الديون تعرض رئيس الوزراء لعواصف عائلية

بيتي باتزيانا قوة اليونان الخفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسر رئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بحسب مجلة «لو كانار أنشينيه» ،المعروفة بتسريبها لفضائح المشاهير، بأنه لا يجرؤ على خذلان زوجته بيتي باتزيانا التي هددت بالانفصال عنه، إذا استسلم للضغوط الأوروبية بشأن الأزمة المالية التي تعصف باليونان، فيما تعددت التقارير التي تفيد بأنه حتى المكلفين بمكافحة الفساد في اليونان يتلقون الرشاوى.

وأفادت صحيفة «تايمز» البريطانية ،في تقرير لها نشر أخيراً، أن البعض ينظر إلى باتزيانا، شريكة حياة تسيبراس وأم أبنائه على أنها القوة الحقيقية التي تدير أمور زوجها السياسية من وراء الكواليس. وفي إشارة إلى مدى متانة موقع الأخير، قال هولاند :« لقد أبلغني أنه إذا خضع إلى مطالب الترويكا إلى حدٍّ بعيد، فإنه لا يغامر فقط بخسارة حزبه، بل شريكة حياته وأم أولاده ، التي تعتبر مقاتلة شرسة وشخصاً متشدداً يسارياً أكثر من تسيبراس نفسه.»

أما «الترويكا» فهو تعبير يقصد به المؤسسات الدائنة لليونان التي تضم كلاً من البنك المركزي الأوروبي ، والمفوضية الأوروبية وبنك النقد الدولي.

لكن مع مرور الوقت ودنو عقارب الساعة من الوصول إلى السيناريو المحتمل الذي يقضي بخروج اليونان من بوتقة الاتحاد الأوروبي وقرب إجراء الاستفتاء اليوناني الذي أعلن رئيس الوزراء اليوناني عن إجرائه غدا الأحد، قال تسيبراس إنه يتحمل كامل مسؤولية خروج بلاده من الاتحاد. وأضاف في تصريح له في أثينا، أخيراً:« سنأخذ على عاتقنا تحمل مسؤولية قول لا كبيرة لاستمرار نهج السياسات الكارثية بحق اليونان.»

وأعلنت اليونان أنها لن تقوم بتسديد مبلغ 1.6 مليار دولار المستحق عليها لبنك النقد الدولي ،في ظل مواصلة تسيبراس تشدده، وتحت وطأة ضغوطات زوجته بيتي.

ويربط بين كل من باتزيانا، الحاصلة على شهادة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وتسيبراس عقد زواج مدني مخالف للأعراف الدينية المتبعة بقوة في اليونان، وذلك بعد أن رفض الثنائي الزواج تبعاً للقانون الديني.

ودافع فريق عمل تسيبراس عن رئيس الوزراء اليوناني، مؤكدين أنه لا يمكن لأحد لي ذراعه، أو إرغامه على أمر لا يريده. ودافعوا عن مهاراته التكتيكية في المفاوضات، حيث قال أحد معاونيه: «لا يتصرف بلباقة إذا تعرض لضغوطات. على العكس فهو يردّ الصاع بإصرار أكبر وثبات أكثر. إنه الوقت الذي يتوصل فيه إلى مخطط أو حلّ سياسي عبقري.»

وكان مستشار النمسا ويرنر فايمان، قد مدّ تسيبراس بدعم معنوي في اجتماع أثينا، أخيراً، وقال: « أوروبا مطالبة بمهمة مشتركة تحتم عليها النظر إلى المستقبل متكاتفةً.»

وفي موقف مواجه، أعلنت دول شمالي أوروبا بشكل صريح أن صبرها من القيادة اليونانية قد نفد بالكامل، وقال أندرياس شيوير، الأمين العام للحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ في بافاريا، والحليف المقرب من ميركل في تصريح له، أخيراً، للتلفزيون الألماني الرسمي:

« من الواضح أن الحكومة اليونانية لم تدرك بعد مدى خطورة الوضع. إنهم يتصرفون كمهرجين لامبالين حيال الأزمة ،على الرغم من تلقيهم تحذيرات تنبههم إلى إمكانية عدم قدرتهم على تلبية متطلبات الاستحقاق المقبل.»

وتجدر الإشارة إلى أن 58 في المئة من الألمان يريدون لليونان الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وهي نسبة ارتفعت من معدل 53 في المئة قبل وقت قصير حسب موقع «يوغوف» للإحصائيات.

وتعهد تسيبراس، لدى تسلمه السلطة كرئيس لوزراء اليونان أن يجمع مبلغ ثلاثة مليارات دولار على شكل غرامات وضرائب غير مدفوعة، إلا أن وعوده ذهبت سدىً.

وفي حين وضعت السلطات اليونانية لائحةً بأسماء المتهربين من دفع الضرائب في محاولة منها لاستعادة 7.3 مليارات دولار من نخبة طبقة رجال الأعمال في اليونان، حذر خبراء من أن الأزمة المالية في اليونان، التي تعتبر ثقافة تعود جذورها إلى التهرب من دفع الضرائب والمؤسسات غير الكفؤة ستؤدي إلى صراع للسيطرة على المال.

وبدأ وزير محاربة الفساد اليوناني باناغيوتيس نيكولوديس تدقيقاً في حسابات 240 شركة مريبة، و قال: « ستتكثف مساعينا في الأشهر القليلة المقبلة من أجل مضاعفة الإيرادات والقضاء على هذا المرض.»

وفي غضون ذلك تعددت التقارير التي تشير إلى أنه حتى المسؤولين اليونانيين المكلفين بمكافحة الفساد يتلقى بعضهم الرشاوى النقدية.

أما كيفن فيثرستون، الأستاذ المحاضر في مادة الدراسات اليونانية المعاصرة في جامعة لندن، فقال: « إن التفاؤل بأن تعمد الأزمة إلى تطهير السياسة اليونانية أمر من نسج الخيال لأنه في أوقات الأزمة يعمد الناس إلى الحصول على الأمان الاقتصادي بأي وسيلة ممكنة.»

Email