قلصت دوره في حملتها الانتخابية وتفكر بإبنتها كسيدة أولى

كلينتون يشاكس هيلاري في طريق البيت الأبيض

تهكمات بيل كلينتون أضرت بحملة هيلاري كثيراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتسم الحملة الانتخابية الرئاسية لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، في أبرز صفاتها ربما، بتقليص دور زوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون باعتباره "عائقاً" أمام فوزها بكرسي البيت الأبيض، سيما وأنها قاطعت الإعلام لمدة 21 يوماً، وتفكر منح ابنتها تشيلسيا دور السيدة الأولى في البيت الأبيض في حال فوزها بمنصب الرئاسة.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، عن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قولها إن بيل كلينتون غير المدرك لتحركات هيلاري تعجب لدى رؤيتها على شاشة التلفزيون بصحبة كبار مساعديها أوما عابدين، فقال ممازحاً معاونيه، وهو يحدق في صورة زوجته التي تضع نظارتين شمسيتين كبيرتين بينما تقف منتظرةً دورها في أحد المطاعم المكسيكية للمأكولات السريعة في ولاية أوهايو: " ما الذي تفعله هي وأوما هناك؟ هل تسطوان على المكان؟"

الهفوات المتلاحقة

على الرغم من تجاوزه لقب "ويلي الماكر" الذي التصق به في فترة التسعينات، ما زالت زلات لسان بيل كلينتون تكلف زوجته سياسياً، وقد شكا المعاونون من تصرفاته "غير المتوقعة"، وأطلقت عليه وسائل الإعلام وصف "العقبة" التي تقف حجر عثرة في طريق طموحات زوجته السياسية.

ولم يعد اسم بيل كلينتون مرادفاً للفضائح الأخلاقية في عناوين الصحف في الآونة الأخيرة، إذ إن التساؤلات المرتبطة بالحياة الشخصية للرئيس الأسبق باتت تدور اليوم حول الحفلات الخطابية عالية الأجر، والتبرعات الأجنبية لمؤسسته الخيرية العالمية. وقد وجهت أصابع الاتهام إلى بيل لاستغلاله المؤسسة غير الربحية لمختلف الغايات، بدءاً بالمبالغ السخية المخصصة لسفراته، وفرص تحقيق الربح السهل من الأصدقاء والعائلة، إلى توجيه الممثلين الأجانب لتشكيل مجموعة ضغط لصالح هيلاري، حين كانت وزيرة للخارجية.

كما أنه خضع للمراقبة، أخيراً، بتهمة استعمال أموال المؤسسة لملء جيوب شقيق زوجته الأصغر، طوني رودهام، الذي أقر وفقاً لسجلات المحكمة التي كشفت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "أنا أتعامل من خلال مؤسسة كلينتون. وأنا أستعين بصهري لأن مؤسسته هي المصدر الذي سيقوم بتمويلي." وذلك في الوقت الذي كان خلاله رودهام يحاول الحصول على صفقة بقيمة 22 مليون دولار لإعادة بناء منازل هايتي، التي تدمرت بفعل الزلزال. ومع أن الصفقة لم توقع، فإنها قد سجلت الحلقة الأخيرة من سلسلة الأحداث التي لطخت سمعة مؤسسة كلينتون، وأدت إلى تراجع شعبية هيلاري.

وكان بيل قد سعى بطريقة غير مباشرة لمساعدة هيلاري الديمقراطية من خلال مقابلات صحافية عبر تلقي الانتقادات الموجهة لمشروع ما بعد الرئاسة، إلا أن محاولاته لحماية زوجته كانت تؤذيها أكثر مما تنفعها، سيما وأن تأكيدات بيل في حديث له، أخيراً، على مواصلة إعطاء المحاضرات الباهظة بالرغم من حملات زوجته حول عدم مساواة الدخل بذريعة "دفع الفواتير" قد لاقت سيلاً من الاستنكار.

