حوّلت مشغلها في دبي إلى تحفة

زجاج الهندية سرينيفاسان يرتدي ثوب الفن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن تلج أروقة استوديو شوشوموا في دبي، حتى تلفت نظرك مجموعة التحف الفنية المصنوعة من الزجاج، والتي تعبر عن الإبداع الذي يعتمر عقل الفنانة الهندية أنجالي سرينيفاسان مديرة استوديو شوشوموا، والتي وجدت في تطويع الزجاج حرفة لها، لتبس الزجاج ثوب الفن، كطريقة تعبر من خلالها عن رغبات أولئك الباحثين عن التميز. أنجالي أكدت لـ «البيان» أنها عملت خلال السنوات العشر الماضية على تسخير خبرتها في هذه الحرفة النادرة لخدمة ميادين الفن، وقالت: «جعلت من مشغلي الخاص في دبي، تحفة فنية مثيرة، لأتمكن من نقل الإبداع الموجود في عقول زملائي الفنانين إلى عيون الراغبين بالتعرف إلى قدراتنا الإبداعية».

التحف الموزعة في أرجاء الاستوديو، تعبر عن شغف أنجالي في تحوير الزجاج وتطويعه بطريقة فنية راقية، تعكس الإلهام الذي تستمده من دبي، التي اعتبرتها أكبر عاصمة زجاجية في العالم، فما تلحظه من أكواب وقدور وحاضنات إضاءة مختلفة أحجامها، وطاولات زجاجية ذات حواف منمنمة وألوان عدة، وأبواب وقواطع زجاجية، وقطع موزاييك مختلفة، تشكل أبرز منتجات أنجالي سرينيفاسان، التي أسست الاستوديو في نيودلهي عام 2005، واستطاعت أن تستقطب مجموعة من الحرفيين والفنانين المتخصصين في صناعة الزجاج من أرجاء الهند، والذين دأبوا على تقديم إبداعاتهم في معارض دورية.

مدينة الإلهام

أنجالي سرينيفاسان، وجدت في دبي مدينة ملهمة، لتقرر في 2013 الانتقال لها مع مجموعة من الفنانين والحرفيين، الذين دأبوا على ابتكار تصاميم زجاجية مشغولة بحرفية عالية قل مثيلها في العالم، وبحسب أنجالي، فقد شاركت في العام ذاته بمعرض اندكس الذي تستضيفه دبي سنوياً، مشيرة إلى إنها عملت خلال العام الماضي على توسيع رقعة نشاطها من خلال توسيع معملها المتخصص في صناعة الزجاج والمرايا والموجود في دبي، صاحب ذلك، إطلاقها لبرنامج تعليمي وبحثي يهدف إلى استقطاب المهارات المحلية.

تقول أنجالي سرينيفاسان: «نحن متخصصون في ابتكار وتصميم الزجاج وتلوينه وزخرفته بروح فنية عالية، ونمتلك فريقاً مختاراً من الفنانين الذين هم خبراء ومجربون في تقنيات الزجاج الساخنة والباردة». وأضافت: «خلال العشر سنوات الماضية، تمكنا من تسخير خبرتنا في العمل لخدمة ميادين الفن والتصميم والتصنيع، وهو ما ساهم في تحفيز مشاركتنا في المعارض الدولية عبر أربع قارات، قدمنا خلالها رؤيتنا لفن تحوير الزجاج، وتقديمه كنوع من الفنون الراقية». وتابعت: «حرصنا على جعل المشغل الخاص بنا في دبي، تحفة فنية مثيرة للاهتمام، وذلك حتى نتمكن من نقل تجربة الإبداع من عقول ومراسم فنانينا إلى عيون زوارنا الراغبين في التعرف إلى قدراتنا الإبداعية، ونحن نبذل كل ما لدينا من خبرة وشغف من أجل تطبيق أفكارنا في ما نصنعه من تحف وأشكال فنية».

لمسات حارة

وتؤكد أنجالي أن نشاطها الفني وزملائها لم يعد محصوراً في حدود دبي فقط، وإنما أخذ يتسع نحو مدن خليجية وعربية عدة، وتقول: «هذا التوسع جاء نتيجة للطلب المتزايد من الأفراد، وحتى الشركات، على ما نصنعه من تحف فنية، والتي تحمل لمسات حارة من الأصالة، وبتقديري، أن اعتبار دبي حالياً أكبر عاصمة زجاجية في العالم، بفضل انتشار ثقافة الأبراج السكنية المصنوعة من الزجاج، قد ساعدنا كثيراً في هذا التوسع».

3000 قطعة فنية من الزجاج والموزاييك، و7500 قطعة من أسطح الطاولات والشاشات المزخرفة والملونة، ونحو 750 قطعة من أسطح الطاولات والقواطع المزخرفة والملونة، ينتجها استوديو شوشوموا سنوياً بمقاسات مختلفة، وبحسب أنجالي، فإن قدرة الاستوديو الإنتاجية من التحف الصغيرة، مثل القدور والأكواب وحاضنات الإضاءة الزجاجية بمختلف الأحجام، يصل إلى 1500 قطعة سنوياً، فيما تصل طاقته الإنتاجية من حواف الطاولات المنمنمة والقواطع الجانبية إلى 3750 قطعة سنوياً.

تقنيات

تشير أنجالي إلى أن استوديو شوشوموا، استقطب خلال الفترة الأخيرة فريقاً من الفنانين العارفين في تقنيات الزجاج الساخنة والباردة، وإلى جانب إبداعاتها الحرفية، دأبت أنجالي على القيام بحملات توعية مجتمعية، تعكس تفاعلها مع المجتمع المحلي، كما تحرص على عقد ورش عمل ودورات في مختلف تقنيات الزجاج، وذلك بهدف خلق فرص عمل جديدة، تشجع سكان الدولة على العمل في هذه الحرفة النادرة.

Email