الجمال والعمر والأضواء ثلاثية انتهاء الصلاحية

أصوات النجوم لا تعترف بسن التقاعد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدم العمر، تدهور الصحة، تغير وضعف الصوت، التمسك بالفن الراقي، وعدم الانسياق وراء الأغنية المبتذلة؛ كل هذه الأمور نسمعها، وتتداولها الصحف عن أسباب اعتزال الفنانين، وكأنهم معلبات لها مدة صلاحية يجب أن تنتهي! فكثير من النجوم الذين أسهموا في صناعة الفن، ابتعدوا عن الأضواء بعد أن تقدم بهم العمر، ليعيشوا بقية حياتهم في عزلة ووحدة.

نجوم اليوم كان لهم رأي آخر؛ إذ تؤكد نانسي أنها سوف تعتزل حينما تشعر بأنها غير قادرة على العطاء الفني، أما محمد عبده ففكرة الاعتزال لا تراوده إطلاقاً، في حين تضع مي سليم الفن في المرتبة الثانية بعد ابنتها.

أرفض الاعتزال

فكرة الاعتزال لا تراود الفنانة نانسي عجرم إطلاقاً، فهي ترى أنها تعيش حالياً أسعد أوقات حياتها بين عائلتها وفنها، والتي تحاول دائماً التوفيق بينهما. تقول نانسي: «كل شيء في وقته جميل، وعندما أشعر بأنني لم أعد قادرة على العطاء بالشكل المطلوب، ولا أستطيع تقديم المستوى الفني نفسه، وقتها سوف أعتزل في أوج نجاحي، حتى لا تتغير صورتي في أذهان جمهوري».

الفنان محمد عبده، رفض فكرة اعتزال الغناء، مشيراً إلى أنه لا يفكر في هذا الأمر مطلقاً، لا سيما بعد أن وصل إلى أقصى مراحل النجومية. وقال: «لماذا أعتزل؟! أنا ابن المنطقة الجنوبية بالسعودية؛ حيث لا يعرف الناس شيئين: الحقد والشيب». وأضاف: «عندما تظل طول عمرك بعيداً عن المشاعر السلبية، كالحقد، والحسد، وسواد القلب..

لن تعرف الشيخوخة طريقها إلى وجهك ولا إلى قلبك أبداً. أنا أعتبر نفسي شابّاً جدّاً حتى الآن».

والأمر كذلك انسحب على الفنانة مي سليم التي لا تفكر هي الأخرى في الاعتزال، وإنما في تقدمها الفني، وتقول: «كانت كل أحلامي فنية قبل أن أنجب لي لي، والآن أصبحت حلمي وشغلي الشاغل وحياتي ومستقبلي، صحيح أنني لم أتنازل عن حلمي الفني ..

لكنه أصبح في المرتبة الثانية بعد ابنتي، أما عن فكرة اعتزالي ورغم أنها ترددت كثيراً داخل الوسط الإعلامي إلا أنها عارية تماماً عن الصحة، فلم أفكر مطلقاً في هذا القرار، فالفن بالنسبة لي حلم لا أستطيع أن أتوقف عنه».

خروج من العزلة

الفنانة أمل حجازي فكرت في الاعتزال عندما توفيت والدتها، فشعورها بالحزن والألم جعلها تفكر بذلك، ولكن حبها للفن وقيامها بواجباتها الدينية، وشعورها بأنها إنسانة صادقة مع نفسها، جعلها تعود عن فكرة الاعتزال، وتحاول التركيز أكثر في عملها، وتقديم أغانٍ مميزة، فطالما تمنت أن تولد في زمن العمالقة، لأنه كان أكثر رومانسية، ولأن ناسه كانوا «سمّيعة» من الدرجة الأولى.

بعد أكثر من 4 أشهر مرت على عزلته التي فرضها على نفسه بعد وفاة ابنته، ورداً على شائعات اعتزاله، خرج هاني شاكر من عزلته، وقرر استئناف نشاطه الفني بألبوم ديني من كلمات د. نبيل خلف وألحان وليد سعد.

هاني شاكر وجد أن الفن وسيلة تمكنه من تخطي محنته التي ستظل عالقة في قلبه وعقله طيلة حياته، ولكنه عندما يلمس حب الناس وسعادتهم لرؤيته، يشعر بأنه لا يزال موجوداً، الأمر الذي جعله يشارك فيما بعد كأحد أعضاء لجنة تحكيم «صوت الحياة» وتقديم مختلف الحفلات الغنائية.

فقاعات صابون

يرى الفنان يوسف العماني أن قرار الاعتزال يختلف من عصر لآخر، ويقول: «في الماضي لم يكن يمثل عاملا السن والجمال عائقاً في استمرار نجومية الفنان؛ فهناك العديد منهم استمروا في العطاء حتى أنفاسهم الأخيرة، فمثلاً الفنان محمد فوزي توقف عندما انخفض وزنه إلى 35 كيلوغراماً، بعد أن أكل سرطان العظام جسده. وأعتقد أن هذا الوضع تغير اليوم كثيراً..

فمعظم فنانات الجيل الحالي يظهرن في الساحة كفقاعات صابون، يعتمدن بصورة كبيرة على جمالهن وملابسهن المكشوفة، لذلك عندما يتقدمن في العمر، ويبدأ جمالهن بالزوال لا يصبح أمامهن ذريعة للاحتفاظ ببعض ماء الوجه سوى الاعتزال». وأضاف: لن أفكر في الاعتزال إلا عندما أشعر بأنني لم أعد قادراً على تقديم الجديد والمميز لجمهوري.

بداية

حرصت على إصدار ألبومي الأول قبل عرض الكليب حتى يستمع الجمهور إلى صوتي وكلمات الأغاني والألحان، ولا يكون حكمهم مبنياً على شكلي، بل على صوتي واختياري لأغاني الألبوم، بهذا التعبير علقت الفنانة راندا حافظ على فكرة الاعتزال. وقالت: أعتقد أنه لا توجد علاقة بين جمال الفنانة وتقدم سنها من ناحية وبين اعتزالها من ناحية أخرى، فهناك العديد من عمالقة العصر الذهبي لم تعقهم مثل هذه الأمور.

Email