بعد أن كسبت الشركة المنتجة رهانها على النص المعدل

«الرجل النملة» يعاني أزمة هوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني فيلم Ant-man الرجل النملة من أزمة هوية، برزت في المشاهد الأولى إذ تمت كتابته مرتين، وهذا لم يمنع من كونه جيد جداً وممتع إلى درجة كبيرة، وهو من إنتاج مارفل، الشركة التي ابتكرت آيرون مان وHulk وكابتن أمريكا.

تعدد هويات

النص الأصلي كتبه ادغار رايت وجو كورنيش، قبل أن يعيد كتابته بطل الفيلم بول رود وآدم مكاي، والنتيجة ظهور فيلم متعدد الهويات، فهو ترفيهي عائلي، ويمكن أيضاً تصنيفه من أفلام السرقة لأنه يستخدمها كموضوع لقصته الرئيسة، في الوقت ذاته هو خيال علمي يقحم الكوميديا والرومانسية التي تظهر فجأة وتظل تراوح مكانها.

اختراع جديد

تبدأ أحداث الفيلم عام 1989 حيث نرى العالم هانك بايم (مايكل دوغلاس) في مشهد مبهر تم تصغير هيئة الممثل فيه باستخدام المؤثرات الخاصة الرقمية، يخترع بدلة تقلص مرتديها إلى حجم النملة. يختلف العالم بايم مع زملائه حول طريقة استخدام الاختراع الجديد ويقرر الاستقالة بعد أن اكتشف أن مساعده الأقرب دارن كروس (كوري ستول) يريد استنساخ المشروع وبيعه تحت مسمى السترة الصفراء.

استفراد بالاختراع

قرر بايم أن يخفي المشروع لأنه أدرك خطورته. أما دارن فقد تحالف مع ابنة بايم، هوب (ايفانجلين ليلي) لطرده من الشركة والاستفراد بالاختراع. في مكان آخر هناك لص يدعى سكوت لانغ (بول رود) خرج من السجن ولا يجد لنفسه مكاناً في المجتمع بسبب سجله الإجرامي وقد هجرته زوجته.

حيلة

بعد أن وصل إليه عن طريق الحيلة، ينجح بايم في إقناع سكوت بأن يلبس البدلة ليكون الرجل النملة الجديد ويحقق مصلحة بايم في الوصول إلى السترة الصفراء والتخلص منها لأنه يعلم أن كروس يريد استخدامها لأغراض شريرة. يوافق لانغ على عرض بايم لسبب واحد وهو رد الاعتبار لنفسه وكي يكبر في عين ابنته.

مؤثرات متقنة

الفيلم المقتبس من كتب القصص المصورة التي أنتجتها مارفل، مدعوم بمؤثرات خاصة غاية في الروعة والإتقان، كما أن فكرته جميلة ومبتكرة وتتمثل في قدرة الرجل النملة على تجنيد النمل لصالحه ليكون قائدها.‏ من مشاكل الفيلم إطالته بمشاهد حوارية لم يكن لها داع، وشخصيات لم تضف أي قيمة للفيلم، كشخصية صديق لانغ لويس الثرثار (مايكل بينا) الذي شتتنا في تفاصيل غير ضرورية إطلاقاً لغرض الإضحاك لكنه حقيقة عقد المشهد دون أي حاجة لذلك وأتحدث هنا عن المشهد الأخير تحديدا. لكن رغم ذلك فإن الأداء جاء موفقاً من جميع الطاقم التمثيلي.

المشاهد المتمرس سيلاحظ أن الفيلم استعار قليلاً من أفلام سابقة مثل Ocean’s Eleven وكذلك استعار مشهداً كاملاً تقريباً من فيلم مهمة مستحيلة في جزئه الأول.

خلافات

عصفت بالفيلم الكثير من الخلافات من نواح كثيرة منذ أن بدأ مؤلفا النص السينمائي الأصلي إدغار رايت ورفيقه جو كورنيش في كتابته عام 2006. الخلاف كان أولاً على نوعية الفيلم، هل سيكون فيلماً كوميدياً عن سرقة أم سيكون فيلم حركة ومغامرات. الخلاف الثاني كان على إسناد دور البطولة إلى جوزيف غوردون ليفيت أم إلى بول رود وهو الممثل الذي اشتهر بأداء أدوار كوميدية فقط ولم يذهب بعيداً عن هذا النطاق. وكان نفي جوزيـــف غوردون وقتهــا كافيــاً ليعلـــم الجميع أن رود هو رجــل النمل.

جوهر الخلاف على رود كان أنه يبدو شخصاً عادياً لا يتمتع ببنية ضخمة ولا يستطيع تأدية أدوار حركة لأن رصيده ببساطة يخلو من تلك الأفلام. أما وجهة نظر كاتب النص فكانت مغايرة وهي أن شخصية رجل النمل بسيطة بها قدر من السذاجة ولا تحتاج لممثل مفتول العضلات أو ذي هيئة شرسة.

بعد أن تسلمت مارفل النص النهائي من رايت وكورنيش حصلت خلافات تتعلق بالجوانب التنفيذية إذ كان من المقرر أن يتولى رايت مهمة الإخراج إلا أن الشركة توصلت إلى اتفاق معه بالانسحاب مع الاحتفاظ باسمه ككاتب للنص. وتــــم بعـــدها تعيين بيتون ريـــــد كمخرج جـــديد للفيلم والذي أثبت جدارته ونجـــح في الاختبار كما نجحت مارفل في رهانهـــا عليه وعلى النص المعدل.

البطولة: بول رود، مايكل دوغلاس، إيفانجيلين ليلي، كوري ستول، آنثوني ماكي.

إخراج: بيتون ريد

التقييم: ***

Email