ونقلت آريانا هافنغتون، صاحبة صحيفة " هافنغتون بوست" عن بيل قوله: " لقد أصبح عائقاً، فليرسل إلى إفريقيا." كما أشار كبار المسؤولين الديمقراطيين إلى أن بيل يفعل حسناً بالبقاء بعيداً عن حملة زوجته، فقال ديفيد أكسلورد مدير الاتصالات السابق لحملة الرئيس باراك أوباما لصحيفة "واشنطن بوست": " يصعب أن تشع وأنت تقف بجانب الشمس."

سبب غير وجيه

أجاب بيل عن سؤال حول انضمامه إلى زوجته في حملته الانتخابية في وقت لاحق من هذا العام بالقول: " لقد جعلتني حفيدتي غير فاعل إطلاقاً في العمل السياسي. " وقالت تينا فلورنوي، رئيسة الموظفين في مؤسسة كلينتون الخيرية: " إنه منصبٌّ تماماً على عمله في المؤسسة، لا يعني ذلك أنه لا يدرك ترشح زوجته للانتخابات، لكنه غير منخرط مباشرة في الحملة وكما أشار سابقاً، سيكون سعيداً بتقديم المشورة فيما لو طلب منه ذلك."

وفي سياق الحملة المذكورة، أخذ صبر الصحافة التي تعمل على تغطية حملة هيلاري الانتخابية ينفد، بعد أن انقطعت الأخيرة عن الرد على أسئلة المراسلين 21 يوماً كاملاً.

وقيل إن هيلاري احتجبت في صمت مطبق بعد تسعة أيام فقط على إعلان ترشيحها للانتخابات الرئاسية الأميركية، وتركت تساؤلات الصحافيين، إلا تسعاً منها، من غير إجابة لثلاثة أسابيع كاملة، في خطوة دفعت أحد الصحافيين السياسيين العاملين في شبكة تلفزيونية محلية فضل عدم الإفصاح عن هويته، للقول: " لا أعلم إلى متى سيستمر الوضع على هذا النحو، وما زالت المحطة تعتزم إرسال المندوبين لتغطية وقائع الحملة، لكن في مرحلة ما يصبح الأمر تافهاً، وقلةً فقط ممن يحبون هيلاري سيبذلون جهداً حقيقياً.

 " لكن هيلاري ردّت بالقول: "أريد للناس أن يعرفوا أن أصغي لما يقولون، وأنه يمكن التواصل معي. لقد عاد الموسم السياسي لتعود معه كافة أنواع الهجوم والإلهاء، وأنا مستعدة للأمر. أظن أن لا أهمية لحصر الجمهوريين أحاديثهم عني، لا أعلم عما كانوا سيتحدثون لو لم أخض السباق الانتخابي. " وأشارت سوزان سواين، الاختصاصية في شؤون البيت الأبيض إلى احتمال تولي تشيلسيا كلينتون مهام السيدة الأولى في حال فوز هيلاري بالانتخابات، وقالت: هناك وظيفة اجتماعية شاغرة تتمثل في دور السيدة الأولى، وهذه لن تختفي ببساطة."

مأزق وتساؤلات

أوقع بيل زوجته هيلاري في مأزق أكبر حين تحدث عن ثروة عائلتها. وأثار التساؤلات بشأن صحتها حين زعم أن: "الأمر استلزم ستة أشهر من العمل الجاد" لتتخطى هيلاري تأثير جلطة دماغية أصابتها. وهدف بيل بكلامه ذاك إلى إقناع الجمهور بأن زوجته تتمتع بالقدرة العقلية والجسدية اللازمة لتحتل منصب الرئاسة، إلا أنه كشف عن جدول زمني متعلق بعملية الشفاء يتضارب تماماً مع جدول آخر سبق لوزارة الخارجية أن أصدرته، مما أثار الشكوك حيال مصداقية المزاعم الرسمية.

Email