفولته غير السعيدة، حيث ينحدر من أسرة متوسطة الحال تمتلك منزلاً متواضعاً، وهذا ما ظل راسخاً في شخصيته، حتى أنه يتذكر الأمكنة المكتظة والروائح والأصوات التي كان يسمعها في تلك الأحياء.

يتذكر أرماني أنه كان يعتبر يوم الأحد هدية كبيرة، وكان يقضيه في الذهاب إلى السينما ومشاهدة الأفلام، يقول: "جميع الأطفال لديهم أحلام، وكان ينتابني شعور بأن أتقمص مغامرات أبطال الفيلم في الشاشة الكبيرة، وبعد سنوات عملت من أجل أن أحقق حلمي في دخول غمار السينما". أرماني ترك حلم السينما لأنه كان صعب التحقيق، لكنه استلهم من حبه للشاشة الفضية تصميم ألبسة لكبار النجوم فيما بعد.

أناقة النساء

يحمل إيلي صعب صورة تذكارية جميلة التقطت له أمام منزله وكان عمره 3 سنوات، يحاول إيلي أن يسترجع الأيام الجميلة رغم مرارة الحرب التي عايشها في لبنان، حيث نشأ في الدامور، وهي بلدة صغيرة ساحلية دمرت في عام 1976، وعندما تم قصف منزله، انتقل إلى بيروت، حيث قضى طفولته التي غلفها النضوج المبكر. كان طفلاً ناضجاً قبل أوانه.

 وكان قوي الارتباط بوالديه، وكانا يفضلان أن يصبح ابنهما محامياً أو طبيباً أو حتى مهندساً، لكنه كان مهتماً بثيابه أكثر، ويهوى أن يصمم شيئاً للعائلة طوال الوقت، من قماش الكتان، حيث يتردد كثيراً إلى محلات الخياطة خلال ذهابه من وإلى المدرسة ويطلُّ من النافذة ليرى الثياب المطرزة مع جديلة الذهب والفضة. يقول: تلك المحلات ألهمتني الكثير من الأفكار وأعطتني فكرة أكبر عن الموضة، ومنذ صغري كنت أحلم بأن أجعل النساء أجمل وأكثر أناقةً.

الشهرة المطلقة

سنوات الطفولة كانت تؤخر كارل لاغرفيلد عن إنجاز أحلامه، حيث كان يتطلع بشوق لأن يصبح راشداً، وكان يرى في سنوات الطفولة أنها مذلة، فهو يحب أن ينجز كل شيء بسرعة، وتلك السنوات كانت تمضي ببطء، ويبدو أنه التقط موهبة تصميم الأزياء من والده، الذي كان يعمل معه جنباً إلى جنب، تمتع بحرية كبيرة، وكان شغوفاً بالرسم والقراءة وتعلم اللغة الفرنسية. على يد مدرس حتى قبل أن يذهب إلى المدرسة، وكان يحلم بأن يصبح رسام بورتريه.

Email