يعرض على شاشة دبي الأولى

«زمن الطيبين» حبكة تراثية في قالب كوميدي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بانوراما إنسانية تتقاطع خطوطها الدرامية لتشكل معاً نمطاً لحياة بسيطة سادت في سنوات الخمسينيات والستينيات، والتي تطل برأسها ضمن أحداث المسلسل التراثي «زمن الطيبين»، الذي آثر مؤلفه خميس إسماعيل المطروشي نائب المدير العام لقطاع الإذاعة بمؤسسة دبي للإعلام، وضعه في قالب كوميدي جميل، مقدماً لنا من خلاله جملة من القضايا الاجتماعية المستوحاة من الواقع، ستعرض على شاشة تلفزيون دبي في دورته الجديدة، المقرر أن تنطلق أبريل الجاري، ليعكس بذلك صورة جميلة عن المجتمع الإماراتي في تلك الفترة.

قيمة اجتماعية

العمل الذي أنتجته شركة جرناس للإنتاج الفني والإعلان، تم تغيير مسماه مرات عدة، حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، تتقاطع أحداثه بين ثلاث عائلات رئيسة، هي عائلة «غراب» الذي يدعي أنه عالم في علوم الفلك والنجوم، فيما تدعي زوجته «حمامة» أنها طبيبة، وتداوي أنواع العقم كافة بالأعشاب والخلطات الشعبية، وهذه العائلة متهمة بسرقة أموال من عائلة «خلف وعوض وسليمة»، التي تصل إلى الحي مصادفة، فتقدم عائلة «بوسالم»، التي تضم الجد بو سالم وعائلته «بو مطراش» وحفيده «غابش» وزوجة ابنه «زعلو»، لها المأوى. ليبدو العمل بمجملة العام، بأنه يسعى لإبراز القيمة الاجتماعية والإنسانية في المجتمع، بحسب ما أكده خميس إسماعيل المطروشي لـ «البيان»، قائلاً: «العمل يرصد في أحداثه، مجموعة من العلاقات الإنسانية المتناغمة، التي يشارك فيها أهالي الحي وشخصيات وافدة عليه، لتسهم جميعها في رسم الإطار الكوميدي للأحداث في قالب شعبي يتسم بالعفوية والشفافية».

لا يعد «زمن الطيبين» العمل الأول في جعبة خميس إسماعيل المطروشي، الذي سبق له تقديم تجارب درامية عدة، من بينها «ثلاثية خط النار»، وسلسلة «فوازير الأمثال»، و«حنه ورنه»، وكذلك «الدنيا طماشة»، وفي هذا السياق، أكد المطروشي أن جنوحه لتأليف هذا العمل، نابع من اهتمامه بالتراث، كونه باحث في هذا المجال، وقال: «لاحظنا في عموم الأعمال التراثية التي عرضت سابقاً على شاشات التلفزيون، ضياع العديد من التفاصيل التراثية، وعدم بروز أهميتها، الأمر الذي جعل تلك الأعمال عرضة للانتقاد، ومن هنا، جاءت فكرة الخروج في عمل اجتماعي تراثي كوميدي هادف، لا يتم فيه تصنع الضحكة».

وأضاف: «ركزنا في العمل على تفاصيل كثيرة، كما حاولنا تبيان الأنماط الحياتية التي كانت سائدة في المجتمع في حقبة الستينيات وما قبلها، بهدف تقديم صورة صحيحة عن المجتمع الإماراتي وعاداته وتقاليده، ومصداقيته، وحياته السابقة التي خلت من التعقيد، وثقته بالآخر من دون أي تكلف».

توازن ملحوظ

توازن ملحوظ أحدثه «زمن الطيبين» للمخرج بطال سليمان، في طاقم عمله الذي ضم أقطاب الدراما الإماراتية على اختلاف أجيالها، فعبر هذه المعادلة، يعيد العمل الألق إلى الممثل ظاعن جمعة وإبراهيم سالم ومريم سلطان والمسرحي والتشكيلي محمد يوسف، والذين يقفون أمام أحمد الجسمي ومرعي الحليان وسعيد بتيجه وموسى اليقشي، كما توجد فيه ملاك الخالدي وماجد الجسمي والمذيعة علياء الشمروي والعمانية أمينة عبد الرسول، وجمعة بن علي وبدور وخلف الأحبابي وغانم ناصر وريم حمدان وغيرهم.

ليبدو العمل بمثابة تكريم لهذه الأسماء، بحسب المطروشي، الذي قال: «لقد آثرنا في هذا العمل، إحداث توازن بين كافة أجيال الدراما الإماراتية، الأمر الذي ساعدنا على تقديم عمل متكامل»، مضيفاً: «بلا شك أن كافة هذا الأسماء وغيرها من النجوم، تستحق منا الاهتمام عبر منحها الفرصة للوجود على الساحة الدرامية بشكل دائم».

حقوق فكرية

برر خميس المطروشي أسباب التغيير الذي أصاب مسمى العمل مرات عدة، من «شربكة» إلى «راحو الطيبين»، وصولاً إلى اسمه الحالي «زمن الطيبين»، إلى حفظ حقوق الملكية الفكرية، قائلاً: «بعد البحث، اتضح لنا وجود عمل كويتي يحمل اسم «شربكة مشربكة»، وكان ذلك العمل اجتماعياً، وبعد النقاش تم اختيار عنوان «راحو الطيبين»، والذي اكتشفت بالصدفة أنه عنوان لكتاب، وحتى لا يظن المشاهد أن العمل مقتبس من ذلك الكتاب، فضلنا تغيير اسم المسلسل إلى «زمن الطيبين».

Email